ذهبت أنا ووالدتي في أحد الأيام إلى الجمعية بـ ''تاكسي'' لأنني لم أرد أن أحرك سيارتي وأفقد ''الباركن'' فمنطقتنا معروفة بالازدحام ومن الصعوبة جدا أن نحصل على موقف مناسب أمام البناية·· وعند خروجنا من المركز احتجنا طبعا إلى ''تاكسي'' آخر·· لكن للأسف تعامل معنا سائق التاكسي معاملة سيئة·· ولم يرد أن يدخلنا إلى مكان منزلنا بل توقف خارج الشارع رغم وجود مسافة كبيرة جدا عن وجهتنا، وحجته أن ذلك المكان مزدحم، وقال لنا بالحرف الواحد: ''انتوا إنزل هني·· أنا ما في روح داخل''!·· منذ متى بدأ سائق ''التاكسي'' يوجهنا إلى المكان الذي يريده لا الذي نقصده نحن؟! على العموم لم نسمع كلامه وطلبنا منه الذهاب أمام المنزل لأن والدتي كبيرة في السن ولا أريد لها أن تمشي كل تلك المسافة·· وعندما أوصلنا أبدى تذمره وتأففه فألقيت المال على الكرسي وخرجت فقال لي: (شو هذا ما في احترام) ولم أتمالك نفسي فرددت قائلة: (عندما تحترم الراكب سيحترمك بدوره)· كل هذا ولم يحدث الجلل الأكبر بعد·· فعصبية السائق جعلته ''يتحرطم'' كما نقول بلغتنا الدارجة ويلقي علينا كلاما جارحا ثم مشى بسيارته بسرعة دون أن يترك لنا فرصة للتحرك فدهس أصابع رجل والدتي، ووسط صراخها انتبه ثم تأسف قليلاً حتى لا نشتكي عليه وأكمل طريقه·· طبعا لم نسكت على الموضوع وأخذت رقمه واتصلت على الرقم المخصص للشكاوى للإبلاغ عنه· على العموم أحب من خلال هذا المقال أن أوجه رسالة بضرورة أن ينتمي سائقو ''التاكسي'' القدامى إلى الشركات الجديدة لسيارات الأجرة، بشرط إعطائهم دورات في اللباقة والتعامل مع الجمهور·· ويفضل لو تم توظيف العرب في ''التكاسي'' الجديدة، ولا مانع من استقطاب المواطنين إن أحبوا العمل في هذا المجال، فقد رأينا المواطنة التي سبقت أقرانها وتشجعت لقيادة سيارة الأجرة·