أحمد النجار (دبي)

بالحديث عن دفة القوة الناعمة في مفاعيل السياحة والترفيه وتأثيراتها عالمياً، فإن سمعة الترفيه في الإمارات «عالمية» وبامتياز، فقد حصدت الكثير من الأرقام الصعبة، واحتلت المراكز الأولى في التصنيف العالمي وعناصر الجذب التي أدت إلى صورة مشرقة عن الإمارات كدولة تصنع السعادة وكنموذج يحتذى به لكل الدول الشعوب، حيث تزخر بمشاريع ترفيهية بنكهات عائلية تنتج الدهشة وتستدعي الإشادة والإعجاب، وتحتفي بروائع الفنون وتتقن حياكة الجمال بكل تقنيات الإبهار والفكر المستوحى من روح أصالتها وبيئتها وتراثها العريق، لترسخ مكانة الإمارات وتصنع حالة من التلاقي الثقافي والحضاري، وتفخر الإمارات بأيقونات ترفيهية وسياحية تشكل علامات محلية رائدة عالمياً.
وفي استطلاع لـ«الاتحاد» في مطاري أبوظبي ودبي، لسياح متعددي الثقافات والجنسيات يحطون رحالهم لأوَّل مرة في أرض الإمارات، لرصد الانطباع المسبق في ذهنهم عن الدولة، انطلاقاً من توقعات مؤسسة «بزنس مونيتور إنترناشونال» للأبحاث عن أن دبي ستستقبل العام الجاري، نحو 21.1 مليون سائح.. قالت برجيتا فريدريك طالبة سويدية إنها سمعت أن الإمارات بلد ناهض سياحياً وزاخر بالتجارب الثقافية والفنية.. أما يوري ديلمان، عازف أوكراني، فسمع أن الإمارات بلد حاضنة للفنون والموسيقى ويفكر بالاستقرار فيها. وأما كوستنزا جناريكا سيدة أعمال تشيلية، فتعلم أنها بلد السعادة والتسامح الإنساني وتسعى إلى عقد شراكات تجارية.. وإيدي زائير، كاميروني رفقة عائلته، متحمس لزيارة وجهات سياحية مثل: برج خليفة، وبرج العرب، ونخلة جميرا، ودبي باركس آند ريزورتس.. وكذلك ديفيد آرثر مصور فرنسي سمع عن متحف اللوفر أبوظبي ويود توثيق رحلته إليه.. وكاتو ياو، طالب من جنوب أفريقيا يحضر رسالة الماجستير عن نموذج الإمارات كدولة حديثة من الصحراء إلى الفضاء. ولوكا ماريو بلغاري قرأ عن منتجعات دبي، مثل أتلانتس وبرج العرب ويخطط لقضاء عطلة ممتعة.. ولوريس زيغالي برازيلي عرف أن الإمارات استضافت نجوم الكرة العالمية، مثل مواطنه ربورتو كارلوس، وميسي، وكريسيانو رونالدو، وتيري هينري، والأسطورة مارادونا، ويرغب في اكتشاف هذا البلد سياحياً وثقافياً.. وأما أدريان سيموني فهو دنماركي مهتم بالتراث ويعتزم قضاء عطلته في اكتشاف مواقع تراثية، وزيارة المتاحف والأسواق القديمة.. وأيون داك كينغ، من كوريا الجنوبية قال إن الإمارات تشبه بلاده، وهي بلد للأرقام القياسية في السعادة والأمان والترفيه والحكومة الإلكترونية والمهرجانات الدولية.

عيون هوليوود وبوليود
وماذا قال نجوم العالم عن الإمارات، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»؟، ويل سميث،: أشعر بدهشة تجدد في كل مرة لما تحققه الإمارات بين فترة وأخرى من تطور معماري، وقد شدتني تصاميمها الهندسية ومعالمها السياحية المتفردة، ولا أفوت فرصة تجربة القفز المظلي في منطقة سكاي دايف.. كما أكد أكشاي كومار أن الإمارات أصبحت اليوم سوقاً تجارياً مهماً للسينما الهندية في منطقة الشرق الأوسط بصفتها أهم منصة ترويجية لنقل المنتج السينمائي الهندي إلى الجمهور العربي، مشيراً إلى ما تتمتع به من دور سينما راقية بمواصفات عالمية.. في حين قال شاروخان، إن الإمارات مقر عمله ومقصده الدائم للراحة والاسترخاء. واعتبر أن مدن الإمارات لا تشبه أي مدينة أخرى، فكل ما يتمناه المرء يجده فيها. أما الممثل الأميركي صامويل جاكسون، فقال إن دبي عاصمة للسينما العربية، معتبراً أنها مدينة ذكية بكونها تمد جسوراً ثقافية وفنية بين الشعوب، وكذلك قالت جنيفر لوبيز، إن الإمارات لا تزال تواصل سيناريو إبهار العالم، فهي بلد السعادة والتسامح والفرح الذي يحتضن شعوب العالم كافة.

