عبدالله القواسمة (أبوظبي) فرضت الآلية التي اعتمدتها لجنة دوري المحترفين لتوزيع مباريات دوري الخليج العربي، بحيث تمتد مباريات كل جولة على مدار ثلاثة أيام، العديد التساؤلات من المهتمين والمراقبين حول أسباب هذا الإجراء والعوائد الجماهيرية والتسويقية منه، وقبل كل ذلك العوائد الفنية، خاصة أن بعض الآراء كانت قد خرجت وطالبت بأن يكون هناك تكثيف في توزيع المباريات، بحيث تقام على مدار يومين، وبواقع 3 مباريات في اليوم الواحد. في الموسم الماضي، تفاوتت طريقة توزيع مواجهات كل جولة، والتي كانت تبلغ حينها 7 مباريات ما بين اليومين إلى الثلاثة أيام، علماً أن عدد الفرق المشاركة في البطولة كان آنذاك 14 فريقاً، إذ تم الأخذ في عين الاعتبار حينها ارتباطات الأندية المشاركة في دوري أبطال آسيا إلى جانب ارتباطات المنتخب الوطني، والتي لم تحل دون تكثيف مباريات بعض الجولات لتقام العديد منها خلال 48 ساعة. إذاً ما الذي اختلف في طريقة التوزيع ما بين الموسم الماضي والموسم الحالي؟ وهل جولة الأيام الثلاثة مفيدة أم من شأنها أن تثير مشاعر الملل لدى المتابعين؟ في ظل ضعف المستوى الفني المعروض بعد مرور خمس جولات من عمر البطولة، ومن هنا يؤكد عبدالله ناصر الجنيبي، رئيس لجنة دوري المحترفين، أن اللجنة تحرص على مراعاة عدة عوامل في برمجة المباريات من حيث اختيار التوقيت المناسب، إلى جانب توفير أكبر قدر من الإثارة، ومشاركات المنتخب بجانب مشاركات الأندية خارجياً، بالإضافة إلى الترويج الجيد للمسابقة ولرعاتها، وزيادة نسبة المشاهدات التلفزيونية وغيرها. ‎وقال الجنيبي: يأتي توزيع المباريات على ثلاثة أيام لضمان توفير أكبر قدر من الإثارة والندية، حيث تشهد كل جولة مباراة أو أكثر من العيار الثقيل، دعماً للحضور الجماهيري وإتاحة الفرصة للجمهور لمتابعة معظم المباريات، الأمر الذي يرفع نسبة القيمة التسويقية للدوري من خلال زيادة المتابعين ونسب المشاهدات والوصول لأكبر شريحة من المشاهدين، وهو ما ينعكس على زيادة نسبة الظهور الإعلاني للرعاة، حيث تعمل لجنة دوري المحترفين على زيادة المشاهدين 3 أضعاف ما كانت عليه في السابق، الأمر الذي يساعد على رفع القيمة السوقية لدورينا. ‎وأضاف: تحرص لجنة دوري المحترفين على التنسيق مع القنوات المالكة للحقوق المتمثلة في قناتي أبوظبي ودبي الرياضيتين في عملية برمجة المباريات من خلال الاجتماعات التنسيقية، التي تسبق إعداد جدول المباريات، حيث يتم الاتفاق على المقترح الأنسب للبرمجة، علماً أن إقامة المباريات على ثلاثة أيام تعتبر الأفضل من حيث الإنتاج، المتابعة والتغطية التلفزيونية والإعلامية بشكل عام، ثم زيادة مداخيل الإعلانات بالنسبة للقنوات. وأنهى الجنيبي حديثه قائلاً: «‎بشكل عام، تقام معظم مباريات دوري الخليج العربي لهذا الموسم على ثلاثة أيام، باستثناء حالات محددة تتم فيها برمجة المباريات على مدار يومين، مثل الجولات التي تقام بعد أيام الفيفا، أو الجولات المرتبطة بالمسابقات الخارجية كدوري أبطال آسيا». على النقيض من الجنيبي، أكد النجم المونديالي خالد إسماعيل، عدم وجود أي مبرر لإقامة مباريات كل جولة