أعلنت الحكومة الأردنية أمس عن اتخاذ كل الإجراءات اللازمة على حدودها مع سوريا من أجل الحفاظ على الأمن الوطني من أي اختراقات. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة “إن الحكومة إذ تقدر الجهود كافة التي بذلتها الأطراف الرسمية والأهلية ومنظمات العون الإنساني، فإنها تؤكد أن التطورات الأخيرة تفرض عليها اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة كافة في منطقة الحدود الشمالية للمملكة من أجل الحفاظ على الأمن الوطني من أي اختراقات أو تجاوزات مهما كان نوعها وحجمها”. وأضاف المعايطة بعد اجتماع لمجلس الوزراء “أن الحكومة تراقب المشهد بكل دقة، وستعمل على متابعة العمل مع المؤسسات والجهات المعنية كافة لضبط وتنظيم عمليات اللجوء في المناطق الشمالية، وسينصب جهدها على حماية الحدود والحفاظ على متطلبات أمن الأردن ومواطنيه مع مراعاة الظروف الإنسانية للأشقاء السوريين”، معتبراً أن الواجب الأول للحكومة الحفاظ على المصالح الوطنية للدولة وحماية مصالحها وأمن الأردن، ومشدداً على أن الحكومة لن تتوانى عن اتخاذ أي قرارات أو إجراءات تحقق هذه الغاية السامية”. ووفق بيانات رسمية أردنية، فقد بلغ عدد السوريين الذين لجأوا للأردن هرباً من الأوضاع الأمنية في بلادهم حوالي 150 ألف شخص تجري استعدادات حالياً لبناء مخيمات لاستيعابهم. وكان عبر أكثر من ألفي سوري إلى الأردن أمس هرباً من أعمال العنف في بلادهم، بحسب ما أعلن زايد حماد رئيس جمعية الكتاب والسنة، والذي توقع تزايداً في أعداد اللاجئين السوريين في المملكة. وأضاف “لقد هربوا جراء أعمال العنف.. كنا نسمع أصوات إطلاق النار ومواجهات على الجانب السوري من الحدود (ليلة السبت)، وأضاف أنه يتوقع لجوء المزيد من السوريين إلى الأردن مع اشتداد القتال”. وحاول مقاتلو الجيش السوري الحر المعارض السبت السيطرة على معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن، كما أفاد مصدر أمني أردني، غير أن جيش النظام السوري نجح في صدهم. ويربط معبر نصيب الحدودي بين منطقتي درعا السورية والرمثا الأردنية التي يسكن فيها الكثير من السوريين اللاجئين في المملكة. إلى ذلك، أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنها ستفتتح خلال اليومين المقبلين مخيم الزعتري على الحدود الشمالية للأردن والمخصص للسوريين للفارين من الأوضاع الأمنية في بلادهم بسعة عشرة آلاف شخص. ونقلت صحيفة “الرأي” عن مدير التعاون والعلاقات الخارجية لدى المفوضية علي بيبي أنه جار العمل على تزويد المخيم المقام على أرض تبلغ مساحتها سبعة كيلومترات بالتجهيزات اللوجستية ليتمكن من استقبال اللاجئين هذا الأسبوع. من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة أمس عن تقديم منحة إضافية للأردن بقيمة مئة مليون دولار لمساعدته في استقبال اللاجئين السوريين على أراضيه والانقطاعات المتكررة لإمدادات الغاز المصري. وقال السفير الأميركي في عمان ستيوارت جونز، “إن الدعم الجديد يأتي لمعالجة الضغوط على الميزانية والانقطاع المتكرر لخط أنبوب الغاز المصري وبالأخص التكاليف الإضافية للخدمات والسلع إلى أولئك الذين فروا من أحداث العنف في سوريا”. وأضاف في مؤتمر صحافي عقده مع وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني جعفر حسان “أن أثار حدة العنف الذي يمارسه النظام السوري نشعر به في الأردن أكثر من أي مكان آخر خارج سوريا”. من جهة أخريى استعاد الجيش النظامي السوري أمس السيطرة على معبر اليعربية الحدودي مع العراق. وقال محافظ نينوى اثيل النجيفي “إن الجيش السوري استعاد المعبر من دون أي اشتباكات أو قتال، وذلك بعد أن هجره مساء السبت المسلحون الذين سيطروا عليه في وقت سابق”.