في حضرة الأناشيد

1 في قبو عند سرداب طويل، في قعر الهرم الأكبر، أردد هذه النصوص، من (كتاب الموتى) ظلمةٌ باردة تامة قشعريرة وخيوط أكفان، كبيت عنكبوت أنا و(كا) و(با) يتدثر كلانا بشِقِّه، في حضرة أناشيد وعظاتٍ تافهة روربوتان في واحد في حضرة الأناشيد حماران في حمار واحد نتشبث بالصور الأخيرة في ألبوم مهتز 2 عشت، أو مت لا أعرف يقيناً في (منف)، عشت في قبر وفي (طيبة)، عشت في رامسيوم محروساً بآلهتي وكهنوتي رباً ميتاً، معلقاً على جدار حياً وميتاً، أمثل، كبهلوان 3 أستعد الآن لألحق بكم، أستوي في قاعة التحنيط، أتمدد في تابوت خشبي، لا أنبس، لا أتنفس فقط أعرف الصور الرتيبة التي تداهمني ـ كل مرة ـ قبل موتي كعوب البنادق أحذية المارة الوجوه المارقة، الأكباد المتليفة الصدئة، وأوامر الطبيب 4 الذي دهس روحي، ليس عجلة حربية، بل خيوط الطبيب التي يلفها حول عنقي يلفها حول ساعدَي، حول ساقَي، وكعبَيّ الخيوط التي تكمم أنفي وتقطع لساني وتقبض أوردتي 5 عشت حُمَاراً بائساً، حمَّالاً على الأقل أحمل ملايين الأطنان، أحجار باردة، لا تسمع أنَّةَ روحي، تصارعني جسداً مقابل جسد تحفر عميقاً، في العضو العطوف مني تحفر كبدي، ويغفر لها تحفر قلبي، ويخضع لها، تحفر جلدي،ليلتحف به الجعران المقدس، تحفر روحي، وتطير،تطير روح حمار، تطير، ويحتجزها المارة في قبو