طهران (وكالات) وجه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند دعوة إلى نظيره الإيراني حسن روحاني لزيارة فرنسا في نوفمبر المقبل. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي قام بزيارة إلى طهران التقى خلالها الرئيس الإيراني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف «أحمل معي رسالة دعوة من هولاند إلى روحاني لزيارة فرنسا في نوفمبر». وفي حال قبول روحاني للدعوة فإنه سيكون أول رئيس إيراني يزور فرنسا منذ عام 1999. وتأتي زيارة فابيوس وهو أول وزير خارجية فرنسي يزور إيران في 12 عاما بُغية تهدئة التوترات في العلاقات بين البلدين إثر موقف فرنسا المتشدد خلال المفاوضات التي أسفرت عن الاتفاق النووي في 14 من يوليو الفائت، ورغبة في مد جسور علاقات اقتصادية متينة بين البلدين تأمل فرنسا بموجبها في إبرام اتفاقات في قطاع الأعمال مع إيران فور رفع العقوبات عليها. وقبل أن يبدأ مفاوضات مع مسؤولين إيرانيين، قال الوزير الفرنسي «هذه زيارة مهمة .. نحن دولتان كبيرتان مستقلتان.. حضارتان كبيرتان. صحيح أن العلاقات قد توترت في السنوات الأخيرة ولأسباب معروفة، لكن الأمور الآن ستتغير» بالإشارة إلى الاتفاق النووي. وأشار فابيوس إلى أن السيارات والزراعة والمناخ ستكون على قمة أولويات المحادثات بين البلدين خلال زيارة لوفد فرنسي رفيع المستوى مقررة لإيران في سبتمبر المقبل. وعقد وزير الخارجية الفرنسي مؤتمراً صحفياً مشتركاً في طهران مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف قبيل اجتماعه مع روحاني، مشيراً إلى أن ثمة بعض النقاط التي نختلف في شأنها في مجال السياسة الخارجية وخصوصا حول المسائل الإقليمية، وملمحاً بذلك إلى الوضع في سوريا واليمن وموقف إيران من إسرائيل. وقال ردا على سؤال عن كيفية تغيير أسلوب تفكير الإيرانيين تجاه موقف فرنسا المتشدد تجاه إيران أثناء المفاوضات الخاصة بالبرنامج النووي «إن على الجميع تبني الاتفاق حتى يكون بناء». وأضاف «الأسلوب الذي ستتبعه فرنسا هو الحصول على اتفاق قوي لا شك فيه. وكانت هذه مسألة خطيرة (المسألة النووية) وكان يتعين التعامل معها بجدية والسبب في مشاركتنا القوية المتماسكة لم يكن فقط منع الدمار في المنطقة بل يتعين أن نتذكر كذلك إنه إذا لم يتبن الجميع الاتفاق فلن يكون بناء». من جانبه، أفاد ظريف أن على المنطقة والعالم الاتحاد والتعاون لمكافحة الإرهاب، وأضاف «بدأنا مناقشات دقيقة للتوصل إلى تعاون إقليمي في مواجهة الإرهاب والتطرف. وأردف الوزير الإيراني «يسعدني أن الجميع متفق معنا على أنه من الضروري ذلك بالنسبة لنا جميعا في المنطقة وفي العالم أن نتحد ونتعاون في مكافحة الإرهاب، نحن مهتمون بإقرار السلام وتحقيق الاستقرار في المنطقة ويجب ألا ننسى أن جوهر الاتفاق النووي هو السلام والاستقرار». وشنت الأوساط الإيرانية المحافظة حملة انتقادات شديدة ضد فابيوس، ونشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمظاهرات مناهضة للزيارة. كما حمل المتظاهرون لافتات عليها صور سجاد ملطخ بالدماء وكتب عليها «لن ننسى ولن نسامح» ( في إشارة إلى قضية سابقة كانت أثيرت في الثمانينات عندما وزعت باريس دم ملوث بفيروس الإيدز على بعض البلدان من بينها إيران ما أدى لوفاة العشرات)، وتأتي تلك الحادثة إبان عهد فابيوس في رئاسة الوزراء آنذاك، لكن القضاء الفرنسي برأه من ذلك.