حاتم فاروق (أبوظبي)

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولـي عهـد أبـوظبـي نائـب القائـد الأعلـى للقـوات المسـلحة، شهد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وصاحب السمو الملكي الأمير أندرو دوق يورك، الحفل الختامي للنسخة الخليجية الأولى من مسابقة رواد القصر الذي أقيم مساء أمس، في أبوظبي.
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات تؤمن بأن الشباب هم أعمدة التنمية في هذا الوطن، وأن الاستثمار في أفكارهم وقدراتهم والارتقاء بها وتوظيفها بشكل فاعل يدعم مسيرة نهضة وتقدم الوطن.
وأضاف سموه، أن القيادة الرشيدة تعمل على دعم ريادة الأعمال، وتشجيع الشباب على الابتكار للمساهمة في استشراف المستقبل ورسم خطوط حقبة اقتصاد ما بعد النفط، حيث أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية «غداً 21»، والذي يرتكز على تحفيز الأعمال والاستثمار وتنمية المجتمع وتطوير منظومة المعرفة والابتكار، وتعزيز نمط الحياة بما يسهم في تعزيز تنافسية الإمارة وريادتها، ويدعم مسيرتها الاقتصادية والتنموية والاجتماعية.
وأشار إلى أن أبوظبي تمضي قدماً في مسيرتها الريادية، لتكون عاصمة للابتكار والإبداع في العالم، من خلال تعزيز ريادة الأعمال لدى المواطنين، وتقديم الدعم المطلوب لإنجاح مشاريعهم الابتكارية، وتهيئة بيئة حاضنة لتنفيذ أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع ناجحة ومثمرة على أرض الواقع.
وتوجه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، بالشكر إلى صاحب السمو الملكي الأمير أندرو دوق يورك، على دعمه لمسيرة الابتكار وريادة الأعمال، وحرصه على دعم مسابقة رواد القصر بنسختيها الإماراتية والخليجية، ومد الشباب العربي بالمعلومات والنصائح التي ترفع عزيمتهم، وتعزز إصرارهم على النجاح والتطور.
وقام سموه بجولة ميدانية رفقة الأمير أندرو في «واحة صندوق خليفة للابتكار»، حيث التقى بأصحاب المشاريع المدعومة من الصندوق وشركائه المحليين، وناقش معهم أفكارهم الإبداعية وطموحاتهم، مقدّماً لهم النصح والمساعدة المطلوبين.
من جانبه، قال صاحب السمو الملكي الأمير أندرو دوق يورك: «يسعدنا التواجد في النسخة الخليجية الأولى من مسابقة رواد القصر، وذلك من أجل تشجيع أصحاب الأعمال الناشئة ومساعدتهم على المضي قدماً في مشاريعهم. ونهدف من خلال هذه المنصة إلى تمكين رواد الأعمال من دول مجلس التعاون الخليجي من استعراض أفكارهم ومشاريعهم أمام جمهور من الشخصيات المؤثرة، مما يخلق بيئة مناسبة للتواصل والاستكشاف وجعل مشاريعهم حقيقة وواقعاً».

