تحفل الإمارات بفنون شعبية أصيلة لها مكانتها العالية في النفوس، وتعكس حياة الأجداد وأفراحهم ومناسباتهم الاجتماعية، مثلما يكشف بعضها عن مواهب وإبداعات كانت سائدة لدى كثير منهم، لأن الفنون بما فيها من غناء وأداء حركي تتطلب توفر القدرات والبراعة في مؤديها· من هنا يبرز فن ''الأهله'' أو كما يسمى قديماً ''الهاهله'' كأحد أبرز الفنون الخاصة بالإمارات دون سائر دول المنطقة، ويؤدى بكثرة في مناطق البادية أو المناطق القريبة منها· ولأن ثمة ملامح مشتركة بين هذا الفن الجميل و ''العيالة'' غالباً ما يكون راقصو هذا الفن هم أنفسهم من يؤدون ''العيالة''· يذكر الموقع التراثي ''الماجدي بن ظاهر'' في قسم الفنون الشعبية: ''يتطلب فن الأهله من مؤديه رصيداً كبيراً محفوظاً من الشعر الشعبي الجميل المؤثر، بحيث يجلس بعض أعضاء الفرقة ويشاركهم بعض الحضور من عاشقي هذا الفن، في حلقة صغيرة و يبدأ كل واحد منهم بإلقاء قصيدته، وعقب كل بيت يرد عليه زملاؤه بقوله ''أهله'' بمدّ اللام فينطقها ''أهلاه'' ولهذا سمي باسم الأهله و الهاهله· ومن خصائص هذا الفن أن أداءه لا تصاحبه أي آلة موسيقية فهو ليس غناءً، بل مجرد إلقاء قصائد ملحّنة تلقائياً في صورة مطارحة شعرية تتفوق فيها قصائد ''الغزل'' الذي يعدّ أهم الموضوعات التي يتناولها شاعر فن الأهله، حيث يصور بأسلوبه الخاص المعاناة التي يلقاها ويكابدها المحب في سبيل حبه، بما فيها من مشاعر مختلفة كالعشق والشوق وحلاوة اللقاء والأمل والحرمان ولوعة البعد والفراق''· ومن الأبيات الشهيرة التي تتردد في المناسبات الأدبية والاجتماعية على حد سواء، تلك الأبيات التي توضح طريقة ترديد وأداء هذا الفن، مثل: أهلـــه يا مركبا بين الجزاير طارح أهلـــه ينسـف بجر ويتوح من لحماله أهلـــه والحب خلاني دريج وطايح أهلـــه شرو الدّقل المقطعات حباله