اعلم أخي بأن مقولة (يجب أن تعطي على قدر ما تأخذ في هذه الدنيا، هي مقولة خاطئة·· واعلم بأنك لست ذليلا أو ضعيفا إذا سألت بالرغم من أنهم لم يسألوا، أو أنك عفوت بالرغم من أنهم أخطأوا· واعلم أنك تستطيع أن تملك قلوب الناس بكلمتك الطيبة·· ومعامتلك الحسنة، ألم تسمع قول الشاعر : أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإحسان إنسانا أخي: إذا استعبدت قلب الإنسان باحسانك له وتجاوزك لزلاته، فأنت قد حققت عبوديتك لله تعالى من خلال تعاملك الطيب مع أخيك الإنسان، أحيانا وفي وسط هذه المشاعر الأخوية الجميلة قد تمر ظروف تعرقل تعاملك معه، كأن ينشغل أو يقصر في أداء حقك أو ربما يصل إلى حد الإساءة لك، وهنا تكون أنت بين نارين بين أن تعامله كما يعاملك وترد له الإساءة بالإساءة، أو أنك تتغاضى عن هذا الشيء وتنسى له القبيح وتذكر له الحسن وتقابل الإساءة بالإحسان، مع أن هناك من الناس من يعتبر هذا الأسلوب نوعاً من أنواع الضعف أو الذل للشخص الآخر ولكنه بعيد كل البعد عن معاني الضعف والخضوع، لأننا يجب أن نؤمن ونملك قناعة تامة بأن ما نبذله من مشاعر وعلاقات إنسانية صافية نقية لن تضيع هباءً منثوراً، ولنتذكر معاً قول الشاعر: ازرع جميلاً ولو في غير موضعه فلا يضيع جميلاً أينما زرعا خولة سعيد البدري