هشام السلمان (بغداد) - يخوض منتخب شباب العراق عصر اليوم مباراته المرتقبة أمام كوريا الجنوبية في الملعب الرئيسي لنادي قيصري، في إطار دور الثمانية لنهائيات كأس العالم للشباب لكرة القدم، المقامة حالياً في تركيا. المنتخب العراقي المتأهل على حساب باراجواي بهدف فرحان في دور الـ 16، يتطلع إلى حسم المواجهة المهمة اليوم مع منتخب آسيوي آخر هو الكوري الجنوبي المتأهل إلى هذا الدور على حساب كولمبيا، فقد منحت ركلات الجزاء الترجيحية منتخب كوريا الجنوبية بطاقة التأهل إلى دور الثمانية بنتيجة 8-7، ليضرب موعداً مع العراق الممثل الوحيد للعرب في هذا الدور، في مواجهة آسيوية خالصة. وقال مدرب المنتخب حكيم شاكر إن فريقه وبعد المستويات الرائعة التي قدمها، والصورة المميزة التي ظهر فيها في جميع المباريات التي خاضها المنتخب في منافسات المجموعات في تركيا يستطيع أن يتجاوز منتخب كوريا الجنوبية في دور الثمانية، ويذهب بعيداً في مشوار مشاركته في البطولة، مشيراً إلى أن ثقته كبيرة ولا حدود لها باللاعبين الذين بإمكانهم مواصلة رسم البسمة على وجوه الشعب العراقي. مهمة للثأر وقال شاكر: “أنا متأكد من أن هذا المنتخب لن يخذل جماهيره الكبيرة في العراق، وفي تركيا، وفي كل مكان، خاصة بعد المؤازرة الكبيرة والدعم من قبل الجماهير التي شجعت العراق بقوة في المباريات الأربع التي لعبناها حتى الآن في نهائيات كأس العالم”. وأضاف: “المنتخب العراقي سيجتهد من أجل الثأر من نظيره الكوري الجنوبي، الذي حرمنا من الفوز ببطولة كأس آسيا التي أقيمت في دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد غفلة، استطاع من تحقيق هدف التعادل في الوقت بدل الضائع من الوقت الأصلي”. وأوضح المدير الفني للمنتخب أن غياب المهاجم مهند عبد الرحيم عن مباراة اليوم أمام كوريا الجنوبية بسبب البطاقات الملونة لن يكون مؤثراً بشكل كبير، حيث نمتلك عدداً كبيراً من اللاعبين البدلاء الذين لديهم القدرة على العطاء وتعويض أية غيابات تشهدها صفوف منتخب الشباب، فنحن لا نعتمد على لاعب واحد”. ممثل العرب من جانبه، قال رئيس اتحاد الكرة العراقي ناجح حمود إنه سعيد بتأهل منتخب الشباب إلى دور الثمانية للبطولة، مشيراً إلى أن المنتخب قدم أمام البارجواي أداء يليق بممثل العرب، ولأنها مباراة خروج المغلوب فقد اجتهد الفريقان لكسب المباراة، ونحن نرى صعوبة في مواجهة منتخب كوريا الجنوبية الذي لنا معه صولات وجولات، ونأمل أن نعزز نجاحاتنا خطوة بعد خطوة، ونعتبر كل مباراة نهائية، ومؤكداً أن الملاك التدريبي الذي يقوده حكيم شاكر قد حسب لكل شيء حسابه. وأضاف حمود: “أناشد الجميع بدعم منتخب الشباب الذي حقق نجاحات كبيرة في مونديال الشباب في تركيا، فهو يستحق منا الكثير بعد أن رسم البسمة على وجوه الجماهير”، مشيداً بمبادرة نقابة الصحفيين العراقيين في مؤازرة المنتخب. وقال مهاجم منتخب شباب العراق مهند عبد الرحيم: “أنا متأكد بشكل كبير إن غيابي عن المباراة المهمة اليوم مع المنتخب الكوري الجنوبي ضمن منافسات دور الثمانية من المونديال، لن يكون مؤثراً على القوة الهجومية الفعالة التي يتمتع بها المنتخب العراقي”. صنع الفارق وأضاف عبد الرحيم: “لدينا لاعبون