أظهرت دراسة حديثة أنه في حال خفت مستوى الضوء الطبيعي، كما الحال في الغرف المظلمة أو من دون نوافذ، يمكن إعادة الساعة البيولوجية إلى العمل بشكل طبيعي عبر اعتماد إضاءة معينة، وهو ما له منافع على الصحة والسلامة والإنتاجية. وتظهر الدراسة، التي نشرت نتائجها الخميس مجلة "بلوس وان"، أن ضوءا اصطناعيا محددا استطاع إعادة الساعة البيولوجية إلى طبيعتها لدى أعضاء المحطة العلمية القطبية الدولية "كونكورديا"، على رغم غياب النور الطبيعي. والضوء الأبيض الذي تم اختباره أضيفت إليه أشعة زرقاء لكنه يبدو للناظرين باللون الأبيض. ويؤدي الاضطراب في الساعة البيولوجية المرتبطة بشكل كبير بمعدلات الضوء، إلى اضطرابات في النوم والتركيز والذاكرة إضافة إلى مشاكل قلبية وعائية وحتى إلى الاكتئاب. ويمكن تطبيق هذه النتائج عمليا في أوساط العمل ذات الإنارة الضعيفة (محطات علمية قطبية، مراكز حرارية ونووية، مراكز فضائية، مكاتب من دون نوافذ...)، بحسب الباحثين. ويوصي الباحثون باستخدام هذا النوع من الإضاءة لما له من منافع على الصحة والإنتاجية وسلامة العمال الذين يعملون في أوساط تكون فيها الإنارة غير كافية. وتسمح الساعة البيولوجية، الواقعة في قلب الدماغ والمؤلفة من 20 ألف خلية عصبية، بضبط عمل بعض الوظائف الحيوية على فترة تصل إلى 24 ساعة. كما تتحكم هذه الساعة بدورة النوم والاستيقاظ وبحرارة الجسم وانتظام نبضات القلب وتخزين الهرمونات. كما تعتمد الساعة البيولوجية على مؤشرات كالتغذية والنشاط الجسدي والحرارة الخارجية، لكن خصوصا على معدلات الإضاءة.