كان مونديال 1986 بمثابة مولد جديد للكرة الأرجنتينية، وقبل الذهاب إلى المكسيك كان هناك شعور ينتابني بأن اللقب سيكون من نصيبنا، وهو ما أكدته لزميلي جاريكا، وقبل الدخول في غمار المونديال كانت هناك أيادٍ تحاول أن تهدم المنتخب رأساً على عقب، حيث أرادوا الإطاحة بالمدرب بيلاردو بعد خسارة ودية، وكان هذا القرار من جانب وزير الرياضة وقتها، فهو لا يُحب بيلاردو، وتدخلت من أجل أن يستمر بيلاردو، وحقيقة لم نجد الاحترام المنتظر عندما هبطنا إلى أرض المكسيك، ولم نجد أي ترشيحات تضعنا من ضمن المنافسين على اللقب. وهناك قصة مع تذكر هدفي الذي سجلته في مرمى إنجلترا، ومفاد هذه القصة أنه في يوم 13 مايو 1981 أي قبل مونديال المكسيك بسنوات، كانت هناك مباراة ودية بين الأرجنتين وإنجلترا أيضاً، على ملعب ويمبلي، وكنت على وشك تسجيل نفس الهدف، الذي سجلته في 1986، حيث كانت هجمة مشابهة للغاية، وبعد فاصل من المراوغات انقض عليّ الحارس فخرجت التسديدة بعيداً عن المرمى. عاتبني شقيقي آنذاك قائلاً: «الحل الأفضل كان مراوغة الحارس وعدم الاستعجال في التسديد»، وهو ما صنعته في 1986، وتذكرت أخي وأنا أراوغ اللاعبين الإنجليز قبل الهدف، وكلما تخطيت لاعباً إنجليزياً كان يظهر آخر، وكانت خطتي أن أتوغل في العمق، وفكرت أن أمرر إلى زميلي فالدانو المنطلق من اليسار، وكنت أظن أن المدافع الأخير فينويك سيتقدم وينقض عليّ، وحينها كنت سأعطي الكرة إلى فالدانو، لكن اللاعب الإنجليزي انتظر في مكانه، لذا قررت مواجهته وراوغته، لكن الكرة طالت، وقبل أن يُحبط الحارس شيلتون الهجمة، راوغته على يمينه كما نصحني أخي، وسجلت، والهدف نسخة مكررة من هجمة ويمبلي، لكن القرار الأخير كان مختلفاً. وحتى الآن عندما أشاهد هذا الهدف لا أصدق ما قمت به من جهد ومكر ودهاء وكل ما يمكن من فنون الكرة، فالكرة في قدمي والتفكير السريع في رأسي والكرة تطاوعني والفرحة تجد لها مكاناً في قلبي، وقلب كل أرجنتيني حينها، لنستحق بعد ذلك اللقب الكبير.