يرفع فريقا الزمالك والأهلي شعار “الحلم الجميل” عندما يلتقيان اليوم على ستاد القاهرة الدولي في قمة تقليدية وساخنة بين الفريقين في ختام مباريات المرحلة السابعة والعشرين للدوري المصري. وشتان الفارق بين ظروف الفريقين قبل هذه المباراة وظروفهما قبل مباراة الذهاب بالدور الأول للبطولة، عندما كان الزمالك هو المرشح الأقوى لتحقيق الفوز، بينما يخوض الفريق الأبيض هذه المباراة وسط شكوك كثيرة بفرصه في تحقيق نتيجة إيجابية. ولا يختلف اثنان على أن المباراة تكتسي هذه المرة بأهمية بالغة في تحديد شكل المنافسة على لقب الدوري المصري هذا الموسم، بل ويمكنها أن تحسم المنافسة بنسبة تزيد على 90 بالمئة، بعدما كانت في المواسم الثلاثة الماضية قمة “للشهرة” نظرا لابتعاد الزمالك كثيرا عن دائرة المنافسة. يتربع الأهلي، الفائز باللقب في المواسم الستة الماضية، على قمة جدول المسابقة برصيد 55 نقطة بفارق خمس نقاط أمام منافسه التقليدي العنيد، الزمالك، الذي يحتل المركز الثاني. ولم يكن الزمالك يتوقع على الاطلاق أن يخوض المباراة وهو في المركز الثاني بهذا الفارق الكبير من النقاط عن الأهلي قبل آخر أربع مراحل من نهاية المسابقة خاصة بعدما أنهى الزمالك الدور الأول من البطولة برصيد 32 نقطة مقابل 28 نقطة فقط للأهلي. ولكن الأسابيع القليلة الماضية شهدت العديد من الكبوات للزمالك فقد على إثرها الصدارة التي تربع عليها لعدة شهور تخللتها فترة التوقف الطويلة للمسابقة بعد ثورة 25 يناير الماضي. وخلال 11 مباراة خاضها كل فريق بعد استئناف المسابقة في منتصف أبريل الماضي، حقق الزمالك خمسة انتصارات فحسب مقابل ثلاثة تعادلات ومثلها من الهزائم، بينما انتفض المارد الأحمر في الدور الثاني فحقق الفوز في ثماني مباريات وتعادل في ثلاث ورفض لاعبوه الهزيمة سعيا وراء الحفاظ على اللقب الغالي. وبينما ترنح نجوم الزمالك بقيادة مديرهم الفني الوطني حسام حسن عميد لاعبي العالم سابقا كان للأهلي رأي آخر، حيث ضرب بجميع التوقعات عرض الحائط واستطاع بقيادة مديره الفني البرتغالي مانويل جوزيه الذي عاد إلى قيادة الفريق في النصف الثاني من الموسم أن يقفز مجددا للقمة. وفشل الزمالك في استغلال مهارات وإمكانيات لاعبيه بقيادة اللاعب المتألق محمود عبد الرازق شيكابالا وحسين ياسر المحمدي نجم المنتخب القطري والمهاجم الخطير عمرو زكي العائد من الإصابة لتتراجع عروض الفريق ونتائجه في المباريات القليلة الماضية ويفقد الصدارة لصالح غريمه اللدود. وفي المقابل، حقق الأهلي المعادلة الصعبة التي طالما أجادها، حيث نجحت خبرة وحماس لاعبيه في التغلب على كبر سن العديد من عناصره ونجح بقيادة جوزيه في العودة مجددا لدائرة المنافسة بقوة على اللقب الذي يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز به. ولذلك، أصبح شعار كل من الفريقين في مباراة اليوم هو “الحلم الجميل” ولكن كل على طريقته وبشكل معاكس للآخر. الزمالك المعروف بلقب “مدرسة الفن