إعداد - عدنان عضيمة: تتزايد الشكاوى يوماً عن يوم من الحرارة الزائدة للحواسيب والهواتف المحمولة الحديثة؛ ويعود ذلك إلى أن (أدمغة) هذه الأجهزة التي تدعى (المعالجات المصغرة) أصبحت تحرر من الحرارة أكثر مما يمكنها أن تشعّه إلى الوسط الخارجي· ويعود ذلك أيضاً إلى أن التطور السريع والهائل الذي طرأ على هذه الأجهزة تركّز على مبدأ (إنجاز أكثر وأداء أسرع في أضيق حيّز وأقل زمن)، ويؤدي هذا إلى توليد كميات كبيرة من الحرارة ضمن المعالج تفوق قدرة نظام التبريد على امتصاصها في الكثير من الأحيان· ويقول تقرير نشر في هذا الصدد في العدد الأخير من مجلة نيوزويك أن مراوح التبريد لم تعد كافية لمعالجة هذه المشكلة لأن سرعة توليد الحرارة في رقاقة المعالج تفوق قدرة المروحة على طردها إلى خارج الجهاز بالإضافة لأنها تصدر صوتاً مزعجاً أثناء عمل الجهاز وتستهلك الكثير من الطاقة الكهربائية لبطاريات الكمبيوتر المحمول· ثم إن السخونة الزائدة للكمبيوتر تؤذي الكثير من مكوناته بما فيها الرقاقات ذاتها· وتتحدث بعض التقارير عن أن الحواسيب قد تنفجر في بعض الحالات إذا ارتفعت درجة حرارة المعالج إلى مستويات عالية· الرياح المشحونة ويقول تقرير النيوزويك أن الباحثين اهتدوا إلى حل جديد لهذه المشكلة تستخدم فيه مضخات ميكروسكوبية تتولى قذف ذرات مشحونة بالكهرباء (شوارد) فوق سطوح الرقاقات بكثافة كبيرة لتشكل بذلك ما يشبه عواصف من الرياح المشحونة بالكهرباء· وهذه الشوارد المتدفقة تبرّد الرقاقات بشكل أفضل مما تفعل المروحة بسبب سهولة التحكم في توجيهها على شكل حزمة متصلة نحو طبقة الهواء الساخن المتجمعة فوق سطح الرقاقة لتطردها إلى خارج الجهاز· ويتوقع أليكس ماميشيف المهندس الكهربائي في جامعة واشنطن أن يتمكن من بناء أول نسخة تجارية تجريبية من النظام الجديد خلال فصل الربيع المقبل· ويقول سوريش جاريميلا المهندس الميكانيكي في جامعة بورديو Purdue والذي ينشغل في بناء نظام مماثل أن الأمر يتطلب بضع سنوات قبل أن يصبح الجهاز قادراً على استبدال المراوح· ويبدو بوضوح أن هذه الحلول تنطوي على الكثير من العيوب والعوائق يقع في مقدمتها أن جهاز التبريد الجديد بحد ذاته يستهلك كمية كبيرة من الكهرباء مما سيسهم في تسخين الجهاز حتى لو تمكن تبريد المعالج· سرعة أكبر ·· سخونة أكثر ومن المعروف تماماً أن ارتفاع حرارة الكمبيوتر هي مشكلة حديثة لأن الحواسيب القديمة كانت بطيئة، مما يعني أن حركة الإلكترونات في الرقاقة نصف الموصلة للكهرباء سوف تولد كمية أقل من الحرارة· وخلال السنوات الخمس الماضية، شهد المعالج المصغر أكبر ارتفاع في كميات الطاقة الكهربائية التي يستهلكها· ويمكن تصور درجة هذا التغير من خلال الإشارة إلى أن سرعة المعالج المصغر في حواسيب عام 1998 كانت تقدر ببضع مئات ميجاهرتز، وقفز هذا الرقم إلى أكثر من 3 جيجاهرتز في عام ،2004 وهو اليوم أكبر من ذلك بكثير· وسرعة المعالج هي عدد الاهتزازات الإلكترونية في الثانية للتيار الذي يجتازه ويقاس بالهرتز ومضاعفاته (ميجاهرتز يساوي مليون هرتز، وجيجاهرتز يساوي ألف مليون هرتز)؛ واليوم، لم يعد أحد على الإطلاق يتحدث عن معالجات من التي تقدر سرعتها بالميجاهرتز لأن الوقت فاتها إلى غير رجعة· وبالرغم من هذه التطورات الهائلة التي تشهدها سرعة الكمبيوتر، فإن الكثيرين من مستخدميه يشتكون الآن من بطئه الشديد أثناء إجراء بعض التطبيقات المعقدة، وهذا ما يدفع الخبراء للعمل على زيادة هذه السرعة باستمرار عن طريق تطوير المعالج بما يتضمنه من رقاقة نصف موصلة وترانزيستورات وأسلاك توصيل· ولقد بلغت سرعة المعالج المصغر الحديث الدرجة التي يتم معها إطلاق كمية كبيرة من الطاقة الحرارية أثناء العمل· والآن أصبحت الكثير من الشركات تقدم التجهيزات المتطورة المتخصصة بتبريد المعالج منها مثلاً ذلك الذي تستخدمه شركة إنتل لتبريد رقاقة بنتيوم وتستخدم فيه أسلاك النحاس والالومنيوم ذات قدرة التوصيل العالية للحرارة فتنقلها إلى خارج الجهاز بالإضافة إلى المراوح· وهناك شركة تايوانية تدعى كاتشير تكنولوجي تخصصت بتقنيات التبريد بابتكار علبة تبريد مصنوعة من معدن المغنيزيوم لنقل الحرارة بسرعة أكبر إلى خارج الأجهزة، وجاءت لتعوض القطع البلاستيكية ذات الناقلية الضعيفة للحرارة·