(أبوظبي) - أجازت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف احتفال الأطفال والفرحة والابتهاج بليلة النصف من شعبان، حيث إنها من الليالي الفضيلة التي لها مكانة في نفوس المسلمين، استناداً إلى حديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَطَّلِعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِعِبَادِهِ إِلَا لِاثْنَيْنِ مُشَاحِنٍ وَقَاتِلِ نَفْسٍ). جاء ذلك في فتوى أصدرها مركز الإفتاء على الموقع الإلكتروني للهيئة حول حكم احتفال الأطفال بحق الليلة، أي ليلة النصف من شعبان، حيث أكدت الهيئة أن هذه الليلة التي يفرح ويبتهج بها الأطفال بما اعتادوا على تسميته بحق الليلة هي ليلة النصف من شعبان وهي من الليالي الفضيلة التي لها ميزتها. وأضافت أن المظاهر التي اعتاد الأطفال على إظهارها في هذه الليلة من لبس الملابس الجميلة ومرورهم على بيوت الحي وترديد بعض الأناشيد حسب عرف المجتمع الذي يعيشون فيه، ومن ثم جبر خواطرهم بهدية أو حلوى تعطى لهم فتدخل عليهم السرور هو من العادات المباحة التي لا تخالف شرعنا الحنيف. وأشارت الفتوى إلى أنه كما هو مقرر في القواعد الفقهية: “الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليل بتحريمها”، كما أن فيها دعاءً من الأطفال لصاحب البيت المعطي والدعاء في هذه الليلة من مظان الإجابة قال الإمام الشافعي رحمه الله في الأم (بلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة وليلة الأضحى وليلة الفطر وأول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان ويستحب كل ما حكيت في هذه الليالي من غير أن يكون فرضا). وأجازت الهيئة حيث إنه لا يوجد ما يمنع من احتفال الأطفال في هذه الليلة وخروجهم لها طالما أن ذلك على سبيل العادة التي اعتادوا عليها، والأصل في العادات الحل والإباحة ما لم يرد في الشرع ما ينهى عنها. والله تعالى أعلم. صيام النصف من شعبان كما وردت تساؤلات حول صحة ما يفعله الناس من قيام ليلة النصف من شعبان وصيام نهارها، في الوقت الذي أجاب فيه مركز الإفتاء بأن قيام الليلة مستحب، ويكون ذلك بما تيسر من الصلاة والذكر، فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَطَّلِعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِعِبَادِهِ إِلَّا لِاثْنَيْنِ مُشَاحِنٍ وَقَاتِلِ نَفْسٍ). وأضاف المركز أن حديث أخرج ابن ماجه عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ أَلَا كَذَا أَلَا كَذَا حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ). كما أن صيام يوم النصف من شعبان مستحب، حيث إن العلامة الصاوي رحمه الله قال في حاشيته: (وندب صوم يوم النصف من شعبان)، وقال العلامة ابن حجر في الفتاوى الفقهية الكبرى: (وأما صوم يومها - أي ليلة النصف من شعبان - فهو سنة من حيث كونه من جملة الأيام البيض) ، والله تعالى أعلم.