قيل في عُشبة وبذور “الحلبة” الصفراء:”لو علم الناس بما فيها من فوائد لاشتروها ولو بوزنها ذهباً”. وقد أكدت المصريات القديمة أن المصريين القدماء استعملوها كعلاج فعال في كثير من الأمراض والأورام، كما كانوا يعالجون بها انتشار الشيب عن طريق شربها مغلية أو بوضعها على الشعر ممزوجة بالحناء. وتشير المصريات الفرعونية إلى أن الملكة الجميلة كيلوباترا، كانت تغلي حبيبات الحلبة، وتتركها لتبرد لتعلوها طبقة رقيقة من الزيت، الذي تستخدمه في تدليك وجهها وجسمها للمحافظة على نضارتها. ومن الثابت في الطب النبوي، أن “الحلبة” عرفت فوائدها المتعددة عند العرب والمسلمين الأوائل، ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه عاد سعد بن أبي وقاص بمكة، فقال: ادعوا له طبيباً، فدعي الحارث بن كلدة، فنظر إليه، فقال: ليس عليه بأس، فاتخذوا له “فريقة”، وهي “الحلبة” مع تمر عجوة رطب يطبخان، فيحساهما، ففعل ذلك، فبرئ”. وبعد سلسلة من الأبحاث العلمية والمختبرية التي أجرتها كبريات المعاهد البحثية المتخصصة في أوروبا، قال فيها العالم الإنجليزي كليبر:”لو وضعت جميع الأدوية في كفة ميزان، ووضعت “الحلبة” في الكفة الأخرى، لرجحت كفة الحلبة. وتبين أن “الحلبة” ـ سواء كانت أوراقاً خضراء، أو بذوراً مستنبتة، أو بذوراً مطحونة، أو بذوراً تغلى وتحلّى بالسكر أو العسل ـ فإنها تحتوي على زيت طيار يتكون من سيسكوتربينات هيدروكربونية ولاكتونات والكانات، وكمية كبيرة من البروتين بنسبة 28.91%. كما تحتوي على أهم المعادن كالفوسفور، ويماثل زيت كبد الحوت، وقلويدات مثل الكولين والترايجونيلين، ومواد صمغية وزيوت ثابتة، وستيرولات ومواد سكرية ذائبة مثل الجلاكتوز والمانوز، كما تعتبر مصدرا أساسيا للسبوجنين، ومركب الدايزوجنين والياموجنين، فضلاً عن مادتي السابونين والديوسجانين، والأخيرة تعمل على تحفيز إفراز الهرمونات الجنسية الأنثوية، وتدخل أيضاً في صناعة حبوب منع الحمل، والكورتيزونات التي تعمل مسكنات للأمراض الصدرية والروماتيزم. وأكد علماء بريطانيون مؤخراً أن “الحلبة” تضفي المزيد من الفائدة فيما يتعلق بزيادة الرغبة والقدرة الجنسية عند الرجال بحوالي 25%، مما شجع علماء أستراليين على إجراء دراسة مختبرية حديثة للغاية شملت 60 رجلاً يتمتعون بصحة جيدة وتتراوح أعمارهم بين 25 ـ 52 عاماً، تناولوا مستخرجاً من عشبة الحلبة مرتين في اليوم لمدة 6 أسابيع، مع نظراء لهم كانوا يتناولون حبوباً وهمية، وأظهرت النتائج زيادة قدرتهم وكفاءتهم الجنسية بنسبة 28%. وأرجع العلماء هذا السر في أن بذور “الحلبة” تحتوي على مادة السابونين التي تحفز إنتاج التستستيرون في الجسم. وهو ما يحفز كثيراً من شركات صناعة الدواء على إدخالها بنسب محددة في عقار الفياجرا، أو غيره من العقاقير المشابهة، فضلاً عن الاستفادة من مكوناتها في تصنيع عشرات الأدوية والعقاقير لعلاج أمراض سكر الدم والكوليسترول، والروماتيزم والبرد وآلام العضلات، والاضطرابات المعدية والصدرية، والأورام، ولتنشيط الطمث وإدرار حليب الأم، ولعلاج فقر الدم وضعف البنية والشهية والنحافة، وأمراض الدم والصدر والحلق والسعال والربو والبلغم والبواسير والضعف الجنسي، وهو ما يجعلها صيدلية متكاملة. خورشيد حرفوش | khourshied.harfoush@admedia.ae