دبي (الاتحاد)- صدر حديثاً كتاب تاريخي بعنوان “أسرى بلا حِراب.. المعتقلون الفلسطينيون والمعتقَلات الإسرائيلية الأولى 1948 – 1949”. تأليف مصطفى كبها ووديع عواودة، وجاء في مائتين واثنتين وثلاثين صفحة من القطع الكبير. والكتاب الصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، يحفر في وثائق عربية وإسرائيلية، ويعيد من خلال قراءتها كتابة تاريخ السجناء الفلسطينيين من وجهة نظر الرواية العربية لاحتلال فلسطين 1948، عبر تناول تاريخ المعتقلات الإسرائيلية ونشأتها خلال المراحل المبكرة الأولى من نشوء الاحتلال. يتناول الكتاب، بالتوثيق والتحليل، قضية المعتقلات التي أقامتها السلطات الإسرائيلية لمن اعتقلتهم قواتها من الفلسطينيين والعرب خلال عملية احتلال مختلف المدن والقرى الفلسطينية في أثناء حرب 1948. وقد شملت هذه الاعتقالات الآلاف من الفلسطينيين الذين كانوا قادرين على حمل السلاح، وتم توقيفهم فترات تتراوح ما بين اثني عشر شهراً وثمانية عشر شهراً. وعلى الرغم من أهمية الموضوع فإن قلة من الكتّاب تناولوه بصورة عرضية على هامش موضوعات أُخرى تتعلق بحرب 1948، علماً بأن الآلاف من المعتقلين وعائلاتهم هُجّروا بعد موجة الهجرة الكبرى خلال الحرب، في إطار عملية تطويع الأقلية العربية الباقية ضمن حدود “إسرائيل” بعد إقامتها. وإذا كان من الممكن تفهم صمت المؤرخين الإسرائيليين وتجاهلهم هذه القضية، فإن صمت المؤرخين والموثّقين الفلسطينيين ونسيانهم الموضوع غير مفهومين البتة؛ وهو موضوع يحتاج بحد ذاته إلى بحث وتفسير، ولا سيما سكوت أصحاب التجربة أنفسهم إلاّ ما ندر.