برامج «البث المباشر» ودورها في الارتقاء بمستوى الأداء الحكومي
بداية أتوجه بالشكر والتقدير للقائمين على صفحة «رأي الناس» التي تهتم وتطرح الكثير من القضايا والمواضيع التي تهم الوطن والمواطن والمقيم على حد سواء، ومن خلال متابعتي وقراءتي لزاوية «عبر الأثير» خلال الأيام الماضية فإنني لاحظت أن هناك الكثير من المقترحات والأفكار التي تطرح في هذه الزاوية جديرة بالاهتمام والعمل على دراستها وتنفيذها، كما لاحظت أن هناك تجاوبا فوريا من قِبل بعض أصحاب القرار وكبار المسؤولين وبعض الجهات مع الاتصالات الواردة من المستمعين والمشاركين في برامج البث المباشر.
وفي دولتنا الحبيبة هناك 5 محطات إذاعية تبث برامج البث المباشر يوميا عدا أيام الإجازة الأسبوعية، وهي: أستوديو 1 لإذاعة أبوظبي، والبث المباشر لإذاعة نور دبي، والخط المباشر لإذاعة الشارقة، وإذاعة الرابعة والناس من عجمان، والبث المباشر لإذاعة رأس الخيمة، والحقيقة هذه ظاهرة صحية ونوع من أنواع الوعي الإعلامي الحر الذي يتيح للمواطنين والمقيمين بأن يشاركوا بآرائهم ومقترحاتهم من خلال طرح الأفكار والمقترحات والقضايا التي قد تكون مهملة أو منسية من قبل بعض الهيئات والجهات الرسمية العامة منها والخاصة، ولا سيما الجهات الخدمية التي تقدم خدماتها للمواطن والمقيم كالصحة والتعليم وشؤون الأجانب وغيرها من الجهات الخدمية.
وأود من خلال مشاركتي هذه أن أتوجه بالشكر والإعجاب بحرص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يحرص شخصيا رغم مسؤولياته الكثيرة على الاستماع لبرامج البث المباشر بصورة دائمة، خاصة البث المباشر لإذاعة الشارقة، وكذلك لمداخلاته الشخصية والفورية في الكثير من القضايا المحلية التي تطرح خلال برامج البث المباشر وعلى الهواء مباشرة، واتخاذه لقرارات فورية وسريعة للعديد من القضايا خلال مداخلاته، وكذلك مشاركات سموه في طرح الكثير من الحلول والتوصيات والنصائح حول العديد من القضايا والمشاكل التي في النهاية تصب في مصلحة الوطن والمواطن.
وكذلك هناك العديد من الهيئات والجهات الرسمية كهيئة الصحة في أبوظبي والقيادة العامة لشرطة دبي وهيئة الطرق بدبي وبعض وزارات الدولة، التي تحرص على التواصل مع مشاركات المتصلين من خلال الاستماع لبرامج البث المباشر، وتخصص موظفين مهمتهم الاستماع لهذه القنوات الإذاعية والمكالمات التي ترد إليها من مواطنين ومقيمين، يطرحون من خلالها العديد من المشاركات والقضايا التي تستوجب الوقوف عليها.
والحقيقة أعجبني رد أحد المسؤولين من إحدى الجهات الحكومية حين اتصل مباشرة في إحدى قنوات البث المباشر ليعلق على مكالمة تحمل بعض الملاحظات السلبية من أحد المواطنين على تلك الجهة، ليقول: «نعم هناك تقصير وخطأ من قِبلنا وسنقوم بمحاسبة الموظف المقصر».
وأرى من الضروري أن تقوم الوزارات والجهات والهيئات الحكومية والرسمية وحتى الجهات الخاصة كافة بتخصيص موظفين مهمتهم الاستماع لبرامج البث المباشر وكذلك قراءة الصحف، وأن يتم الرد والتعليق على مشاكل وقضايا الناس وآراء المشاركين مباشرة وحلها على الهواء إذا أمكن.
وفي هذا السياق نشكر صحيفة الاتحاد التي خصصت زاوية يومية لهذه القنوات الإذاعية تحت اسم «عبر الأثير» لتنقل وتلخص لقرائها ما ورد في هذه البرامج من اتصالات ومشاركات في اليوم السابق.
بعض الجهات الرسمية الحكومية والخاصة تدعي أنها حريصة على تقديم خدماتها بصورة مرضية وبشكل أفضل أو تعتقد ذلك، إلا أن المتعامل معها هو من يحكم على أدائها من خلال تعامله معها.
ولعل فكرة «المراجع أو المتعامل السري» وكذلك جوائز «الأداء الحكومي المميز» قد ساهمت في تحسين أداء العديد من الجهات والهيئات الرسمية نوعا ما، إلا أن دور برامج البث المباشر أكبر وأهم في تحسين الأداء والخدمات، التي في النهاية تصب جميعها في مصلحة الوطن والمواطن.
فهد حسين الحمادي- أبوظبي