إبراهيم الملا ( الشارقة)

شارك الفنان والمخرج المسرحي مرعي الحليان محاضراً في ورشة «تحويل الرواية إلى نص مسرحي» التي اختتمت قبل أيام، وتأتي الورشة ضمن سلسلة ورش فنية تقام برعاية ودعم هيئة دبي للثقافة، وتنظيم مسرح دبي الشعبي، بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع دبي، وذلك على هامش التحضير لمهرجان دبي لمسرح الشباب، الذي تنعقد دورته الجديدة في أكتوبر المقبل.
وللتعرف إلى حيثيات الورشة وأهدافها، التقت «الاتحاد» الفنان مرعي الحليان، الذي أشار بداية إلى أن عدد المشاركين في الورشة وصل إلى ما يزيد على 25 متدرباً ومتدربة، جلهم من المهتمين بالأدب الروائي والقصة والشعر، وقد جاءوا إلى الورشة بغرض الاقتراب من العمليات الفنية في بناء النص المسرحي والأسس التي يعتمد عليها هذا الفن.
وحول الأسلوب الذي اعتمده في شرح أسس وآليات تحويل الرواية إلى نص مسرحي، قال الحليان: «بالنسبة لي، اعتمدت على مسارين في الورشة، المسار الأول «نظري» وبحثت فيه الفرق بين الكتابة الروائية القائمة على التقنيات المختلفة للسرد والروي، وبين الكتابة المسرحية القائمة على الفعل التام والجاد، والذي يشاهد من قبل الجمهور في التو واللحظة، فهذا هو أصل الفارق بين السرد الروائي أو القصصي، الذي يعتمد على الفعل الماضي، وبين السرد المسرحي الذي يعتمد الفعل المضارع».
وأضاف الحليان: «وقد أشرت في هذا السياق إلى التجارب المسرحية المحلية التي اشتغل فيها كتاب مسرحيون على نصوص روائية، ومنها مسرحية الكاتب إسماعيل عبدالله (السلوقي) المأخوذة عن نص روائي روسي بعنوان (قلب كلب) لمؤلفها ميخائيل بولغاكوف، وكيف استل عبدالله لب الفكرة من هذه الرواية لكي يكتب عملاً مسرحياً بشخوصه ومفرداته ومنطلقاته الدرامية البعيدة عن الرواية الأصلية، وكذلك تم الاتكاء على المنجز المسرحي للكاتب والمخرج ناجي الحاي الذي كتب مسرحية (ما كان لأحمد بنت سليمان)، وهو نص مسرحي مستوحى من رواية (طفل الرمال) للكاتب الطاهر بن جلون».
وأشار الحليان إلى المسار الثاني في منهاج الورشة، وهو مسار «تطبيقي»، دُفع من خلاله المتدربون إلى اختيار قصة تمتلك مفاتيح درامية، ونسج نص مسرحي بالاعتماد عليها، حيث تم تكليف المتدربين بكتابة مسودات أولية لنصوصهم المسرحية القابلة للتطوير.
وقال الحليان: «إن المتدربين أبدوا تجاوباً كبيراً، وحماسة مندفعة، وقدموا أفكاراً جميلة، وقصصاً مشوقة»، متمنياً أن ترى هذهالأفكار النور، وأن تتحول إلى أعمال ملموسة، ترفد الساحة المسرحية مستقبلاً»، واستطرد الحليان قائلاً: «ليست هناك رواية لا تصلح لأن تكون نصاً مسرحياً، لأن المسرح فقط يحتاج إلى محرك درامي من خلال حدث أو فعل، وهذا المحرك الدرامي سوف يخلف توتراته الدرامية من تلقاء ذاته، وبمنطقيات المفارقات الدرامية»،
موضحاً أن غاية أي رواية هي الحياة والإنسان ومصيره، وهو الهدف نفسه والغاية ذاتها التي يتبنى من خلالها المسرح مقولاته واهتماماته، ولهذا فإن كل الروايات وكل القصص قابلة لأن تتحول إلى مسرح، مع مراعاة أن الرواية جنس أدبي، له مواصفاته البنائية الخاصة، والمسرحية أيضاً جنس أدبي، لها مواصفاتها البنائية الخاصة، وبالتالي فإن هدم وتفكيك البنية الأولى سيفضي إلى بناء جديد بمواصفات مختلفة، يستفيد منه القالب التعبيري البديل، المختلف في أنساقه وشروطه ومتطلباته.