في الدوري على مدار 3 أيام، خاصة في ظل تقليص عدد الفرق هذا الموسم، مشيراً إلى أن جدوى إقامة الجولة على يومين أفضل من جدواها من إقامتها على 3 أيام، ولاسيما أنه في ظل الـ 3 أيام بالتأكيد أن يوماً على الأقل سوف يصعب على الأسر والجماهير متابعته، كما أن فكرة الـ 3 أيام هي دعوة للملل في حقيقتها. وقال: بالتأكيد أنا شعرت في الجولة الماضية بالملل، وهو نفس شعوري في الجولة الثانية التي أقيمت على 3 أيام أيضاً بلا أي مبرر، وفي تقديري أن ذلك تخبط في تخبط، لأن الأسرة إذا كانت ترغب في الذهاب للملعب في عطلة نهاية الأسبوع، لن تذهب إذا كان فريقها لن يلعب في يوم الإجازة، وبالتأكيد هناك يوم من الأيام الثلاثة يتجاوز نهاية الأسبوع، وفي معظم الدوريات العالمية التي تضم 20 فريقاً تقام المباريات على يومين، أما نحن فلا نعرف من يبرمج لنا الجدول. وأضاف: أما من الناحية الفنية، فإن الـ 3 أيام بالتأكيد لن توفر العدالة لعدد من الفرق في أيام التباينات بين الجولات بمعنى أن بعض الفرق التي لعبت في اليوم الأول بالجولة السابقة سوف تلعب في الثاني أو الثالث في الجولة المقبلة، والعكس بالعكس، وهو الأمر الذي لا يجعل المسافات الزمنية بين المباريات للفرق غير متوازنة، ويؤثر على مسألة الاستشفاء للاعبين، وإعدادهم للمباريات التالية. عبد الباسط محمد: الجمهور هو الحلقة «الأهم»! أبوظبي (الاتحاد) أكد عبد الباسط محمد، مدير فريق الوحدة أن الأندية لا يقع عليها أي ضرر في إقامة مباريات الجولة في يومين أو ثلاثة، لأنها محترفة، ولأن البرمجة واضحة بالنسبة لها لكنه ذكر أن الحلقة الأهم في هذا الموضع هو الجمهور الذي يتأثر حضوره إلى الملاعب في يوم السبت، خاصة في المباريات التي تقام ليلاً لوجود عمل ومدارس يوم الأحد. وقال: «بالنسبة للاعبين والأندية الأمور واضحة، وليس هناك آثار من برمجة المباريات، سواء في العطلة الأسبوعية أو في أيام غيرها حتى، لكنني أعتقد أن إقامة المباريات يومي الخميس والجمعة يساعد على حضور جماهيري أفضل وبشكل خاص في المباريات الجماهيرية التي يجب أن تكون في هذين اليومين إذا أردنا أن أن يكون الحضور في المدرجات كبيراً، لأن يوم السبت غير مناسب وإذا أقيمت فيه المباريات يجب أن تبدأ قبل صلاة المغرب، حتى يكون التوقيت مناسباً لحضور المشجعين. وتابع: يجب أن نشير إلى أن إقامة مباريات كل جولة على ثلاثة أيام له إيجابياته أيضاً من ناحية نسب المشاهدة ومنح الفرصة لمتابعة جميع مباريات الجولة، سواء بالحضور إلى الملعب، أو خلف الشاشات، لكن في النهاية يبقى وجود الجمهور في الملعب هو العامل المهم الذي يسعى له الجميع، ويجب أن يراعى ذلك في الفترة المقبلة، وبشكل خاص في المباريات التي تقام السبت. قويض: لا آثار جانبية من الناحية الفنية أبوظبي (الاتحاد) أكد السوري محمد قويض، المدير الفني للظفرة، أن توزيع مباريات كل جولة على ثلاثة أيام ليس فيه أية تداعيات فنية، كما أن من شأنه إتاحة المجال أمام المدربين لمتابعة الحضور الفني للفرق الأخرى على أرض الواقع، طالماً أنه ليس هنالك استحقاقات قارية أو إقليمية، سواء للأندية أو المنتخبات الوطنية