قبل 47 عاماً فجر المنتخب الهندي لكرة القدم مفاجأة كبيرة عندما تغلب على منتخب كوريا الجنوبية 2- صفر في مباراتهما ببطولة كأس آسيا التي استضافتها فلسطين عام 1964 . واحتل المنتخب الكوري الجنوبي المركز الثالث في هذه البطولة خلف نظيره الهندي، على الرغم من فوز المنتخب الكوري بلقب أول بطولتين لكأس آسيا في عامي 1956 و1960. والآن، جاءت الفرصة للمنتخب الكوري الجنوبي على طبق من ذهب للثأر من نظيره الهندي في نفس البطولة، عندما يلتقي الفريقان اليوم في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الثالثة في الدور الأول لبطولة كأس آسيا 2011 المقامة حالياً في قطر. وتعددت المواجهات بين منتخبي كوريا الجنوبية والهند على مدار العقود الماضية، وكانت الغلبة فيها لصالح النمر الكوري، وكان أبرزها في تصفيات آسيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1994، حيث فاز المنتخب الكوري 3- صفر ذهابا ثم 7- صفر على ملعبه إياباً. وعلى الرغم من تفوقه على مدار عقود طويلة، تحظى مباراة اليوم بأهمية بالغة للفريق الكوري، لأنها المواجهة الوحيدة بينهما في كأس آسيا منذ هزيمة 1964 . ويقتسم المنتخب الكوري الجنوبي صدارة المجموعة مع نظيره الأسترالي برصيد أربع نقاط لكل منهما بعد فوز المنتخب الكوري على نظيره البحريني 2 - 1 ثم تعادله 1- 1 مع أستراليا، ولذلك يحتاج الفريق إلى نقطة التعادل على الأقل للتأهل إلى دور الثمانية، بغض النظر عن نتيجة المباراة الأخرى في المجموعة بين منتخبي أستراليا والبحرين. أما الهزيمة في مباراة اليوم وفوز البحرين على أستراليا في المباراة الثانية بالمجموعة، فتعني دخول الفريق في دوامة حسابات الأهداف التي قد تطيح به من البطولة، وتصعد بالمنتخب الأسترالي مع نظيره البحريني. ولذلك يرفع المنتخب الكوري في مباراة اليوم شعار “لا للمفاجآت”، خاصة أن منافسه لم يعد لديه ما يخسره بعدما خرج الفريق فعلياً، من دائرة المنافسة على التأهل لدور الثمانية. وأكد المنتخب الهندي أنه من أضعف الفرق المشاركة في البطولة الحالية إن لم يكن أضعفها على الإطلاق، حيث خسر الفريق مباراته الأولى أمام المنتخب الأسترالي صفر - 4، ثم أتبعها بهزيمة ثانية ثقيلة 2 - 5 أمام المنتخب البحريني. وأكد المنتخب الكوري من خلال مباراتيه الأوليين أنه أحد المرشحين بقوة للفوز باللقب في البطولة الحالية، ولذلك يسعى إلى التأكيد على ذلك من خلال عدة أهداف في شباك الهند. كما يأمل المنتخب الكوري في تحقيق فوز ساحق بأكبر عدد من الأهداف لانتزاع الصدارة بفارق الأهداف في حالة فوز أستراليا على البحرين في المباراة الثانية، وبالتالي ضمان مواجهة أسهل في دور الثمانية، رغم اعترافه بقوة جميع منتخبات المجموعة الرابعة التي سيلتقي أحد فرقها. وتمثل مباراة الغد تجربة و”بروفة” جيدة للمنتخب الكوري قبل مواجهة دور الثمانية والتي ستكون عنق الزجاجة في مسيرة الفريق نحو استعادة اللقب الغائب عنه منذ خمسة عقود من الزمان. ويأمل المنتخب الكوري الجنوبي في الفوز بلقب البطولة الحالي لتعويض خروجه المبكر من بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، حيث خرج من دور الستة عشر بالإضافة إلى رغبته في معادلة الرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب والذي تقتسمه منتخبات السعودية وإيران واليابان برصيد ثلاثة ألقاب لكل منها. كما تحظى البطولة الحالية بأهمية خاصة لدى بارك جي سونج نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي وقائد المنتخب الكوري الجنوبي حيث ألمح اللاعب عن عزمه اعتزال اللعب الدولي عقب البطولة الحالية. تشو: لن نستهين بالهند وهدفنا زيادة الغلة أكد تشو كوانج راي مدرب كوريا الجنوبية أن فريقه لن يستهين بمنتخب الهند خلال المباراة التي تجمع الفريقين اليوم وقال تشو في المؤتمر الصحفي أمس: يجب ألا نستهين بالهند، حيث إن المبالغة في الثقة أمر خطير، ونريد أن نلعب بذات المستوى الذي قدمناه في المباراتين السابقتين أمام البحرين وأستراليا، وذلك من خلال الاندفاع الهجومي والضغط على لاعبي الفريق الخصم. وأضاف: لن يكون هناك تغييرات كثيرة على تشكيلة الفريق في المباراة أمام الهند، حيث نحاول الاعتماد على ذات اللاعبين الذين شاركوا في أول مباراتين مع تطور مجريات المباراة، قد أقوم بإجراء بعض التبديلات لمنح الفرصة لمزيد من اللاعبين. وقال: أنا راضٍ عن سيطرة لاعبي فريقي على الكرة في أول مباراتين، وأعتقد أن الأمر ذاته سوف يستمر في المباراة المقبلة. فيما يتعلق بالأنباء عن مرض لاعب الوسط وقائد الفريق بارك جي سونج أوضح المدرب أن بارك يعاني من آلام في الأسنان، ولكنه أكد لي بأنه سيكون جاهزاً تماماً للمباراة. وعن هوية الفريق الذي قد يقابله في المرحلة المقبلة واحتمال مواجهة إيران لو حصل على المركز الثاني بالمجموعة، قال تشو: لا يهمني اسم الفريق الذي نقابله في الدور ربع النهائي، وبالتالي فإن كل تركيزي هو تحقيق الفوز أمام الهند وتسجيل أكبر قدر من الأهداف. وعقب على سؤال حول حالة القلق قبل واجهة الهند، قال: طبيعي أن ينتابني القلق بعض الشيء، فكرة القدم أخطر ما يهددك أحيانا الاستهتار الخصم الذي تواجهه ومن هنا يأتي القلق ولذلك كانت تعليماتي للاعبين أن يلعبوا بكل قوة وبجدية لنتخطى الهند ونصعد للدور الثاني. وعن إمكانية تأهل كوريا الشمالية من المجموعة الرابعة حالة فوزها في اللقاء الأخير ضد العراق وبالتالي تلاقيها كوريا الجنوبية قال تشو هذا ممكن احتمال وارد وهم فريق جيد ويتطور بسرعة ولو واجهناها ليست هناك مشكلة. كي سونج يونج: لا أفكر في إحراز الأهداف قال كي سونج يونج لاعب وسط كوريا الجنوبية إن المدرب يطلب منا دائماً أن نسيطر على الكرة ونعمل على تدويرها بسرعة، ويجب أن يواصل مستوانا التطور مع استمرار مباريات البطولة وتطور المنافسة. وأضاف: بما أنني ألعب في خط الوسط، فإن من واجبي التركيز على تهيئة الكرات للمهاجمين أمام المرمى، وكذلك عندي واجب في التركيز على المساندة الدفاعية، ولا أريد التفكير في احتمال التسجيل في مرمى الهند مشيراً إلى أن فريق الهند يسعى للمفاجأة أمامنا وهو ما نحاول أن نستعد له جيدا لأنه فريق جيد طالما أنه تأهل وصعد للبطولة.