طهران (ا ف ب) - يتولى الرئيس الإيراني الجديد المعتدل حسن روحاني مهماته غدا السبت، وسيسارع إلى تشكيل حكومته التي ستضم خصوصا مقربين من الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني الذي يبدو بمثابة عراب له وفق الصحافة. والسبت سيوافق مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي على انتخاب روحاني في احتفال رسمي يحضره المسؤولون الإيرانيون الكبار، وفي اليوم التالي سيؤدي روحاني اليمين أمام البرلمان. وللمرة الأولى دعي رؤساء دول أجنبية إلى الحدث ويتوقع أن يحضره 10 رؤساء دول في المنطقة. والشخصية الغربية الوحيدة التي ستحضر هي خافيير سولانا المسؤول السابق للدبلوماسية الأوروبية والذي كان قاد المفاوضات في شأن الملف النووي الإيراني باسم القوى الكبرى. ووفق القانون، فأمام روحاني أسبوعان لتقديم تشكيلة حكومته للبرلمان، الذي سيكون أمامه 10 أيام لمنحها الثقة. لكن مقربين من روحاني أوردوا أنه تم “إنجاز” التشكيلة الحكومية وستقدم فورا بعد أدائه اليمين في 4 اغسطس الجاري. وقد نشرت وسائل الإعلام الإيرانية أسماء الوزراء. وفي هذا الإطار سيتولى بيجان نمدار زنكنه حقيبة النفط مجدداً بعدما شغلها في عهد خاتمي. وكان أقام علاقات جيدة مع الشركاء الآخرين لإيران داخل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك). وفي وقت تتعرض فيه إيران لعقوبات قاسية على خلفية برنامجها النووي أدت إلى خفض عائداتها النفطية بما يتجاوز النصف، تنتظر الوزير الجديد مهمة صعبة تتجلى في تطوير صناعة النفط والغاز التي تحتاج إلى استثمارات هائلة، فضلا عن زيادة الصادرات النفطية التي تحتاج إليها البلاد بشكل كبير. وسيتولى سفير إيران السابق لدى الأمم المتحدة (2002-2007) محمد جواد ظريف حقيبة الخارجية. وكان أقام في نيويورك علاقات جيدة مع العديد من المسؤولين الأميركيين إضافة إلى أدائه دورا فاعلا في المفاوضات النووية بين العامين 2003 و2005. وأوردت الصحافة أن الملف النووي قد ينتقل من المجلس الأعلى للأمن القومي إلى وزارة الخارجية بحيث يصبح تحت إشراف روحاني بشكل مباشر. وسيكون محمد فروزنده وزير الدفاع الأسبق أمين المجلس الأعلى خلفا لسعيد جليلي الذي هزم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وعلى غرار ظريف، فإن العديد من الوزراء الجدد تلقوا دروسهم في الولايات المتحدة أو بريطانيا. وروحاني نفسه حاز دكتوراه في القانون الدستوري من جامعة جلاسكو في بريطانيا. وقال محلل رفض كشف هويته “إذا تأكدت اللائحة التي نشرتها الصحافة، فإن من سيدخلون الحكومة هم في معظمهم تكنوقراط مقربون من الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني”. والغائب الأكبر عن الحكومة هم الإصلاحيون على غرار محمد رضا عارف الذي كان انسحب من السباق الرئاسي لمصلحة روحاني. وبعيد انتخابه، دعا روحاني إلى “تفاهم بناء مع العالم” من دون أن يتنازل عن حق إيران النووي وخصوصا لجهة تخصيب اليورانيوم. كما دعا إلى تقليص “القيود” في السياسة الداخلية وخصوصا على الصعيدين الثقافي والاجتماعي.