عندما يخبز الخبز غير خبّازه لا بد أن يحرق ما خبز، أو يخرج خبزه نيئاً وطبخته غير ناضجة. والذي يتصدّى لغير اختصاصه يفضح نفسه، ويؤكد جهله ولا يضر الآخرين شيئاً. وقيمة المرء ما يتقن وما يحسن، فإذا دخل فيما لا يعنيه سمع ولقي ما لا يرضيه، وهذا ما فعلته جهة ما، لا تتعدى مهمتها إرسال ونشر الأخبار عبر رسائل نصية قصيرة، ولا شأن لها بإجراء الاستبيانات والاستطلاعات والاستقصاءات، لكنها رأت أن تخوض غمار مجال تجهله ولا تعرف شيئاً عن أسسه العلمية، فجاء استبيانها حول الصحف المحلية مثيراً للسخرية، وضرب مصداقية هذه الجهة، بل أثر سلباً على مجالها الذي تعمل فيه، ففقدت الثقة فيما تبث من رسائل وأخبار، وتعرضت لاتهام نراه صحيحاً بالعبث والجهل. وقد حاولنا عبثاً أن نتواصل مع الشخص المسؤول عن هذه الجهة، لنعرف الأسس التي أقامت وأجرت بموجبها استبيانها المضحك، لكن يقين هذه الجهة بأنها غير علمية وغير صادقة جعلها تتهرب من الرد علينا، وتقديم الأجوبة على الأسئلة التي طرحناها عليها وهذا خطأ آخر وقعت فيه هذه الجهة، حيث كان من الأجدر أن تجيب على الأسئلة وتوضح السبب الذي أدى بها إلى القيام بذلك الاستبيان والأسس التي بنت عليها النتائج. ولعلّ ذلك دليل على وقوع هذه الجهة في فخ الجهل، وفي ورطة لا تدري كيف تخرج منها، لقد وضعت هذه الجهة نفسها في مأزق، حين أسست نتائجها في ترتيب الصحف الإماراتية، وأكثرها وأقلها قراءة وتوزيعاً على استبيان عشوائي غير قائم على أي معايير علمية، وكانت النتيجة المؤكدة لهذه الورطة، أن هذه الجهة حكمت على نفسها باللا موضوعية، بينما لم تضف أو تنتقص من الصحف شيئاً ولم تفلح في إخفاء الحقائق التي يعلمها القراء الأعزاء وحدهم. ما كنّا نحب لهذه الجهة أن تنتهي هذه النهاية، وأن تضع نفسها في هذا الموقف أمام صحف عريقة في الدولة، وكان يجدر بها أن تتواصل مع الصحف فإما أن توضح آلية البحث الذي قامت به والذي على أساسه خرجت بتلك النتائج التي قامت بإعلانها، أو أن تتواصل مع الصحف وتعتذر عن أي خلل تم خلال إجراء هذا الاستبيان الغريب! المحرر