في 21 مارس 2015، أعلن الفيفا فوز الإمارات بتنظيم كأس العالم للأندية بعد منافسة بعيدة من جانب الهند التي تمارس الكريكيت أفضل من كرة القدم، واليابان التي نظمت البطولة مرات، والبرازيل التي مرت بظروف صعبة سياسية ورياضية منذ عام 2013، وهي البطولة الثالثة التي تستضيفها الإمارات.. ويشارك بها الجزيرة ممثلاً للدولة المنظمة، والوداد المغربي ممثلاً لأفريقيا.. فهل يكون حلماً أن يتقدم فريق عربي إلى مراحل متقدمة بين فكي الرحى بطل أوروبا وبطل أميركا الجنوبية؟! في البطولات العالمية الكبرى ظل الصراع تقريباً على الألقاب بين مدرستي كرة القدم في أوروبا وأميركا اللاتينية.. فكأس الإنتركونتننتال التي تعد أصل كأس العالم للأندية بدأت عام 1960 بين بطلي القارتين، وعلى مدار تاريخها فازت أوروبا باللقب 22 مرة مقابل 21 مرة لأميركا اللاتينية، إلا أن الصراع على لقب كأس العالم للأندية بات أوروبياً في السنوات الأخيرة وتحديداً منذ فاز إنتر ميلان الإيطالي بها عام 2007.. فنتيجة الصراع الآن هي 9/‏4 لصالح أوروبا! كانت مهارات لاعبي أميركا الجنوبية وراء تفوق أنديتهم في البطولات الأولى لكأس الإنتركونتيننتال التي انطلقت عام 1960، فكان كل صراع فردي في الملعب بين لاعب أوروبي وبين لاعب لاتيني ينتهي لمصلحة الأخير.. واستمر السباق بين القارتين وبدا في أحيان أن استنفاد المواهب اللاتينية خطة جهنمية أوروبية لتفريغ القارة البعيدة من مهاراتها، إلا أن الأوروبيين طوروا كرتهم اقتصادياً وبدنياً وفنياً، واستناداً على أساليب علمية وتكنولوجية، من وسائل التدريب إلى الاستشفاء والتغذية، بينما غرقت أندية أميركا الجنوبية في الفوضى بكل أسبابها، وأذكر أن سيزار لويس مينوتي مدرب الأرجنتين الفائز بكأس العالم عام 1978 وصف منتخب بلاده هذا العام، وهو يصارع للحاق بقطار مونديال روسيا بأنه فريق يعاني من فوضى فنية مذهلة! العاصمة الإماراتية أبوظبي سوف تستمتع على مدى أيام البطولة بهذا الصراع الأوروبي اللاتيني، وبنجوم العالم في اللعبة.. لكن المهم هو الفريقان العربيان.. وأعتقد أن الجزيرة إذا لعب كرة أرضية يمكنه الفوز على أوكلاند سيتي، والوداد بمقدوره مقاومة بطل أميركا الجنوبية جريميو بأداء تكتيكي ذكي سبق وقدمه أمام الأهلي في نهائي أبطال أفريقيا.. يبقى أن أذكر شيئاً من التاريخ، وهو أن أول بطولة عالم للأندية كانت أوروبية خالصة، وأقيمت عامي 1909 و1911 وشاركت بها أندية إنجليزية وألمانية وإيطالية وسويسرية وكانت على كأس السير توماس ليبتون.. ولعل ذلك لا يكون إعلاناً؟!