رغم سعي الدراما السورية الى إظهار صورة جديدة من السيناريوهات، يبقى الحنين إلى الأعمال التي تجسّد واقع البيئة الشامية، وهذا ما يجسده المسلسل السوري “رجال العز” من 32 حلقة تلفزيونية ويتحدث عن بيئة دمشقية وتجري أحداثه في دمشق في مطلع القرن التاسع عشر. “رجال العز” من تأليف طلال مارديني وإخراج علاء الدين كوكش، يسرد قصة شامية عن حي ساروجة وعن العلاقات الاجتماعية بين الأسر الدمشقية والعادات والقيم التي تحلى بها أهالي دمشق آنذاك. يشارك في العمل نخبة من ألمع نجوم الدراما السورية أهمهم رشيد عساف وقصي خولي، الفنانة منى واصف في دور البطولة، ميلاد يوسف، ندين تحسين بيك، ميسون ابو اسعد، إياد أبو الشامات. كما يحل الفنان أسعد فضة ضيفاً في العمل إضافة إلى الفنان عبد الرحمن آل رشي ونادين خوري وسليم كلاس وانطوانيت نجيب. كما يشارك في العمل كل من صالح الحايك وناهد حلبي وعلي كريم وعبد الفتاح المزين وعبد الرحمن ابو القاسم ونزار ابو حجر ومحمد خير الجراح وليليا الأطرش ومديحة كنيفاتي وإمارات رزق ووائل زيدان وشادي زيدان، وخمسون شخصية أخرى. “رجال العز” يحكي قصة البطل عبد الرحمن أبو اللبن الذي حمل روحه على كفه ليحمي أرضه المستعمرة من قبل الفرنسيين والذي عانى الأمرين من هذا الاستعمار ولكنه انتصر عليهم وجعلهم يهدسون باسمه ليلا نهارا ولكن دون جدوى حاولوا كثيرا بأن يمسكوا به ولكنه دائما كان يتغلب عليهم ويستطيع الفرار ويلحق بهم الأذى. عبد الرحمن لم ينس أهل حيه ساروجه، وهم لم ينسوه، ولكنه كان يريد لهم الخير وهم يريدون له الشر، أتهموه ظلما بأنه قتل وسرق ونهب، أبتعد عنهم .. هرب بعيدا، فر من حكم الأعدام الذي لفق له في عتمة الليل، أتهموه بقتل من كان عبد الرحمن يحترمه ويعتبره كأبيه، ولكن الغدر كان أسبق من كلمة الحق، اسwتطاع أبو سليم الخائن القاتل الجبان بأن يقتل الزعيم أبو شكري ويتهم عبد الرحمن بقتله.. ونجح فعلا.. ولكن عبد الرحمن استطاع أن يفر من حكم الاعدام بقدرة الله وبمساعدة شاب ألقى بروحه وشبابه من أجل انقاذ عبد الرحمن، قتل هذا الشاب من أجله فقرر عبد الرحمن بأن ينتقم لهذا الشاب، وأن يقتل عددا كبيرا من الجيش الفرنسي للأخذ بثأره. ذهب عبود واتخذ له مخبأ ً بعيدا عن دمشق، أصبح يقتل الفرنسيين ويجمع أسلحتهم وذخيرتهم ويرميها لساروجة لأنه يعلم بأن نوري على علاقة مع رجال الثورة الكبار الذين لا يستطيع عبد الرحمن الوصول إليهم. أما نوري زعيم حي ساروجة الرجل الذي ظلم عبود وأتهمه بقتل أبو شكري وليس رجلاً حاد الطباع.. على العكس.. انه رجل قبضاي بكل معنى الكلمة لكن الانسان في طبعه خطّاء. فرنسا تبحث عن عبد الرحمن، ونوري وأهالي ساروجة يبحثون عن عبد الرحمن واجتمع الاثنان هذه المرة على قتله، ينتظر كل منهما أن يمسك بعبد الرحمن ليقتله، ولكن عبد الرحمن لا يبالي بكل هذا، وكان همه هو أن يحمي بلده دمشق الأرض الذي جعلته رجلا لا يهاب الموت. وبعد الكثير من الأحداث اكتشف نوري وأهالي ساروجة الحقيقة، اكتشفوا بأنهم ظلموا عبد الرحمن (عبود) وباشروا بالبحث عنه لكي يعيدوه إلى حيه معززا ً مكرما، وصل الخبر لعبد الرحمن ولكنه أبى أن يعود.. وأجاب بأنه اعتاد على العيش بهذه البراري، ولكنه سرعان ما حن إلى بيت خالته التي ربته، إلى من سهرت الليالي لتجعل منه رجلاً، التي ربته على حب أرضه وأهله ولو كانوا له ظالمين. عاد إلى حيه ليرى نوري هناك نظرات عتب بينهما ولكن الدماء لا تصبح ماءً تعانقوا بحب سامح عبود أهل حيه وعادت الأمور إلى مجاريها، سلموه زعامة ساروجة لكي يعبرون له عن أسفهم بما فعلوا به.. لم يرض عبود أن يتسلمها من نوري.. وقال له أنت يا نوري أحق مني باستلامها، ولكن نوري وأهالي ساروجة أصروا على أن يسلموه إياها .. فتسلمها. لا يخفى على أحد أن الدراما السورية والشامية القديمة تحديدا باتت نوعاً من التشويق كان قد صنعها المخرج بسام الملا شئنا أم أبينا، ويبقى هدفها الاخير رفع شأن الدراما السورية بشكل خاص والعربية بشكل عام إلى مستويات عالية.