فليس هناك داعٍ للاستعجال أو تكثيف مباريات الجولة الواحدة لتقام على مدار يومين، رغم أنه اعتاد وخلال تجاربه التدريبية السابقة أن تقسم مباريات الجولة الواحدة على مدار يومي الجمعة والسبت، على اعتبار أن هذين اليومين هما يوما الإجازة الأسبوعية، حيث يكون الحضور الجماهيري في ذروته عادة. وركز قويض رؤيته لهذا الأمر بالتأكيد على أن توزيع المباريات طالما يتيح للفرق نيل القسط الوافي من الراحة بين كل جولة وأخرى بواقع خمسة إلى ستة أيام، فهذا هو المهم في عملية التوزيع، مشيراً إلى أنه تأقلم مع توزيع المباريات على ثلاثة أيام، رغم أنه يفضل إقامة كل جولة على يومين، كما هو متعارف عليه. الطويل: المدرجات أساس نجاح أي حدث رياضي أبوظبي (الاتحاد) أكد خليل الطويل، مشرف فريق الإمارات، أن توزيع مباريات كل جولة بدوري الخليج العربي لتقام على مدار ثلاثة أيام هو أمر إيجابي، ومن شأنه إتاحة الفرصة أمام شريحة كبيرة من الجماهير لمتابعة المباريات، ذلك لأن الجماهير هي الركن الأول والأساسي في عملية تنظيم أي حدث رياضي. ويرى الطويل أن توزيع المباريات على ثلاثة أيام من شأنه كذلك أن يخفف الضغط على لجان الاتحاد ولجنة دوري المحترفين التنظيمية والتحكيمية والإدارية، وتمنحها هامشاً مريحاً لإدارة المباريات وإخراجها على الشكل الأمثل، وعلى العكس من ذلك في حال أقيمت كل جولة على مدار يومين. وشدد الطويل أنه من الصعب عقد مقارنات ما بين واقع لعبة كرة القدم في الإمارات وبعض الدوريات الأوروبية التي تقام جولات بعض بطولاتها خلال يوم واحد كحال الدوري الإسباني الذي يضم 20 فريقاً، إذ ليس معقولاً عقد مقارنات أو بسط تساؤلات عن أسباب عدم الاقتداء بالدول الأوروبية، ذلك لأن التركيبة الرياضية في الإمارات والمنطقة العربية بشكل عام مختلفة عن نظيرتها الأوروبية. جولة كاملة من «الليجا» في 24 ساعة الدوريات الأوروبية.. 10 مباريات في يومين أو ثلاثة أبوظبي (الاتحاد) في تتبع لتوزيع مباريات الدوريات العالمية الأبرز، سنلحظ أنه من النادر أن تتوزع مباريات الجولة الواحدة في كل بطولة على أكثر من ثلاثة أيام، علماً أن عدد فرق البطولات الأوروبية الأقوى تتراوح ما بين 18 و20 فريقاً في كل بطولة على عكس دوري الخليج العربي الذي يضم 12 فريقاً فقط. يبلغ عدد مباريات الجولة الواحدة بالدوري الإيطالي 10 مباريات يتراوح توزيعها لتقام على يومين، وبعضها على ثلاثة أيام، والحال ينسحب على الدوري الإنجليزي الذي تقام جولته الحادية عشرة على مدار يومين، في حين أن الجولة الثانية عشرة تقام على 3 أيام والثالثة عشرة على مدار يومين. أما الدوري الفرنسي الذي يضم 20 فريقاً أيضاً تتراوح المدة التي تقام فيها جولاته ما بين يومين وثلاثة أيام، أما الدوري الألماني الذي يضم 18 فريقاً فأقيمت مباريات الجولة الأخيرة منه على مدار ثلاثة أيام. ويكفي الإشارة إلى أن مباريات الجولة 11 من الدوري الإسباني تقام على مدار يومين، فيما تقام مباريات الجولة 12 خلال يوم واحد، أي عشر مباريات دفعة واحدة، والحال ينسحب على كل الجولات المتبقية وحتى شهر مايو من العام المقبل، إذ ستقام كل جولة في يوم واحد.