علي معالي (دبي) ما يقرب من 300 كيلومتر يقطعها جاسم محمد لاعب نادي الشارقة ومنتخبنا الوطني يومياً بين الذهاب والإياب إلى عمله اليومي في الفجيرة، حيث يعيش اللاعب في الشارقة، ويقطع اللاعب ذهاباً قرابة 150 كيلومتراً، ومثلها في العودة، أي ما يفوق 4 ساعات سفر يومياً، ووسط هذا السفر اليومي الطويل، نطالب اللاعب بأن ينضم إلى تدريبات النادي والمنتخب لكي يحقق البطولات! جاسم عينة بسيطة من معاناة كبيرة للاعبي أندية ومنتخب السلة بشكل عام، المعاناة تبدأ مع اللاعب من الخامسة صباحاً، وتستمر حتى يدخل إلى غرفة نومه ليريح بدنه استعداداً ليوم آخر شاق ما بين العمل والرياضة. يرى جاسم محمد نجم الشارقة ومنتخبنا الوطني في كرة السلة أن اللعبة تسير في طريق مُظلم، والأسباب معروفة لدى الجميع، وأنه إذا استمر الحال على ما هو عليه فإن اللعبة في طريقها إلى الانقراض، تحدث جاسم في العديد من الاتجاهات سواء خاصة بناديه الشارقة أو بالمنتخب الوطني. قال جاسم محمد: «المواهب تتقلص في ملاعبنا والسبب معروف وهو عدم وجود الحافز، فلا يمكن لأي مسؤول يرى الألعاب الجماعية سواء السلة أو اليد أو الطائرة تعاني بهذه الطريقة في مشاكلها المتنوعة دون أن يتدخل لحلها، لابد من اللحاق بهذه الألعاب قبل أن تنقرض بفعل فاعل، لأن ما يحدث حالياً هو موت بطيء للسلة». قال: «الاهتمام تقلص بشكل كبير باللعبة، ولم أتوقع أن يصل مستوى السلة الإماراتية إلى هذا الحال، وأرى أن عدم حصول لاعبينا على الراحة المناسبة سواء في المنتخب أو النادي هي السبب، فيما وصلنا إليه». تابع: «لو كانت مباراتنا الأخيرة أمام الوصل في كأس صاحب السمو نائب رئيس الدولة في الساعة الرابعة عصراً لغاب عدد كبير من لاعبينا، ولم يلحقوا بالمشاركة في المباراة لظروف العمل، فليس من المعقول أنني أستيقظ الساعة الخامسة صباحاً لكي ألتحق بعملي في الفجيرة، وأقطع هذه المسافة للوصول إلى مقر عملي، ثم إنني مطالب مثلاً بالالتحاق بالتدريبات بالنادي أو المنتخب مثلاً في الخامسة، حيث أعود للشارقة في الرابعة عصراً، وبالتالي لا أجد الوقت المناسب للراحة حتى أنضم للتدريبات بشهية مفتوحة، إنها أزمة كبيرة لابد لها من حل». وأضاف: «في النادي من الممكن علاجها، ولكن كيف سيكون الحل مع المنتخب، خاصة أننا أضعنا فرصة العمر في البطولة الخليجية الأخيرة التي أقيمت في الشارقة في ظل المستوى الذي كانت عليه منتخبات أخرى». وتابع أقولها بصراحة: «لا نبحث عن المال، كما يحاول البعض أن يقول ذلك، فقط أمنحونا الراحة المناسبة من خلال إيجاد حل لمشكلة التفرغ لكي تكون هناك لعبة متميزة اسمها كرة السلة، وأرى أن عدم التفرغ يساهم بشكل كبير في قتل اللعبة المحببة إلينا جميعاً سواء كنا نمارسها أو نشاهدها في الملاعب أو التليفزيون». وأضاف: «لا ألوم اتحاد اللعبة على الوضع الحالي، فهو يقدم كل ما يستطيع تقديمه من خدمات، لكن يبقى العائق الأساسي أمامه في توفير الوقت والمال المناسب، وليس معقولاً أنه في كل معسكر أو بطولة يقوم اتحاد اللعبة بصرف بدلات للاعبين للخصم من إجازاتهم للانضمام للمنتخب، وأرى أننا من المنتخبات القليلة ربما في العالم التي تقوم بذلك بدفع مقابل للاعبين نظير الحصول على إجازات من عملهم من أجل الوجود في المنتخب». وأضاف: «لست أدري كيف نشارك في البطولة العربية وسط هذه المشاكل الأساسية التي لا نجد لها حلاً، فالفرق العربية الأخرى مستعدة بشكل قوي». وعن مباراة الشباب غداً يؤكد جاسم بأنه لا بد أن تقوم عناصر الملك بتغيير الصورة التي كانوا عليها في المباراة الأولي ضد الجوارح في التصفيات. وأضاف: «الشارقة استعد بشكل ممتاز لانطلاق الموسم ولعبنا في المعسكر الصربي 9 مباريات متدرجة، ولكن الحظ أوقعنا في مجموعة صعبة ضد الشباب والأهلي في كأس صاحب السمو نائب رئيس الدولة، وقدمنا أمام الشباب مباراة مقنعة، لكن أمام الأهلي كان الفريق بعيد تماماً عن مستواه، وسنعود مجدداً يوم غد لخوض مباراة أخرى ضد الشباب في الدور قبل النهائي، وإذا كانت هناك فرصة من قبل للتعويض ضد الشباب، فإن الوضع حالياً يختلف، فلا مجال للتعويض، وعلى الملك أن يفكر ويبحث في كيفية تخطي فريق الشباب في المباراة المقبلة من أجل الوجود في نهائي البطولة الغالية علينا جميعاً». وختم جاسم بالقول: «في لقاء الوصل ثم بني ياس الأخيرين في ربع النهائي وتحديد المركز الثالث كان أداء فريقي أفضل بكثير، لكن أرى أن عناصر الشارقة تنقصها الخبرة حالياً، وفي كل الأحوال مستوانا هذا الموسم أفضل من العام السابق».