هدى جاسم، وكالات (بغداد) - أسفرت تفجيرات وهجمات مسلحة جديدة في العراق أمس، عن مقتل 12 شخصاً وجرح 19 آخرين، فيما سجلت السلطات العراقية حالات نزوح من قضاء المقدادية في محافظة ديالى جنوب شرقي البلاد بسبب التفجيرات المتواترة وتجاوزات قوات الأمن على الأهالي. وقالت الشرطة وهيئة الإسعاف في كركوك، إن سيارة مفخخة انفجرت في منطقة صناعية في حي «الواسطي» جنوبي كركوك لدى مرور دورية تابعة لشرطة الطوارئ قربها، ما أسفر عن مقتل مدني واحد، وإصابة سبعة شرطيين، وخمسة مدنيين آخرين بجروح. وذكر مدير إدارة حماية المنشآت في قيادة شرطة كركوك العقيد شيرزاد موفري في تصريح صحفي أن مسلحين اغتالوا القائد في الفرقة الثالثة للجيش العراقي في الموصل المقدم علي رضا حسين أمام منزله في حي «الحجاج» شرقي كركوك، فيما قتل مسلحون جنديين في حي «الواسطي». وقال مصدر في شرطة محافظة نينوى، إن قوة أمنية قتلت انتحاريا كان يرتدي حزاما قرب نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي في حي «الكرامة» شرقي الموصل، وأسفر عن انفجار حزامه الناسف عن إصابة أربعة جنود ومدني واحد بجروح. وأضاف أن مسلحين مجهولين اغتالوا ثلاثة مدنيين وجندياًَ في في أنحاء الموصل، ومدنياً وشرطياً في ناحية حمام العليل على بعد 30 كيلومتراً جنوب الموصل، ومدنياً آخر في ناحية الشورة (40 كيلومتراً جنوب الموصل). وقال مصدر أمني في محافظة صلاح الدين إن شخصين أصيبا بجروح طفيفة جراء تفجير سيارة مفخخة وعبوتين ناسفتين وسط بلدة طوزخورماتو. في غضون ذلك، صرح مسؤول محلي في ناحية بعشيقة في محافظة نينوى بأن خلافاً بسيطاً بين نازحين وأصحاب مطعم شعبي تطور الى اشتباكات بالأسلحة البيضاء بين الأهالي والنازحين أسفرت عن جرح ثلاثة اشخاص، فيما اعتقلت قوات الشرطة عشرات الأفراد من الطرفين. ويعيش في بعشيقة أكثر من أربعة آلاف نازح، أغلبهم أكراد، وبينهم مسيحيون، من محافظات بغداد وكركوك والأنبار بسبب أعمال العنف وتهديدات الجماعات المسلحة. وذكرت لجنة التحقيق في حالات تهجير طائفي بعد سلسلة التفجيرات الأخيرة في قضاء المقدادية بمحافظة ديالي، برئاسة نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الخدمات صالح المطلك، أنه ستبدال قوات الجيش المكلفة بحماية المدينة، لوقف نزوح الأهالي. وقال عضو اللجنة النائب عن محافظة ديالى رعد الدهلكي إن الفوج المستبدل كان ينفذ عمليات دهم وتفتيش بطريقة تسيء للأهالي. وأضاف «انسحاب الفوج وأستبداله بقوة عسكرية أخرى رسالة اطمئنان إلى الاهالي، لكن ذلك اجراء غير كاف، فالمطلوب بذل المزيد من الجهد لتأمين القضاء». وتابع «إن الكثير من العوائل تركت منازلها وغادرت القضاء خلال الايام الماضية خشية التصفية نتيجة للتهديدات، فمثلا احدى القرى التابعة للقضاء يقطنها نحو 100 شخص، ولم نجد فيها سوى ثلاثة أشخاص، والباقون قد هجروها مع عوائلهم». وأوضح الدهلكي اللجنة اطلعت على واقع القضاء، وقد كان هناك اتفاق مع قائد القوات البرية وقائد «عمليات دجلة» وقائد شرطة المحافظة على تكثيف الاجراءات ومنع حدوث «ما لاتحمد عقباه». وصرح المطلك بأنه بعث إلى رئاسة مجلس الوزراء العراقي ورؤساء الكتل السياسية والبرلمانية فيلماً يصور حالات تجاوز تعرض لها مدنيون في قضاء المقدادية على أيدي قوات أمنية. وقال، في بيان أصدره بعدما زار القضاء، «لقد عملنا على طمأنة الأسر التي كانت تهم بالهجرة ووجهنا بأهمية استبدال أفواج الجيش والشرطة ونحن ماضون في اتخاذ إجراءات لردع المتجاوزين على حقوق المواطن». وأضاف «لقد وجهت الاخوة في الإعلام بألا يظهروا جميع الصور الفلمية التي صورت في اثناء الزيارة لاعتقادنا بأن ذلك سيؤثر على السلم الاهلي ويعيدنا الى مربعات ساخنة». وخلص المطلك إلى القول «ما يحصل في بعض قرى محافظة ديالى من نزوح جماعي يمثل نقطة تحول غير مناسبة، ويمكن أن تنعكس على أمن المحافظة وربما على أمن العراق ككل. فقد اطلعنا على الاجراءات التعسفية وعمليات الدهم والتهديد التي حصلت من بعض عناصر الأمن والمليشيات المتطرفة، وزرنا طرفي المشكلة في محافظة ديالى ولم نجد أن هناك عمقا اجتماعيا، أو جذورا للمشكلة لا يمكن تجاوزها، ونحن نرفض تماماً التجاوز على أي طرف، ونحرص على أمن المساجد والحسينيات في محافظة ديالى ومدن العراق». من جانب آخر. عرض نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي على المطلك «وثيقة الشرف» لشركاء العملية السياسية في العراق، معرباً عن أمله في أن تسهم في حل الأزمة السياسة العراقية العملية السياسية وتفعيل أسس الشراكة الوطنية.