عمر الحلاوي (العين)

أنقذ التبرع وزراعة الأعضاء في أبوظبي 74 مريضاً، منهم 15 طفلاً تحت سن 18 عاماً و59 مريضاً آخرين، وشمل التبرع زراعة القلب والرئتين والكبد والبنكرياس والكلى، وتجاوزت الإمارات المعدل العالمي للأعضاء المتبرع بها لكل شخص متبرع بعد الوفاة، إذ وصل المعدل في الإمارات إلى 3.7 في حين أن المعدل العالمي هو 3.5، وتكللت كل تلك العمليات بنجاح، وأدت إلى عودة هؤلاء المرضى لممارسة حياتهم الطبيعية، وسجلت آخر حالة لمتبرع بالقلب والرئتين والكبد والكليتين، مما يعتبر من الإنجازات الطبية العظيمة في إمارة أبوظبي، حسب الدكتور علي العبيدلي المدير التنفيذي للشؤون الأكاديمية في شركة «صحة».
ولفت العبيدلي إلى أن شركة «صحة» تنظم شراكة دولية، بحضور أطباء دوليين في زراعة أعضاء، وتستعرض حالات نادرة، حيث تطلق جناحاً للتوعية بالتبرع بالأعضاء والوقاية من الفشل العضوي في العاصمة أبوظبي، تستضيف فيه أطباء دوليين في زراعة الأعضاء ولاعباً عالمياً محترفاً أجرى عملية زراعة قلب مرتين «الأولى قبل 33 عاماً»، وذلك من خلال فعاليات مجتمعية متنوعة وورش مكثفة للمختصين؛ من أطباء وممرضي العناية المركزة، للتدريب في مجال التبرع بالأعضاء والكادر الطبي المختص بالزراعة، وذلك تزامناً مع ماراثون أبوظبي وبمناسبة عام التسامح واحتفالات الدولة باليوم الوطني 48، وبالتعاون مع عدد من الجهات الطبية المختلفة من داخل وخارج الدولة، حيث إن جناح «صحة» سيركز، ويطرح جميع الجوانب الضرورية لبناء برنامج تبرع وزراعة أعضاء مستدام، تشمل التشريعات والحوكمة والتمويل المالي.
وأشار إلى أن دولة الإمارات تعتبر رائدة في زراعة الأعضاء، حيث لا تتوفر في المنطقة إلا في دولتين وهما الإمارات والسعودية، مما دفع شركة «صحة» لتشجيع ثقافة التبرع بالأعضاء، كما عملت على بناء الكفاءات في هذا الاختصاص، وتسليط الضوء وإبراز إنجازات حكومة أبوظبي في القطاع الصحي، خصوصاً في مجال التبرع وزراعة الأعضاء، مما انعكس بشكل إيجابي على أداء المؤسسات الصحية في الدولة، لافتاً إلى أن زراعة الكلى بالدولة شملت زراعة 303 كُليات لمرضى من بينهم أطفال وبالغون.

تطوير البرنامج
وقال الدكتور علي العبيدلي، المدير التنفيذي للشؤون الأكاديمية في شركة «صحة»: إن شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» نجحت وبإشراف اللجنة العليا لتطوير برنامج التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية - دائرة صحة أبوظبي، وبالتعاون مع اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ومراكز زراعة الأعضاء في الدولة «مستشفى كليفلاند- أبوظبي»، ومدينة الشيخ خليفة الطبية- أبوظبي، وميديكلينيك، و«مستشفى الجليلة في دبي» في برنامج زراعة الأعضاء.
وأضاف: إن صحة في إطار سعينا إلى توفير التدريب اللازم على أفضل الممارسات العالمية وآخر المستجدات في معايير تشخيص الوفاة بحسب القانون الجديد، فقد تم تدريب عدد من المختصين والكادر الطبي في إمارة أبوظبي ودولة الإمارات، وذلك بالتعاون مع عدد من الجهات المختصة العالمية والإقليمية، منها: معهد تبرع وزراعة الأعضاء في إسبانيا «DTI»، والتي تعد مؤسسة غير ربحية، حيث قامت بتدريب أكثر من 10 آلاف فرد على مستوى العالم ومن أكثر من 100 دولة، بالإضافة إلى التعاون مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء وجارٍ حالياً التنسيق مع الجمعية العالمية لزراعة الأعضاء للتوسع في الفرص التدريبية، ومراكز تنسيق التبرع من أميركا، وهي جهات غير ربحية أيضاً، منها على سبيل المثال، نيفادا، ورشستر، وأوهايو، وفيلادلفيا، حيث تمت مناقشة أهمية تبني أفضل الممارسات لتحقيق نتائج ريادية لدولة الإمارات في مجال التبرع وزراعة الأعضاء، ويضمن تنمية الموارد والقدرات البشرية في هذا الاختصاص.

