ساد الهدوء الحذر المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل أمس بعد ليلة شهدت قصفا مدفعيا إسرائيليا عنيفا ردا على إطلاق صواريخ من جنوب لبنان. وقام الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «يونيفل» بتسيير دوريات مشتركة شملت الخط الساحلي والقرى على طول الخط الأزرق، وذلك بحثا عن مكان إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، وسط استمرار الطيران الحربي الإسرائيلي بالتحليق في أجواء المناطق الجنوبية القريبة من الحدود، ورصد حركة ملحوظة للدوريات العسكرية من مستوطنة «مسكافعام» إلى مستوطنة المطلة وصولا إلى موقع الحماري وإلى بلدتي الغجر والعباسية. وكان القصف المدفعي الإسرائيلي استهدف محيط وخراج بلدات زبقين والعزية وسهل القليلة وشمع والسماعية ومجدل زون في قضاء صور وصولاً إلى منطقة الضبعة بين بلدتي طيرحرفا وشمع، وذلك بعد إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على مستوطنة نهاريا في الجليل الغربي، وسط تحليق للطيران الحربي والمروحي والاستطلاعي. وأكدت قيادة «يونيفل» في بيان إطلاق صاروخين على الأقل من محيط عام القليلة جنوب لبنان نحو إسرائيل عند الحادية عشرة ليل السبت، ورد الجيش الإسرائيلي بطلقات مدفعية نحو محيط عام زبقين، وقالت «انه لم تسجل أي إصابات أو أضرار حتى الساعة لدى أي من الجانبين، ولم يعلن أي جانب مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ»، وأضاف «ان يونيفل باشرت تحقيقا في الحادث الذي شكل خرقا خطيرا للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن في الأمم المتحدة وعرض حياة الناس للخطر». وأشار البيان إلى أن قائد «يونيفل» العام بالوكالة العميد تارونديب كومار اتصل على الفور بقيادات القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي وحثهم على اعتماد أقصى درجات ضبط النفس والتعاون مع «يونيفل» منعا لأي تصعيد. وتابع «أنه بالتنسيق مع الجيش اللبناني، تحافظ يونيفل على تواجد عملاني معزز على الأرض وتجري دوريات مكثفة في كامل منطقة عملياتها لمنع وقوع أي حوادث إضافية». ولفت إلى أن الجانبين أعادا تأكيد التزامهما بوقف الأعمال العدائية وهما يتعاونان بالكامل مع «يونيفل» في جهودها لمنع أي حوادث إضافية على طول الخط الأزرق. إلى ذلك، رأى وزير الصناعة اللبناني حسين الحاج حسن «أن أي خضة أمنية أو تخريب على السلطة الأمنية من أي مكان أتى، يشكل خطرا على اللبنانيين الذين يعانون مشاكل عديدة»، وأضاف «المشكلة السياسية هي أن البعض من الطبقة السياسية معني بتجاوز المصالح الضيقة». من جهته، شدد الرئيس السابق ميشال سليمان على ضرورة الخروج من دوامة التعطيل والإسراع في إخراج البلاد من حالة الجسد بلا رأس (في إشارة إلى غياب التوافق حول انتخاب رئيس جديد للجمهورية) تفاديا لتكريس هذا الأمر الواقع المرضي غير المقبول، والذي يشكل ضررا كبيرا على اللبنانيين جميعا من دون استثناء، لكون الرئاسة هي الغطاء العام للجميع بمن فيهم المسيحيون. (بيروت - وكالات)