حسونة الطيب (أبوظبي)

بصرف النظر عن زيادة عددها وجودتها، تحل السيارات الكهربائية، خلف نظيرتها الرياضية متعددة الاستخدامات ذات الدفع الرباعي والتي تتميز بارتفاع يجعلها مناسبة للقيادة على الطرق الوعرة، في سباق سوق تحتدم فيها المنافسة.
وأظهرت السيارات الرياضية، شعبية كبيرة لبعض الوقت، لكنها تمتعت بطلب كبير خلال العامين الماضيين، بحسب صحيفة فاينانشيال تايمز.
وعلى كل فرد يعتقد أن التغيير في سلوك الناس، هو الحل لتحدي التغير المناخي، إعادة النظر في آخر الأرقام المتعلقة باختيارات المستهلك في سوق السيارات.
وربما يجول بخاطر القارئ العادي لوسائل الإعلام في الآونة الأخيرة، أن السيارات الكهربائية في طريقها للهيمنة على السوق.
ولا شك في زيادة عدد السيارات الكهربائية، حيث وصل عددها على الطرقات في أنحاء مختلفة من العالم بنهاية العام الماضي، إلى نحو 5.1 مليون سيارة، أي بزيادة 2 مليون سيارة عن السنة التي سبقتها.
ومن المؤكد استمرار زيادة وتيرة ذلك النمو، حيث تم طرح عشرات الموديلات الجديدة خلال العام الجاري، بجانب نمو الاستثمارات في البنية التحتية ذات الصلة مثل، نقاط الشحن التي بلغ عددها 5 ملايين حول العالم، وفقاً لوكالة الطاقة العالمية.
ورغم التراجع النسبي في النمو السريع الذي شهدته الصين خلال السنوات القليلة الماضية، من المتوقع ارتفاع المبيعات العالمية للسيارات الكهربائية، بين 2.4 إلى 2.9 مليون سيارة خلال العام الحالي. وتقدمت بعض شركات النفط العملاقة مثل، بي بي وشل، الركب والدخول في مجال تقنيات الشحن أملاً في تطور هذا القطاع ونموه. وفي سيناريو جديد لوكالة الطاقة العالمية، من المرجح بلوغ السيارات الكهربائية، نحو 23 مليون سنوياً بحلول 2030. لكن ربما يؤثر ذلك على طلب البنزين بنحو 2.5 مليون برميل يومياً.
لكن ليس من الممكن، أخذ السيارات الكهربائية بمعزل عن التقليدية، حيث يمثل عددها المتراوح بين 7 و8 ملايين الذي من المتوقع أن يكون على الطرقات بنهاية هذا العام، أقل من 0.1% من نحو 1.1 مليار سيارة تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي.
وتم بيع ما يقارب 85 مليون سيارة تقليدية حول مختلف أنحاء العالم في 2018. وفي واقع الأمر، تفوق النمو السريع في عدد السيارات الرياضية متعددة الأغراض، على نمو السيارات الكهربائية.
وبعد نمو تجاوز 20% سنوياً بداية العقد الحالي، استقر الطلب العالمي للسيارات الرياضية، لكن عند مستوى عالٍ من الحصة السوقية. ويشكل هذا النوع من السيارات في أميركا، نسبة قدرها 45% من المبيعات الجديدة. لكن هذا التوجه ليس مقصوراً على أميركا وحدها، حيث تشكل المبيعات الجديدة للسيارات الرياضية متعددة الأغراض، 34% في أوروبا ونحو 42% في الصين و23% في الهند. وربما تكمن أسباب التحول نحو السيارات الرياضية، في طريقة بنائها أكثر من سعرها أو الحاجة لمقدرات معينة توفرها هذه السيارات.
وفي لندن على سبيل المثال، لا توجد جبال أو طرق وعرة تناسبها.
ورغم اختلاف أسعارها، إلا أن نسبة ضئيلة منها تقل أسعارها عن السيارات الخصوصية (الصالون)، بجانب عدم كفاءتها فيما يتعلق باستهلاك الوقود.
ويقود ذلك للحديث عن التغير المناخي، حيث التزمت أكثر من 60 دولة حول العالم، بخفض الانبعاثات الكربونية لنسبة الصفر بحلول 2050.
وفي أميركا، يتجه الديمقراطيون لتبني سياسة تفضي ببيع سيارات جديدة خالية من الانبعاثات الكربونية بنسبة 100% خلال ثلاثينيات هذه الألفية.
ومع أن بعض السيارات التي تم بيعها خلال العام الحالي بين 25 و30 مليوناً، من نوع الهجين، لكن يعتمد معظمها على محركات الاحتراق الداخلي بدلاً من الكهرباء.