هدى جاسم، وكالات (بغداد) - قتل 19 شخصاً وأصيب 16 آخرون أمس بهجمات في عدة محافظات عراقية. وأعلنت مصادر رسمية طبية وأمنية عراقية أن شهر يونيو المنصرم حصد 280 قتيلا ومئات الجرحى بأعمال العنف في عموم العراق. وتنصل التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر عن حليفيه القائمة العراقية والتحالف الكردستاني في مساعيهما إلى سحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي، فيما طالب الأخير القوى السياسية بحل الأزمات عبر الحوار والعمل بشكل مشترك لبناء البلد، ما اعتبرتها حركة الوفاق الوطني المنضوية ضمن القائمة العراقية بزعامة أياد علاوي، “دعوة متأخرة وتمثل قفزة في الفراغ”. ففي محافظة صلاح الدين أسفر انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة غرب سامراء أعقبها هجوم بالأسلحة الرشاشة على الدورية، عن مقتل أربعة من الشرطة وإصابة أربعة آخرين. وقتل ثلاثة مدنيين وشرطي باصطدام عجلة للشرطة تقل جرحى بسيارة مدنية غرب سامراء أيضا. كما قتل شرطي وأصيب اثنان آخران بانفجار ثلاثة عبوات ناسفة في شارعين وسط تكريت. وفي محافظة نينوى قتل ضابط وأصيب جنديان بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم غرب الموصل. وقتل جندي وأصيب ثلاثة آخرون بتفجير عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم شمال الموصل. واغتيل رئيس محكمة جنايات نينوى الثانية وأصيب سائقه بهجوم مسلح نفذه مجهولون شمال الموصل. وقتل جندي وأصيب آخران بجروح في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم شمال شرق الموصل. وقتل نقيب في الجيش أيضا بانفجار عبوة ناسفة قرب مدخل تلعفر، بينما قتل مدني من الطائفة اليزيدية عندما اقتحم مسلحون مجهولون مزرعته وأردوه في قضاء بعاج. وفي محافظة التأميم قتل مدني برصاص مسلحين مجهولين يستقلون سيارة قرب إحدى قرى ناحية ألتون كوبري شمال كركوك. وفي محافظة ديالى قتل مسلح بانفجار عبوة ناسفة أثناء محاولته زرعها جنوب غرب بعقوبة. كما قتل ضابط في الجيش العراقي وأصيب جنديان بهجوم مسلح جنوب غرب بعقوبة. وفي محافظة بابل قتل شرطي بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريته في ناحية جرف الصخر. من جهة أخرى، نشرت السلطات الأمنية أكثر من 38 ألفا من قوات الجيش والشرطة لتأمين مئات الآلاف من الزوار المقرر أن يحيوا الأسبوع المقبل الزيارة الشعبانية بمدينة كربلاء. وفي سياق متصل أكدت مصادر أمنية وطبية عراقية أمس أن شهر يونيو حصد 280 قتيلا وأصيب المئات بجروح جراء أعمال عنف متفرقة في عموم العراق. وأشارت حصيلة وزارات الصحة والداخلية والدفاع أمس إلى مقتل 131 شخصا فقط وإصابة 269 آخرين خلال الشهر ذاته. وأوضحت الحصيلة الرسمية أن 85 مدنيا وعشرين شرطيا و26 من عناصر الشرطة قتلوا هذا الشهر، وأن 111 مدنيا و59 عسكريا و26 شرطيا أصيبوا بجروح. وقتل 11 إرهابيا واعتقل مئة آخرون خلال مداهمات نفذتها قوات الأمن العراقية في يونيو. سياسيا أعلن التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر أمس تنصله عن سحب الثقة عن المالكي. وقال الصدر خلال لقائه أعضاء تياره “إن الاستجواب وسحب الثقة عن الحكومة في الوقت الحاضر قد يكون مضرا بعض الشيء، فالعملية السياسية ما تزال فتية”. وأضاف أن “الاستجواب وسحب الثقة أمر دستوري وقانوني، لكن لوقوع الخلافات والمماحكات التي تضر بالشعب العراقي وخدمته فقد يكون مضرا بعض الشيء الآن”. من جهته دعا المالكي الكتل السياسية التي خاطبهم للمرة الأولى منذ ستة أشهر “بالشركاء السياسيين” قائلا “هذا بلدكم جميعا وكل شيء يسير ضمن الدستور الذي أقسمنا على الالتزام به، واعلموا ألا أمل ولا حل ولا انفراج ولا تقدم ولا تحقيق مكتسبات ولا خدمات إلا حينما نؤمن بالدستور ونطبق ما يقبل به ونرفض ما يرفضه”. ودعا “الذين يريدون إجهاض العملية السياسية بالقتل والإرهاب” إلى “السلم”. واعتبرت حركة الوفاق بزعامة أياد علاوي، دعوة المالكي للحوار متأخرة وتمثل قفزة في الفراغ للإفلات من استحقاقات متراكمة، متهمة المالكي بخلق الأزمات على مدى أعوام تسلمه رئاسة الحكومة. وقال المتحدث باسم الحركة هادي الظالمي إن “دعوة المالكي تندرج في إطار خلط أوراق الحوار والتهديد بتصفية الفرقاء السياسيين وحكومة الشراكة والأغلبية وحل البرلمان وتجميد الدستور، وهروبا من متغيرات داخلية وإقليمية خلقت لديه شعورا بالعزلة، لا سيما بعد ولادة استقطاب وطني عابر للطائفية والعرقية والفئوية لمواجهة نزعاته التفردية والاستبدادية”. وأضاف أن “ترؤس المالكي لمجلس الوزراء طوال ستة أعوام الماضية لم يتوقف فيها عن صناعة الأزمات، لإشغال الآخرين عن خروقاته وتجاوزاته الدستورية الفاضحة، والتستر على الفساد المريب ورموزه”.