صور- اف ب : تعكس قناة ''المنار'' التابعة لـ''حزب الله'' صورة حماسية ووطنية عن التنظيم الذي يحارب الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان منذ اكثر من ثلاثة اسابيع· ومع كل ملحق اخباري، يتكرر مقطع غنائي فحواه ان مقاتلي حزب الله هم رجال لبنان وسيحررون ارض الجنوب حتى من دون مدافع· لكن المنشورات التي تلقيها الطائرات الاسرائيلية فوق بلدات الجنوب تنطوي على لهجة مغايرة تماما· فهي تظهر الامين العام لحزب الله حسن نصرالله مختبئا خلف مدنيين لبنانيين فيما كتب عليها بالعربية ان ''المدافعين عن لبنان لصوص''· والواقع ان الحرب ''من اجل القلوب والارواح'' بلغت ذورتها في لبنان على كل الجبهات، من التلفزيون الى الاذاعة الى الانترنت الى الهواتف النقالة، حتى صارت توازي في اهميتها المواجهات العنيفة على تخوم البلدات الجنوبية· وتقول امال سعد استاذة العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت وصاحبة كتاب عن ''حزب الله'' ان ''حرب الدعاية توازي في مدلولاتها المعارك على الارض''· وتريد اسرائيل اقناع اللبنانيين بان ''حزب الله'' يحتجز بلادهم رهينة ويستخدمها في حرب فرضتها ايران وان السلام والازدهار يظلان رهنا بالقضاء على التنظيم الشيعي· لكن ''حزب الله'' لا يزال متحكما في الاعلام في جنوب لبنان الذي يعتبر خط المواجهة الاول مع اسرائيل منذ ثلاثين عاما ويواصل دفع ضريبة العنف· فمعظم سكان هذه المنطقة، سواء صيادين خسروا مصدر رزقهم او طلابا عاطلين عن العمل او ربات منازل، يحرصون على الاستماع الى اذاعة ''النور'' ومشاهدة قناة ''المنار'' التابعتين لـ''حزب الله''· ويؤكد حسن محمود (42 عاما) المهندس في المعلوماتية ان اعلام الحزب ''هو الوحيد الصادق فيما القنوات الاخرى تكذب''، فيما يتابع قناة ''المنار'' مع اصدقاء في مقهى يصر على فتح ابوابه في مدينة صور الجنوبية· وتعرض القناة المذكورة عبر لبنان والعالم العربي مشاهد لمقاتلين يهاجمون المواقع الاسرائيلية رافعين اعلاما صفراء على وقع اناشيد حماسية، تفصل بينها تعليقات توجه اصابع الاتهام الى اسرائيل والولايات المتحدة· وتركز الملاحق الاخبارية الضوء على ما يحققه مقاتلو ''حزب الله'' من انتصارات خلال المواجهات، وتشير الى الصواريخ التي تسقط على شمال اسرائيل· وتملك قناة ''المنار'' احصاء دقيقا عن عدد الاسرائيليين الذين اجبروا على التزام الملاجئ، وتكرر يوميا عرض مشاهد عن المدنيين المصدومين في المدن الاسرائيلية· وحاولت الدولة العبرية اسكات صوت ''حزب الله'' عبر استهداف مبنى قناته التلفزيونية في بيروت ومكاتبها في مدن اخرى وهوائياتها التي دمر بعضها، لكنها واصلت البث من دون انقطاع· وتمكن خبراء الحرب النفسية الاسرائيليون اخيرا من التشويش على بث ''المنار'' واظهروا على شاشتها مشاهد لمقاتلين يفرون· وكان رد ''حزب الله'' باطلاق رسائل قصيرة على الهواتف النقالة الاسرائيلية داعيا الاسرائيليين الى ''الهروب الآن ومن دون تأخير لان حزب الله سيقصف مناطقكم'' ومؤكدا ان ''الحكومة الاسرائيلية تكذب عليكم وترفض الاقرار بالهزيمة''· بدورها، ردت اسرائيل بالتشويش على اغنيات عربية معاصرة تبثها اذاعة لبنانية واستبدلتها برسائل تقول ان ''الموت والدمار'' حلا محل صيف مزدهر وعد به اللبنانيون، وذلك ''بفضل'' حزب الله· وفي السياق نفسه، استحدث مقسم موال لاسرائيل موقعا الكترونيا بالفرنسية والانجليزية والعربية سماه ''الجميع من اجل لبنان''، داعيا اللبنانيين الى بذل ما في وسعهم للقضاء على ''حزب الله'' والاتصال لهذا الغرض بأصحاب هذه المبادرة الذين لم يكشفوا هويتهم