المها العربي هو نوع ضخم الحجم من الظباء عبر إلى الجزيرة العربية من أفريقيا، يزن بين 80 الى 100 كيلوغرام ويصل ارتفاعه عند كتفيه إلى 1,5 متر ويغطي جلد جسم المها شعر أبيض صاف· و كان المها العربي قد تعرض لمطاردات الصيادين في منتصف القرن الماضي · وأخذت حملات الصيد تطاردها حتى داخل ملاذاتها الآمنة سابقاً بين الكثبان العالية في جوف الربع الخالي· واصبح مهددا بالانقراض ، ومن هنا بدأت دولة الإمارات جهودهها لحماية المها العربي وإكثاره ، حيث أصدر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - توجيهاته في مطلع الستينات بأسر ما تبقّى منه في البرية بعد أن أصبح على وشك الانقراض· وذلك لحمايته والحفاظ عليه· وعقب تطوير جزيرة صير بني ياس وتحويلها إلى محمية طبيعية، بدأ تطوير برنامج توطين المها العربي من خلال عدد لم يتجاوز 3 إناث وذكرين، وأُنشئت من أجل الإكثار منه في الأسر برامج علمية خاصة توفّرت لها كل الامكانيات وأسفرت هذه الجهود عن نجاح منقطع النظير فازداد عددها في الدولة حتى بلغ الآن أكثر من ألف يعيش نحو 300 منها على أرض الجزيرة في شكل قطعان ويعيش الباقي ضمن مجموعات خاصة في جزر الدولة الأخرى أو في البرية· وقد تم اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة لتكون مقراً دائماً للأمانة العامة للهيئة التنسيقية لصون المها العربي، وذلك خلال الاجتماع التأسيسي للهيئة الذي عقد بسلطنة عمان في نهاية شهر يناير ·2000 وبالتالي أصبحت مشاركة بفاعلية في حماية المها العربي وهو ما أثمر مؤخراً عن إطلاق أول مجموعة من المها في البرية في محمية مساحتها 10 آلاف كيلومتر مربع في صحاري أبوظبي· وقد حضر عملية الإطلاق الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة· ونظراً للتزايد المستمر في أعداد المها العربية نتيجة لتوالدها في الأسر فإن هناك برامج على المدى البعيد تهدف إلى اطلاق أعداد منها على دفعات في البرية في ظل قوانين صارمة تمنع صيدها · عثمان الزعابي