مسيرة تألق
وألقى حسين جاسم النويس رئيس مجلس إدارة صندوق خليفة لتطوير المشاريع كلمة رحّب فيها بالحضور العالمي والإقليمي والمحلي، مشيداً بنوعية المشاريع التي تم تقديمها في مسابقة رواد القصر لهذا العام على الصعيدين الإماراتي والخليجي، والتي تميزت باعتمادها على الابتكار والإبداع كعنصرين أساسيين في ريادة الأعمال.
وقال النويس: «استطعنا ومنذ الدورة الأولى من مسابقة رواد القصر- الإمارات التي أقيمت العام الماضي، أن نحقق نجاحاً قياسياً على صعيد دعم المشاريع المبتكرة، وتشجيع الشباب الإماراتي على ريادة الأعمال، ويعود ذلك إلى دعم القيادة الرشيدة المطلق للصندوق، ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للمسابقة، نظراً لما تشكله من منصة مثالية وتفاعلية تعمل على احتضان الأفكار الإبداعية والمبتكرة؛ بهدف تعزيز قدرات رواد الأعمال، ومنحهم فرصة نوعية للاستفادة من الخبرات الدولية والمحلية المرموقة والبارزة في مختلف القطاعات والمجالات».
وأشار النويس إلى أن الصندوق، ومنذ تأسيسه، أخذ على عاتقه مسؤولية دعم وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وغرس ثقافة ريادة الأعمال في المجتمع الإماراتي، انطلاقاً من إيمانه بضرورة تمكين جيل الشباب وتعزيز روح القيادة لديهم بما يبقي الإمارات الأولى في كل المجالات ومنبراً عالمياً لاستشراف المستقبل، إذ كان ولا يزال مساهماً رئيساً في تعزيز مكانة إمارة أبوظبي كمركز عالمي رائد للاقتصاد المرتكز على الابتكار والتكنولوجيا الحديثة والمشاريع التي تعتمد بالكامل على التقنيات المطوَّرة، في حين وافق الصندوق على أكثر من 1400 مشروع بقيمة 1.66 مليار درهم، منذ تأسيسه وحتى اليوم، وتخطت المشاريع الناجحة الممولة من الصندوق ما نسبته 80%، واستطاع الصندوق حتى العام 2017 القيام بأكثر من 800 حملة مستهدفة استقطب من خلالها ما يزيد على 18 ألف شاب إماراتي للاستفادة من خدماته، وقام فريق عمله المتخصص بتدريب أكثر من 8 آلاف رائد إماراتي، من بينهم 60% مواطنات. في حين شكلت المشاريع الناشئة 79% من المشاريع المعتمدة، يقابلها 21% للمشاريع القائمة والتي تحتاج إلى دعم للنمو والتطور. وتم تصدير أكثر من 8% من محفظة مشاريعنا النشطة، وتم تحويل أكثر من 10 من المشاريع إلى حقوق الامتياز التجاري، ما يدل على تضاعف معدل الاستثمار، وبالتالي نجاح الصندوق في مؤازرة رواد الأعمال والمواطنين الشباب، في إنشاء وتطوير مشاريعهم، وإطلاق العنان لأفكارهم الإبداعية والمبتكرة في مختلف المجالات، التي تسخّر التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي والروبوتات في ما يخدم الإنسان ويزيد من رفعة الوطن.
المشاريع الفائزة
فاز 4 مبتكرين، في حين ستتاح الفرصة أمام الفائزين للمشاركة في «مسابقة رواد القصر العالمية»، وعرض مشاريعهم المبتكرة خلال التصفيات النهائية التي ستقام في قصر سانت جيمس في لندن، بحضور الأمير أندرو دوق يورك مؤسس المبادرة بنسختها العالمية، مما سيفسح المجال أمام رواد الابتكار والأعمال الإماراتيين والخليجيين بعرض أفكارهم أمام نخبة من رجال الأعمال والمستثمرين والممثلين عن أهم الشركات العالمية، لينتقلوا بأعمالهم إلى مراحل متقدمة فيكملوا مسيرة النجاح والتألق التي بدأت بمشاركتهم وفوزهم في النسختين الإماراتية والخليجية من رواد القصر، حيث استطاع صندوق خليفة وبتطويره للمسابقة لتشمل نسخة خليجية، أن يمنح الشباب الخليجي فرصة مثالية للمشاركة في إحدى أهم المبادرات عالمياً وعلى مستوى الشرق الأوسط لدعم رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

واحة الابتكار
وتتميز «واحة صندوق خليفة للابتكار» لهذا العام باستعراضها مشاريع مبتكرة مدعومة من الصندوق، إضافة إلى برامج مشتركة مع شركاء صندوق خليفة، من ضمنها «مركز خليفة للابتكار» الذي يقدم بالشراكة مع جامعة خليفة، صندوق الوطن، توازن، ومبادلة، سلسلة من الحلول المبتكرة لدعم أصحاب المشاريع الناشئة في مجال التكنولوجيا، ومساعدتهم في تطوير أعمالهم ومشاريعهم من خلال البرامج التدريبية التي يقدمها المركز وحاضنة الأعمال والمسرعات الاستثمارية.
كما تحتضن الواحة «برنامج المبتكر الإماراتي» الذي أطلق بالتعاون مع مركز الشارقة لريادة الأعمال «شراع» وصندوق الوطن، بهدف دعم رواد الأعمال من الطلاب وأصحاب المشاريع الناشئة لتأسيس مشاريعهم الخاصة بطريقة مستدامة وبقدرات تنافسية عالية، أما «برنامج ابتكاري» الذي تم تصميمه بدورته الرابعة بإطار جديد بالتعاون مع ستارت إيه دي- جامعة نيويورك أبوظبي، فيمثل حاضنة أعمال متكاملة مخصصة لأصحاب الشركات الإماراتية الناشئة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتطوير مشاريعهم المبتكرة، من خلال توفير البيئة المناسبة والخدمات اللازمة من التدريب، والتوجيه، والتواصل، والاستثمار.
تجدر الإشارة إلى أنه انتهت الجولات الترشيحية، بتأهل 15 متسابقاً، منهم 8 إماراتيين، و7 خليجيين، من كل من المملكة العربية السعودية، مملكة البحرين، حيث اعتبرت تلك المشاريع الأفضل بين العديد من المشاريع المقدّمة لهذا العام. في حين تأتي المسابقة، ثمرة التعاون الذي يجمع بين الصندوق ونخبة من الشركاء الاستراتيجيين المحليين، وعلى رأسهم «صندوق الوطن»، وشركة «بريتيش بتروليوم»، و«سوق أبوظبي العالمي»، و«ستارت أيه دي - جامعة نيويورك أبوظبي»، ومركز الشارقة لريادة الأعمال «شراع» و«مركز خليفة للابتكار» و«سيا برتنرز»، و«قصر الإمارات».