صرح مسؤول في الاستخبارات الأميركية بأن الأردن حاول تحذير وكالة الاستخبارات المركزية من مخبر قام لاحقا بتفجير قاعدة لـ “السي آي ايه” في خوست بأفغانستان العام الماضي مما أدى إلى مقتل سبعة أميركيين. وقال المسؤول في الاستخبارات أمس الأول طالباً عدم كشف هويته إن المخاوف المتعلقة بالمخبر “قابلتها معلومات قدمها وإمكانية أن يدلنا على كبار قياديي القاعدة”. وتأتي هذه التفاصيل المتعلقة بالأردني مع كشف “سي آي ايه” نشرة داخلية عن التفجير الذي وقع في 30 ديسمبر، يعترف فيها مدير الوكالة بحدوث “أخطاء” منعت جهاز الاستخبارات من التحقق من العميل. وفي بيان موجه الى موظفي الوكالة، قال ليون بانيتا إن مجموعة العمل التي كلفت التحقيق حول الاعتداء توصلت الى أن الوكالة “لم تتحقق بشكل معمق من المعتدي ولم تتخذ احتياطات كافية”. وأضاف أن “هذه الأخطاء حدثت بسبب عيوب” في عمل الوكالة بما في ذلك نقص في “الإشراف الإداري”. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن بانيتا أن ضابطاً في السي آي إيه تلقى قبل ثلاثة أسابيع فقط من الهجوم تحذيرات من نظيره الأردني بشأن همام خليل ابو ملال البلوي، لكنه اختار ألا يبلغ رؤساءه. وأضافت الصحيفة نقلاً عن بانيتا أن الضابط قصر في الإبلاغ، لأنه اشتبه بأن ضابط الاستخبارات الأردني بلغه ببلوي بدافع الغيرة من علاقة المخبر الوثيقة به. وكان الهجوم مدمراً على قاعدة كبرى للسي آي ايه في خوست قرب الحدود الباكستانية في 30 ديسمبر، وكان ثاني أكبر هجوم يستهدف الوكالة في تاريخها. وقتل في هذا الاعتداء سبعة أميركيين والمهاجم الأردني. وقد وجد ضباط وكالة الاستخبارات المركزية في الأردني صلة وصل مهمة ودعوه إلى قاعدة المجمع بدون التحقق من وضعه. وعندما كان على وشك الخضوع للتفتيش قرب مدخل المبنى فجر نفسه مما أدى الى مقتل رجال السي آي إيه القريبين منه. وكان البلوي قريباً من متمردي طالبان الذين يحاربون القوات الدولية بقيادة أميركية في أفغانستان ويخطط من قبل لمهاجمة عناصر السي آي ايه الذين يتعامل معهم. وقال بانيتا في بيان إنه لا يمكن لوم اي فرد أو مجموعة على هذا الحادث. وأضاف أن “التصميم على إنجاز المهمة هو الذي اثر على القرارات التي اتخذت”. وأثار دور قائدة قاعدة خوست جنيفر ماثيوز التي كانت بين الذين قتلوا، تساؤلات لدى عدد من رجال السي آي ايه السابقين والمحللين. ولم يكن من الواضح ما إذا كانت الوكالة قررت تجنب توجيه اي لوم احتراماً للذين قتلوا بمن فيهم ماثيوز التي كانت تنقصها الخبرة في هذا المجال. وقال بانيتا لنيويورك تايمز إن “الكثير من الادلة ماتت مع القتلى”. وأكد رئيس السي آي إيه أن الوكالة قتلت منذ ذلك الحين بعض الذين كانوا يقفون وراء هجوم ديسمبر، حسبما ذكرت صحيفة لوس انجلوس تايمز.