أسامة أحمد (دبي)

وضع محمد القايد بطلنا البارالمبي بصمة جديدة في بطولة العالم لقوى «البارالمبية» التي تقام بالمضمار الجديد لنادي دبي لأصحاب الهمم، ونجح في ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد في اليومين الثالث والرابع لهذه التظاهرة العالمية، حينما حلق بفضية 400 متر وبرونزية 100 متر، معززاً وجوده مع الكبار في النسخة الجديدة لدورة الألعاب البارالمبية طوكيو 2020، مواصلاً مشهد نجاحاته في المونديال ليحصد 16 ميدالية ملونة، ذهبيتان و9 فضيات و5 برونزيات خلال 5 مشاركات، حينما دشن ظهوره الأول في مونديال الرجال عبر بوابة نيوزيلندا عام 2011 بحصوله على ذهبيتين وفضية، مواصلاً مسيرة العطاء ليعانق في نسخة ليون 2013 فضية وبرونزية، فيما حصل في نسخة 2015 على 3 فضيات وبرونزية مكرراً مشهد النجاح في نسخة لندن 2017 حينما أهدى الإمارات 3 فضيات وبرونزية، وعاد ليكسب في نسخة دبي 2019 فضية 400 متر وبرونزية 100 متر، فيما تبقت له مشاركة أخيرة في سباق 800 متر والذي يتطلع فيه لتكرار السيناريو نفسه. وأكد القايد أنه يخوض السباقات بشعار رفع علم الدولة، والتواجد على منصات تتويج كبرى المحافل الدولية أهم لديه من نوع الميدالية التي يتوج بها، وقال عقب تتويجه ببرونزية 100 متر مضمار على الكراسي المتحركة مساء أمس الأول «إن رد الدين لهذه الدولة المعطاءة ورفع علمها في كبرى المحافل العالمية هو الأساس والحافز الذي يدفعني خلال السباقات للمنافسة على منصات التتويج».
وأضاف: «الدعم والاهتمام الكبيران اللذان يحظى بهما أصحاب الهمم في الدولة بشكل عام وشريحة الرياضيين على وجه التحديد يحملنا مسؤولية مضاعفة في كيفية رد الدَّين للدولة وإسعاد شعبها بمضاعفة الجهد في التدريبات من أجل التمثيل المشرف وحصد النتائج المميزة لأصحاب الهمم، ورفع علم الدولة عالياً خفاقاً في المحافل القارية والدولية».
وأشار القايد إلى أن طريق الوصول إلى منصات التتويج ليس مفروشاً بالورد في ظل المنافسة الكبيرة التي تشهدها الساحة العالمية على صعيد هاتين المسافتين خاصة في سباق 100 متر، مبيناً أنه بالإصرار يستطيع تقديم كل ما عنده في سباق 800 متر الجمعة المقبل، خصوصاً أنه حامل لقبه القياسي.
وقال: المستوى الفني العالي لنسخة دبي يضاعف مسؤوليتي من أجل التحضيرات المثالية لخوض تحدي النسخة الجديدة لدورة «طوكيو 2020 » بهدف المنافسة على الذهب لتعزيز إنجازاتي السابقة في لندن 2012 وريو 2016. واختتم القايد حديثه مؤكداً أن المشاركة في بطولة دبي هي مرحلة مهمة من مراحل الإعداد للدورة البارالمبية المقبلة لكونها تكشف الأرقام وكيفية الأداء التي يجب علينا مواصلة العمل على تطويرها قبل الظهور في طوكيو.
وكان المنتخب الصيني قد احتفظ بصدارة الترتيب العام بعد ختام منافسات اليوم الرابع، حيث رفع رصيده إلى 24 ميدالية 9 ذهبيات و10 فضيات و5 برونزيات، فيما واصل المنتخب البرازيلي مطاردته برصيد 10 ميداليات 6 ذهبيات وفضيتين ومثلهما برونزيتان، فيما كان المركز الرابع من نصيب أوكرانيا برصيد 13 ميدالية 5 ذهبيات و4 فضيات ومثلها برونزيات، تلتها بريطانيا برصيد 10 ميداليات بواقع 4 ذهبيات وفضيتين و4 برونزيات، وأستراليا خامساً برصيد 6 ميداليات 3 ذهبيات ومثلها فضيات، واحتلت تونس المرتبة السابعة كأفضل المنتخبات العربية، برصيد 6 ميداليات 3 ذهبيات ومثلها برونزيات، والجزائر تاسعاً برصيد 8 ميداليات ذهبيتين و4 فضيات وبرونزيتين.
وشهدت منافسات اليوم الرابع تحقيق أول ميدالية ذهبية خليجية بتوقيع الكويتي أحمد المطيري الذي حل بالمركز الأول في سباق 100 متر فئة «تي 33 بزمن 17,08 ثانية». كما انضم المنتخب الأردني إلى تونس والجزائر والمغرب والكويت م في قائمة المنتخبات العربية التي حصدت الذهب بعد أن حقق أحمد هندي المركز الأول في دفع الجلة فئة (أف 34) محققاً رقماً قياسياً عالمياً بمسافة وقدرها 12,17 متر. ومن ناحية أخرى، أكد طارق الصويعي رئيس اللجنة الفنية للبطولة أن نسخة دبي محط أنظار رياضة أصحاب الهمم، وقال: تمكنا في وقت قصير جداً من إعداد وتجهيز البنية التحتية من مضامير وملاعب لاستضافة هذا الحدث العالمي المهم للخبرة الكبيرة التي تتمتع بها دبي في الوصول بمثل هذه الأحداث إلى الآفاق التي ينشدها الجميع.
وشدد على أهمية الحدث الذي يشارك فيه نخبة من أبطال العالم، والذي سيترك إرثاً في وجود مضامير معدة بمقاييس ومعايير دولية، وخصوصاً أن البطولة تعد محطة مهمة من أجل التأهل إلى التحدي المقبل وهو دورة الألعاب البارالمبية «طوكيو 2020».