خدمات نوعية
وتأتي مشاركة شركة «صحة» للعام الثاني على التوالي، بالتعاون مع الشركاء، وبالتزامن مع احتفالات الدولة بعام التسامح واليوم الوطني الـ 48، حيث تقدم خدمات نوعية وتثقيفية للجمهور من 02 إلى 06 ديسمبر 2019، من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى الساعة التاسعة مساءً في حديقة أدنوك، بهدف تقديم برامج ثقافية توعوية صحية للمجتمع وللتوعية والوقاية من أمراض الفشل العضوي، وتغير نمط الحياة إلى حياة صحية وأيضاً دعم التبرع وزراعة الأعضاء، وذلك للتعرف على الطرق الصحية للوقاية من الفشل العضوي والحياة الصحية السليمة، وقصص النجاح، حيث تستضيف دائرة الصحة، سايمون كيث مؤسس ومدير جمعية سايمون كيث الخيرية، للتعاون في مجال مشاركة تجربته وتحفيز أفراد المجتمع على التبرع وإبراز الجانب الإيجابي للتبرع بالأعضاء، وتأثيره في عودة مريض الفشل العضوي إلى شخص منتج وفعال في مجتمعه، ولتقديم المشورة في مجال دعم الجمعيات الخيرية ومشاركة أفضل الممارسات العالمية في المجال.

تجربة ناجحة
يذكر أن سايمون كيث عمره 53 سنة، وهو أول رياضي في العالم يلعب رياضة احترافية بعد خضوعه لعملية زرع قلب، وهو في الحادية والعشرين من عمره فقط، عندما خضع في يوليو من عام 1986، لأول عملية زراعة قلب في المملكة المتحدة، كما تمت زراعة قلب وكلية جديد له في العام الحالي في الولايات المتحدة الأميركية، وسيكون متواجداً في خيمة التبرع بالأعضاء لعرض تجربته ومناقشة أوجه دعم برامج التبرع وزراعة الأعضاء وجعلها مستدامة.
ويقول سايمون كيث: «إن التبرع بالأعضاء أنقذ حياتي مرتين، وأسعى لتكريس كل نبضات قلبي لدعم جهود التبرع بالأعضاء على مستوى العالم، ويشرفني اليوم التواجد في دولة الإمارات والاحتفال باليوم الوطني الـ 48، من خلال استعراض مسيرة التطوير والإنجاز في جميع المجالات، بما فيها القطاع الصحي من خلال برنامج زراعة الأعضاء وإنقاذ مرضى الفشل العضوي».
ومن جانبه، ذكر ابن سايمون «شون 23 سنة»، وهو لاعب كرة قدم محترف، أن الرياضة ونمط الحياة الصحية أفضل طرق الوقاية من الفشل العضوي، وأنه ممتن للمتبرع الذي أنقذ والده وكان سبباً لولادته بعد عملية زراعة القلب الأولى لوالده.

الأمراض المعدية
ويتم تقديم باقة مجانية من الخدمات الصحية لأفراد المجتمع تشمل: إجراء فحص طبي تقييمي، والحصول على تطعيم الإنفلونزا، وفحص أسنان تقييمي، بالإضافة للتعرف على أوجه دعم برنامج التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة في الدولة، والمساهمة في دعم حساب المريض الخيري، حيث تتولى لجنة شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» الخيرية رعاية الحساب الخيري لصالح مرضى الفشل العضوي والتبرع لزراعة الأعضاء، كأحد أهم الحلول الطبية لمعالجة مرضى الفشل العضوي وإنهاء معاناتهم، وتعريف الجمهور بمخاطر اللجوء إلى برامج التبرع غير القانونية، ومتابعة المرضى من خلال مراكز العلاج بالخارج، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحد من هذه الظاهرة التي تهدد حياة مريض الفشل العضوي والمجتمع، خصوصاً في حالات نقل الأعضاء من مرضى يعانون الأمراض المعدية كالإيدز، ومرض الكبد الوبائي، كما أنها لا تراعي حقوق الإنسان وتقع تحت طائلة قانون الاتجار بالبشر المحرم دولياً.

تعزيز ثقافة التبرع
رحب الدكتور علي العبيدلي بدعم وتوجيه دائرة الصحة للمشاركة ودعوة ممثلي حكومة أبوظبي لدعم في هذه الفعالية، مما يسهم في تعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء وإنقاذ حياة الكثير من مرضى الفشل العضوي، ولبناء شراكة تكاملية بين الجهات الصحية الحكومية والخاصة والمؤسسات الخيرية والوطنية، بما يخدم التوجه الحكومي وتوجيهات القيادة الحكيمة في تحقيق أهداف الأجندة الوطنية للوصول إلى نظام صحي بمعايير عالمية وتحقيق حياة صحية وعمر مديد، وفقاً لأجندة السياسة العامة لإمارة أبوظبي، لضمان توافر خدمات صحية عالية الجودة، باعتبارها أولوية قصوى، كما وجه دعوة مفتوحة لكافة الشركاء في الدولة لحضور الاجتماع الخيري لدعم المبادرات المجتمعية الخاصة ببرنامج التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة والمزمع عقده اليوم الخميس، في حوالي الساعة الحادية عشرة صباحاً وحتى الساعة والواحدة ظهراً، في الجناح الطبي في قرية الماراثون.