والهندسة” يبحث عن “الحلم الجميل” من خلال تحقيق الفوز الذي يضمن له العودة بقوة لدائرة المنافسة التي يكاد يخرج منها. ويحتاج أصحاب الرداء الأبيض إلى الفوز وحصد النقاط الثلاث لتقليص الفارق مع الأهلي إلى نقطتين يمكن تعويضهما في المباريات الثلاث المتبقية لكل منهما بعد هذه المباراة رغم صعوبة المباريات المتبقية للزمالك أمام الاتحاد السكندري ووادي دجلة والإنتاج الحربي مقارنة بمواجهات الأهلي المتبقية أمام سموحة والمقاولون ومصر المقاصة. وفي المقابل، يبحث الأهلي المعروف بلقب “الشياطين الحمر” عن “الحلم الجميل” في الاتجاه المضاد، حيث يطمح إلى إحراز النقاط الثلاث أيضا، والتي يضع بها إحدى قدميه على منصة التتويج باللقب للموسم السابع على التوالي، في ظل اتساع الفارق إلى ثماني نقاط، مما يجعله بحاجة إلى نقطتين فقط من مبارياته الثلاث المتبقية. وبينما يتمتع الفريقان بالإمكانيات العالية والخبرة الكبيرة والمساندة الجماهيرية العالية، ستمثل الحالة المعنوية لكليهما فارق كبير في هذه المواجهة. الزمالك يخوض المباراة بمعنويات شبه محطمة بعدما تراجعت فرصته كثيرا في المنافسة على اللقب الذي غاب عنه منذ ست مواسم، وذلك بعدما مني بالهزيمة الرابعة له هذا الموسم وخسر صفر-2 أمام المصري السبت الماضي لتكون الهزيمة الثانية له في آخر أربع مباريات مقابل فوز وحيد وتعادل وحيد. أما فريق الأهلي فيخوض المباراة بعدما حافظ على سجله خاليا من الهزائم في الدور الثاني من المسابقة وحقق الفوز في آخر أربع مباريات وكان أهمها في آخر مباراتين على إنبي والإسماعيلي بنتيجة واحدة هي 2-1 ليبرهن الفريق على تقدمه بثبات نحو الفوز بلقب المسابقة للموسم السابع على التوالي. وتبدو صفوف الفريقين شبه مكتملة قبل لقاء القمة رقم 107، حيث ينتظر غياب النجم الكبير محمد أبو تريكة عن القمة خشية معاودة الإصابة له كما ينتظر غياب المهاجم الفذ عمرو زكي (البلدوزر) عن صفوف الزمالك بسبب عدم اكتمال تأهيله بعد التعافي من الإصابة، كما يغيب اللاعب الشاب محمد إبراهيم للإيقاف بعد مباراة المصري. وفي الوقت نفسه، يضع الزمالك آمالا عريضة على نجميه البارزين شيكابالا والمحمدي في قيادة زملائهما مثل أحمد جعفر وحسن مصطفى لهز شباك الأهلي بعدما فشلا في ذلك خلال لقاء الدور الأول. وفي المقابل، يمثل الهجوم حاليا فرس الرهان للبرتغالي جوزيه المدير الفني للأهلي بعد عودة مهاجمه الشهير عماد متعب ومشاركته في مباراتي إنبي والإسماعيلي والتألق الواضح للمهاجمين محمد ناجي (جدو) والسنغالي دومينيك دا سيلفا، بالإضافة لسطوع نجم اللاعب المخضرم محمد بركات من جديد. أما خطة المباراة، فمن المرجح أن تكون هجومية من الفريقين؛ لرغبة كل منهما في حسم اللقاء لصالحه للهروب من الحسابات المعقدة في المراحل الثلاث الباقية من المسابقة. وتبقى النتيجة النهائية للمباراة معلقة بتوفيق المهاجمين وتركيز المدافعين ويقظة حارسي المرمى ومدى قدرة كل فريق على حسم المباراة لصالحه.