الغربي.. زامر الحي يطرب
عبيد الغربي مدرب بطلنا البارالمبي محمد القايد من الكوادر الوطنية ذات الكفاءة في رياضة أصحاب الهمم، مستفيداً من خبراته السابقة كلاعب، والذي كان ضمن صفوف أول منتخب يشارك في «أولمبياد» أتلانتا عام 96 ما أهله لتقديم كل ما عنده في مجال التدريب، مؤكداً أن زامر الحي يطرب.
ويشرف الغربي على تدريب القايد منذ عام 2014 حيث كانت بطولة الجائزة الكبرى بلندن بداية مسيرته التدريبية مع اللاعب ليحصد معه النجاح تلو الآخر محققاً العديد من الإنجازات والذي قاده إلى ذهبية 800 متر في النسخة الأخيرة لدورة الألعاب البارالمبية ريو 2016 وهي الأولى في تاريخ ألعاب القوى خلال مشاركاتها بالدورات البارالمبية.
كما قاد المدرب المواطن اللاعب في آخر نسخة للدورة البارالمبية الآسيوية التي أقيمت بجاكرتا إلى منصة التتويج مرتين الأولى.

الطاقة الإيجابية
هي المحرك الأساسي للتغلب على التحديات وكسر أي حواجز، هذا ما جسده بطلنا الصاعد أحمد جاسم نواد، أصغر لاعبي منتخبنا «16 عاماً»، حينما شارك في تصفيات 100 متر الفئة تي 34 على الكراسي المتحركة أمس الأول، ليفاجأ بكسر في كرسيه ورغم ذلك، واصل السباق بعزيمته وإصراره، مؤكداً فخره واعتزازه بمشاركته في المونديال، من أجل كسب الاحتكاك مع مدارس مختلفة في «أم الألعاب».

الكفيف الفرنسي رونان بالييه
صاحب الـ 49 عاماً، قدم درساً في المونديال بحبه وشغفه للرياضة، فعلى الرغم من كبر سنه، فإنه شارك في منافسات مسابقة الوثب الطويل فئة «تي 11» بكل عزيمة وإصرار، حيث كان التحدي عنوان مسابقات الإعاقة البصرية، ليجد التشجيع من المتابعين تثميناً لإرادته، ليحصد المركز الرابع الذي أهله للوجود مع الكبار في النسخة الجديدة لدورة الألعاب البارالمبية «طوكيو 2020».

البريطانية كوكفروت..
مسيرة من العطاء في المضمار، والتي حققت رقماً قياسياً في سباق 100 متر الفئة تي «34»، حيث ابتسم لها الرقم 11 وهو عدد الألقاب التي حصلت عليها خلال مشاركاتها في النسخ المختلفة لبطولات العالم لألعاب القوى، لتكرر الإنجاز في نسخة دبي. ولا تكتفي كوكفروت بممارسة الرياضة فقط، كونها متفوقة في المجال الأكاديمي، وأكملت دراستها الجامعية في تخصص التاريخ والفلسفة في جامعة وارويك.