بدلاء قادرون على صنع الفارق، كما فعل المهاجم المميز فرحان شكور في المباراة السابقة أمام منتخب البارجواي في دور الـ 16 من المنافسات العالمية، بعد أن شارك احتياطيا وتمكن من تسجيل هدف الفوز والعبور إلى دور الثمانية، مؤكداً أن أهم ما يميز منتخب شباب العراق عن بقية المنتخبات هو عدم اعتماده على لاعب معين في إحراز الأهداف، فالملاحظ أن أهدافنا السبعة التي هزت شباك منتخبات إنجلترا ومصر وتشيلي والبارجواي كلها تم تسجيلها من قبل سبعة لاعبين مختلفين، وهذا هو سر نجاحنا في هذا المحفل العالمي الكبير”. من جانبه، قال عضو اتحاد الكرة علي جبار نائب رئيس الوفد العراقي المشارك في المونديال إن “ليوث الرافدين” لم ولن يخيبوا ظن وثقة الجميع بإمكاناتهم واندفاعهم ومستوياتهم الكبيرة، فكانوا بحق الأسود أمام منتخب البارجواي الذي يعد من أقوى منتخبات أميركا الجنوبية والبطولة، ولكن في النهاية الغلبة كانت للعراق عن جدارة واستحقاق كبيرين. مهمة صعبة وأضاف جبار أنه كلما تقدمت البطولة ووصلت إلى الأدوار الإقصائية والنهائية، تصبح المهمة صعبة ليس على المنتخب العراقي فقط، بل على جميع المنتخبات المتأهلة الأخرى، ولكن من جانبي أنا مطمئن كثيراً بأن يقدم المنتخب مباراة العمر أمام كوريا الجنوبية اليوم، وكما هو معروف فإن هذا المنتخب دائماً ما يظهر معدنه الأصلي والحقيقي في أوقات الشدة، وبالتالي لن يثني عزيمة الأسود أي منتخب في سبيل تحقيق إنجازات مميزة للكرة العراقية من خلال الوصول إلى دور الأربعة، وحتى إلى المباراة النهائية، ولم لا، فلا يوجد شيء مستحيل في عالم كرة القدم. وأثنى عضو اتحاد الكرة العراقي نوزاد قادر على ما قدمه المنتخب الشبابي من مباراة كبيرة وأداء اتسم بالقوة أمام خصم صعب جداً، ألا وهو منتخب البارجواي الذي قدم هو الآخر مباراة كبيرة، فلاعبوه يمتازون بالسرعة والقوة، فضلاً على الإمكانات الهائلة للاعبي هذا المنتخب، وهذا هو سر قوة منتخبات أميركا الجنوبية على حد وصفه. وقال: “أنا على ثقة كبيرة في أن يقدم الشباب مباراة جيدة أمام كوريا ويحقق فيها العلامة الكاملة التي تؤهله للانتقال إلى المربع الذهبي للبطولة، وهذا ليس بمستحيل على منتخب مثل منتخب شباب العراق الذي يمتاز بالقوة واللياقة البدنية العالية، فضلاً عن المهارات الفنية المتميزة”. غانا وتشيلي وتلعب اليوم أيضا غانا مع تشيلي، فقد قلب منتخب غانا الطاولة على نظيره البرتغالي ليتغلب عليه بثلاثة أهداف مقابل هدفين ويتأهل لدور الثمانية، وكان منتخب “النجوم السوداء”، ممثل أفريقيا الوحيد الباقي بالمونديال، متأخرا بهدفين حتى الدقيقة 80 قبل أن يتعادل ويخطف الفوز قبل خمس دقائق من نهاية الوقت الأصلي، ليضرب منتخب غانا بطل نسخة 2009 ووصيف نسختي 1993 و2001، موعداً في ربع النهائي مع تشيلي التي هزمت كرواتيا 2-0. وحذر ماريو سالاس مدرب منتخب تشيلي، الأربعاء الماضي عقب الفوز على كرواتيا بهدفين نظيفين والتأهل لمواجهة غانا، من أن منافسه القادم أكثر تنافسية من المنتخب البرتغالي، وقال سالاس في تصريحات صحفية: “اللاعبون قدموا عرضاً كبيراً أمام فريق قوي للغاية في الحقيقة، لكنهم نجحوا في فرض إيقاعهم نظراً لعقلية الفوز التي يمتلكوها”.