سعيد ياسين (القاهرة) مع انتهاء شهر رمضان المبارك، لوحظ اختفاء العديد من الظواهر الدرامية التلفزيونية التي كانت بمثابة مادة ثابتة ومكررة طوال رمضان من السنوات الماضية، ورغم عرض ما يقرب من 40 مسلسلاً متنوعاً إلا أن الجمهور توقف طويلاً أمام اختفاء هذه الظواهر التي ارتبط بها عبر سنوات طويلة، وتفننت جهات الإنتاج في تبرير غيابها. وجاء في مقدمة الثوابت التي اختفت عن الشاشة الدراما الدينية والتاريخية، وبرر أصحابها غيابها بداعي ارتفاع تكلفتها الإنتاجية وصعوبة تصويرها في الأماكن المفتوحة لما تتطلبه من مجاميع كبيرة وخيول وملابس ومعدات وأكسسوارات وغيرها، إضافة إلى تراجع الطلب عليها من القنوات الفضائية مقارنة بالمسلسلات الاجتماعية والرومانسية والكوميدية و«الأكشن»، ورغم جاهزية أكثر من مسلسل من هذه النوعية من الأعمال ومن بينها «أبو هريرة» و«الأميرة ذات الهمة» و«الشيماء» و«عمر المختار» و«ذات النطاقين» عن حياة أسماء بنت أبي بكر، و«سعيد بن المسيب» وغيرها إلا انه تأجل تصويرها حتى اشعار آخر، علماً بأن آخر مسلسل ديني تم تنفيذه عرض قبل ثلاثة أعوام كان «الإمام الغزالي» لمحمد رياض ونرمين الفقي، وإخراج إبراهيم الشوادي. اختفاء السير الذاتية ولم تحضر مسلسلات السير الذاتية التي قدمت العام الماضي في مسلسل «أهل الهوى» عن حياة الشاعر بيرم التونسي وتأليف محفوظ عبدالرحمن وبطولة فاروق الفيشاوي وايمان البحر درويش، وإخراج عمر عبدالعزيز، ولم تتحمس شركات الإنتاج لتقديم مسلسلات سير ذاتية جاهزة للتصوير خوفاً من تعرضها للهجوم وصعوبة التسويق ومن بينها «الضاحك الباكي» عن حياة نجيب الريحاني، وأخرى عن حياة الدكتور مصطفى محمود ومحمد علي باشا والاقتصادي طلعت حرب والكاتبة مي زيادة وآخرين. دراما الصعيد كما اقتصر حضور دراما الصعيد على الجزء الخامس من مسلسل «الكبير أوي» والذي تقلصت فيه الخطوط الدرامية التي تدور أحداثها في صعيد مصر بعد اعتذار دنيا سمير غانم عن المشاركة في الجزء الجديد، علماً بأن دراما الصعيد كانت تمثل طوال الأعوام العشرين الماضية مادة ثرية وجاذبة، كما حدث العام الماضي مع مسلسلات «دهشة» ليحيى الفخراني وأشرف عبدالغفور وحنان مطاوع وفتحي عبدالوهاب وياسر جلال، و«أبو هيبة في جبل الحلال» لمحمود عبدالعزيز وطارق لطفي ووفاء عامر ونرمين الفقي، و«ابن حلال» لمحمد رمضان ووفاء عامر وهالة فاخر، ومن قبلهما «القاصرات» و«حلم الجنوبي» لصلاح السعدني، و«شيخ العرب همام» و«الليل وآخره» ليحيى الفخراني، و«خلف الله» و«الرحايا» و«مارد الجبل» لنور الشريف، و«حدائق الشيطان» و«افراح ابليس» لجمال سليمان، إلى جانب «وادي الملوك» و«حق مشروع» و«الضوء الشارد» و«الفرار من الحب» و«امرأة من الصعيد الجواني» و«غوايش» و«ذئاب الجبل»، وغيرها. مأخوذة عن أفلام كما اختفت المسلسلات التلفزيونية المأخوذة من أفلام سينمائية شهيرة بعد الهجوم الذي تعرضت له العديد من هذه النوعية من الأعمال خلال السنوات الماضية، كما حدث مع مسلسلي «الزوجة الثانية» لآيتن عامر وعمرو واكد وعمرو عبدالجليل وعلا غانم وإخراج خيري بشارة، و«الأخوة أعداء» لصلاح السعدني وفتحي عبدالوهاب وياسر جلال ولقاء الخميسي وإخراج محمد النقلي، علماً بأن غالبية النقاد أكدوا أن قصة مسلسل «مولد وصاحبه غايب» لفيفي عبده وهيفاء وهبي وباسم سمرة وحسن الرداد مأخوذ عن قصة فيلم «تمر حنة» لنعيمة عاكف ورشدي أباظة وأحمد رمزي، رغم نفي فريق العمل ذلك الأمر وفي مقدمتهم مؤلف المسلسل مصطفى محرم. واختفت أيضاً المسلسلات المأخوذة عن قصص وروايات أدبية للكتاب والروائيين رغم أنه قدمت خلال العامين الماضيين مسلسلات ناجحة مأخوذة عن أعمال أدبية ومن بينها «ذات» لنيللي كريم وباسم سمرة وانتصار عن رواية لصنع الله إبراهيم، و«موجة حارة» لإياد نصار ورانيا يوسف ومعالي زايد عن رواية «منخفض الهند لموسمي» لأسامة أنور عكاشة، و«سجن النسا» لنيللي كريم ودرة عن قصة لفتحية العسال.