أحمد مرسي (الشارقة )

«استديو الأمل»، مبادرة متفردة أطلقتها المؤسسة الإصلاحية والعقابية في القيادة العامة لشرطة الشارقة، لنزلائها، ممن يقضون الأحكام الصادرة بحقهم، ليعيشوا بأصواتهم الحرية، من خلال تسجيلات لتلاوة القرآن، والإنشاد الديني، و«الدراما» الإذاعية، والقصص الواقعية من تجاربهم، هم أبطالها ومؤلفوها والقائمون على إخراجها وإيصالها للمستمع.المبادرة، كما يكشف عنها العميد أحمد عبدالعزيز شهيل مدير إدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية بالشارقة، تعتبر من المبادرات الفريدة من نوعها على مستوى الدولة، التي ترعى أصوات النزلاء وتقدم مواهبهم التمثيلية والإبداعية والثقافية لتنقلها عبر تسجيلات صوتية أنتجت من قبلهم داخل استديو، صمم وفق أحدث التقنيات الخاصة بالتسجيل الإذاعي، ويدار أيضاً من قبل كوادر فنية من النزلاء أنفسهم، كان لهم باع في الخبرات الإذاعية ووضعهم الظروف ليقضوا عقوبات داخل المؤسسة.
وأكد ابن شهيل أن دولة الإمارات وضعت الإنسان في مقدمه أولوياتها، وأن كافة الجهود تبذل لمنح الجميع حقوقه كل في تخصصه وفي الفئات كافة، وفق تشريعات متطورة ومدروسة، وأن الكرامة الإنسانية تتحقق للجميع على أرض الدولة ومن بينها المباني المتطورة الخاصة بالنزلاء، وكذلك إضافة وتفرد الكثير من الخدمات التي تصب في صالحهم وتؤهلهم ليكونوا أفراداً صالحين في مجتمعاتهم.
وقال، إن الاستديو تم تجهيزه بصورة كاملة، من خلال عوازل الصوت والأجهزة وغرفتين صغيرتين، بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للإعلام، مستمدة من واقع تعايش معه القائمون على إدارة المؤسسة، بعد أن لمسوا العديد من المواهب من قبل النزلاء وأصواتهم الجميلة ومواهبهم التمثيلية، وعليه بدأت الفكرة في التنفيذ وأصبحت واقعاً ملموساً خلال الأيام الماضية، وأصبح لدينا تسجيلات جميلة بأصوات النزلاء في قرأة القرآن والإنشاد الديني والشعر والأذان، وتسجيل لمسلسل درامي سيرى النور قريباً بكتابات وقصص النزلاء.
وتابع: «أن كل هذه المواهب التي تدير الاستديو وتشرف على التسجيلات والمراجعات إلى أن يصدر المنتج ليليق بالأعمال الإذاعية، بل والمادة الإذاعية المكتوبة، والمؤداة بأصواتهم، جميعها «من صناعة النزلاء»، مزودين ببعض الدورات التأهيلية التي حصلوا عليها مؤخراً بالإضافة لتخصصاتهم السابقة التي كانوا عليها في حياتهم قبل العقوبة، مع تحلي البعض منهم بمواهب، وجد في البيئة التي وفرتها له المؤسسة المكان المناسب لممارستها».
بدوره، أكد المقدم عبد الله خلفان الغزال رئيس قسم الإصلاح والتأهيل في المؤسسة
الإصلاحية والعقابية بالشارقة، أن «استوديو الأمل»، فكرة ثقافية تعليمية ترسخ الدور الحيوي الذي تسعى الدولة لترسيخه عملياً في توفير حياة كريمة للنزلاء والتنوع في الخدمات التي تقدم لهم، بعد أن أوقعتهم الظروف في تلك الضائقة، وهي فكرة لاقت تجاوباً كبيراً من قبل نزلاء.وأضاف، أن النزلاء الذين يشاركون في كافة الأعمال داخل الاستديو من مختلف الجنسيات وعليهم أحكام مختلفة ويمارسون أعمالهم الإذاعية بصورة يومية منظمة، وساعات محددة، وأن هناك مواهب عديدة تنضم لفريق العمل داخل استديو الأمل. وقال إن واقع هذه الفكرة كان لها الأثر الطيب على نفوس النزلاء وشعروا بأنهم يمارسون أعمالا تصب في مهاراتهم ومواهبهم ويقدمون منتجاً إذاعياً جيداً يستحق أن يسمعه زملاؤهم وكذلك الجميع عبر إذاعة الشارقة لتكونوا مصدر عظة للآخرين.
«إ . أ » و «م . ش »، و «م . م »، نزلاء من جنسيات مختلفة وعليهم أحكام تتعلق بالقضايا المالية، أربع سنوات لكل واحد منهم، فنيون ممن يشاركون في «استديو الأمل» للخروج بالتسجيلات بالشكل التقني ليليق بالعمل الإذاعي الذي يخرج من المؤسسة، أكدوا أن المبادرة كانت لهم بمثابة متنفس للتعبير عن مواهبهم، وفرصة لممارسة تخصصاتهم وهوايتهم.
وأضافوا أن هناك تسجيلات رائعة لأصوات النزلاء تم تسجيلها بالفعل ومن المنتظر أن يتم بثها قريباً وكذلك هناك أعمال درامية جيدة، تتعلق بالوطنية ويوم الشهيد والتراث والبيئة «السالفة وما فيها»، كتبت من قبل زملائها وأديت من قبل بعض المواهب وجدت في نفسها الفرصة، التي منحتها المؤسسة لهم، للتعبير منها، متوقعين أن تكون تلك الأعمال عبرة وعظة للآخرين لكي لا يكونوا عرضة لارتكاب أعمال يخالف عليها القانون وبالتالي لا يكونوا عرضة لقضاء عقوبات في المؤسسات العقابية والإصلاحية.
وأشاروا إلى أنهم باتوا يقومون بتسجيلات وأعمال فنية تقدم لهم في المناسبات والفعاليات التي تقدم داخل المنشأة، وتوثيق بعض الأنشطة من خلال تسجيلات صوتية تحفظ في الأرشيف، وكذلك تسجيل بعض البرامج التوعوية والتثقيفية مع المختصين، لتكون مفيدة للنزلاء والمسلمين الجدد يطلعون عليها ويستفيدون منها.
وأكدوا أن هذه المبادرة أسعدتهم كثيراً، وساهمت في تزويدهم بحرفة مهمة وتخصص جيد، قد يكون له الأثر الإيجابي، وتؤهلهم في حياتهم المستقبلية بمنحهم فرصة عمل بعد قضاء فترة العقوبة المقررة عليهم، ليكونوا أفراداً صالحين مفيدين لمجتمعهم.