جزيرة باتي، كينيا (أ ف ب) يغوص أحمد علي في مياه المحيط الهندي واضعا قناعا وأسطوانة للتنفس في مهمة استكشاف للثروة السمكية والبحرية، غير أن دوره لا يقوم على الصيد مثلما فعلت عائلته لعقود بل يقتصر على عد الأسماك. وأحمد يعد أحد أوائل الصيادين السابقين الذين تلقوا تدريبا على مراقبة أعماق البحار قبالة سواحل جزيرة باتي في جنوب شرق كينيا، حيث بات مستقبل الصيادين قاتما في ظل تراجع مخزون الأسماك. وقد مشط صيادو باتي على مدى عقود مياه الجزيرة للاستفادة من خيراتها، لكن على غرار ما تشهده مناطق ساحلية كثيرة حول العالم، بات عليهم التأقلم من أجل الصمود بعدما ثبت لهم أن المحيط ليس موردا لا ينضب. ويقول هذا الرجل (45 عاما)، وهو صياد سابق للكركند، إن «عدد السكان في المنطقة زاد مع الوقت ونعتمد حصرا على المحيط للبقاء». ويضيف «فيما مضى، كان الناس يذهبون إلى البحر ويعودون مع صيد وفير.. غير أنهم باتوا يرجعون اليوم مع غلة لا تكفي حتى لإطعام العائلة». وفي جزيرة باتي الواقعة في ارخبيل لامو الخلاب، استحال الصيد المصدر الرئيس للدخل إثر تدهور السياحة بنتيجة سلسلة عمليات خطف نفذها قراصنة سنة 2011. ويخشى المسؤولون تزايدا في معدلات الفقر بفعل تراجع أعداد الأسماك في هذه المنطقة ذات الغالبية السكانية المسلمة الواقعة قرب الحدود مع الصومال.