إبراهيم سليم (أبوظبي)

تستهدف دراسة حديثة استقطاب 10 آلاف امرأة مواطنة، خلال الفترة من 2017- 2021 من المستشفيات والعيادات بمدينة العين، لدراسة العوامل المؤثرة في صحة الأم والطفل خلال فترتي الحمل والولادة، من خلال جمع معلومات وبيانات غير متوافرة بالسجلات الطبية، مثل نمط الحياة الاجتماعي والاقتصادي والبيئة المحيطة، وذلك لاستخلاص معلومات إضافية للسجلات الطبية الروتينية، مثل القياسات البشرية والفيسيولوجية والمعملية، وظروف الحمل وتفاصيل الولادة والفترة المحيطة بالولادة ونمو وتطور الطفل، والتقارير المتعلقة بأي تدخل طبي.
واستعرضت الدكتورة عفت البرازي المحاضرة في معهد الصحة العامة بجامعة الإمارات، على هامش مشاركتها بمؤتمر الرعاية الأولية الذي اختتم أعماله مؤخراً بأبوظبي، دراستها البحثية بعنوان «متابعة»، والتي تعد الأولى من نوعها بالدولة، مشيرة إلى أنه تم حتى الآن استقطاب 6000 امرأة إماراتية من العدد المستهدف، متوقعة الوصول للرقم المستهدف خلال العام والعام والنصف المقبلين، لافتة إلى أن هذه البيانات ستمثل نقطة البداية لمتابعة الأطفال على فترات خلال مسار حياتهم لبحث كيفية تفاعل العوامل والمؤثرات الاجتماعية والاقتصادية والجينية والبيئية والسلوكية، وتأثيرها على تطورهم ونموهم في المستقبل، ستسمح الدراسة بالبحث عن العوامل التي تؤثر على صحة الأم أثناء الحمل والولادة، مثل زيادة الوزن وسكري الحمل وفقر الدم والحالة النفسية والولادة المبكرة، وغيرها من مخاطر الحمل.
كما ستسمح بالبحث عن العوامل التي قد تتعرض لها الأم قبل وخلال الحمل والولادة، وكيفية تأثيرها على صحة طفلها في المستقبل، مثل خطر الإصابة بسمنة الأطفال وأمراض مثل السكري والربو والصحة النفسية، وغيرها من الأمور التي قد تؤثر على صحة الأجيال القادمة.
وتساعد الدراسة في إطلاع المجتمع العلمي المحلي والإقليمي والدولي على العوامل المؤثرة على صحة الأم أثناء الحمل والولادة، وما يترتب عليها على صحة الأطفال في المستقبل، وتوفير المعلومات العلمية المبنية على الأدلة والبراهين لتستند إليها جهود الأطباء وصناع سياسات الصحة العامة من أجل تطوير وتحسين الخدمات الصحية والاجتماعية للأمهات والأطفال في دولة الإمارات العربية المتحدة، مع إتاحة الفرصة لطلبة البكالوريوس والدراسات العليا للمشاركة في دراسة فريدة من نوعها لتطوير مهاراتهم البحثية، وخلق قاعدة بيانات علمية قيمة وثرية للباحثين في مجال صحة الأم والطفل.
وتندرج دراسة «متابعة» تحت صنف الدراسات طويلة المدى يما يجعلها تمثل مصدراً مهماً للأبحاث الحالية والمستقبلية، ويوفر منصة عريضة للبحث العلمي تستمر لعقود.