مواقع في تراث «اليونسكو»
وأكد عبدالعزيز المسلم، مدير معهد الشارقة للتراث، بأن مواقع التراث في الإمارات، تشكل قيمة ثقافية في مجال القوة الناعمة للدولة، ولها دور كبير في إبراز الوجه الحضاري المشرق وأصالة شعب وقيم مجتمع وسيرة دولة حديثة وضعت نفسها في مصاف الدولة المتقدمة، ولديها شواهد مكانية وتاريخية حجزت مكانها في قائمة التراث العالمي، مثل جزيرة بوطينة بأبوظبي، أحد المواقع المسجلة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي منذ عام 2007، وهي أول محمية في دولة الإمارات تنضم إلى الشبكة العالمية المؤلفة آنذاك من 529 محمية في 105 دول، وتزخر إمارة أبوظبي أيضاً بجزيرة صير بني ياس، وهي محمية طبيعية فازت بجائزة أفضل وجهة للسياحة المستدامة في العالم خلال حفل توزيع جوائز السفر العالمية 2014.
وقال المسلم: «في الشارقة جزيرة صير بونعير في القائمة التمهيدية للتراث العالمي، وتحتل منطقة قلب الشارقة التراثية مكانة عالمية، حيث تحتضن مهرجان أيام الشارقة التراثية، وقد تم إدراجها ضمن القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي التي تشرف عليها «اليونسكو»، في إنجاز جديد يعكس ثراء التراث الأثري والتاريخي، وتسعى الإمارات إلى تسجيلها ضمن القائمة، ويعتبر قلب الشارقة وجهة تراثية لا يمكن أن يفوتها الزائر للإمارات، فضلاً عن كونها ملتقى تواصل الشعوب والحضارات الإنسانية».

فضاء الثقافة
وفي رؤية تحليلية لمؤثرات القوة الناعمة للدولة عبر فضاء الثقافة والترفيه والسياحة والمبادرات الإنسانية، قال محمد الصوافي الكاتب والباحث الإماراتي، إن سياسة دولة الإمارات الخارجية مهتمة بتطوير أدوات قوتها الناعمة، باعتبارها أحد المؤثرات الجديدة في العالم، فقد تمكنت عبر المساعدات الإنسانية أن تصنع تحولاً كبيراً في مجال بناء الصورة النمطية للدولة لدى الرأي العام العالمي وتحديداً الغربي.

وأضاف: تولي الإمارات أهمية بمفهوم هذه القوة الجديدة التي رسمها الأميركي «جوزيف ناي»، فهي تتناغم مع برنامج التمكين الذي أعلن في العام 2006 كون الإمارات شهدت حراكاً مثمراً لخدمة الإنسان الإماراتي ومن أجل متابعة أهدافها ومصالحها الدولية.
واستطاعت الإمارات توظيف مجموعة متنوعة من أدوات وصور القوة الناعمة، أهمها - الأدوات الدبلوماسية، والسلوكيات الداعمة للشرعية الدولية، و«جاذبية النموذج»، الذي تطرحه على الصعيد الاقتصادي والتنمية المتنوعة في المجالات المختلفة، وعلى الصعيد الثقافي نموذج التعددية الثقافية والتسامح الديني والعرقي، حيث تستضيف أكثر من 200 جنسية من مختلف دول العالم، وبالتالي صنعت الإمارات لنفسها صورة دولية كدولة مستقرة ومثال في التعايش السلمي بين الحضارات والثقافات المختلفة.

أدوات ثقافية
واعتبر الصوافي أن أبرز الإنجازات التي حققتها القوة الناعمة الإماراتية، هي وجود جواز السفر الإماراتي ضمن أقوى جوازات العالم، وكذلك حصول الدولة على العديد من المراكز المتقدمة في التصنيفات الدولية في المجالات التنموية، أضف إلى ذلك أن الإنسان الإماراتي يلقى استحساناً كبيراً في المطارات الدولية بمجرد أن يعرف بنفسه أنه من الإمارات، وهذا يقود بحسب الصوافي إلى أن الأدوات الثقافية والفنية ترمي إلى شغل دور المحور العالمي، الذي يصل بين مختلف الدول والثقافات والمؤسسات في أنحاء الكرة الأرضية المختلفة، وتتطلع إلى جعل عاصمتها، أبوظبي، قطباً ثقافياً في الشرق الأوسط، يزاوج بين الأصالة والحداثة، تقصدها الذائقة الثقافية والفنية، وليس فقط مكاناً لتلاقي الثقافات.

وجهة إقليمية
وتحدث أحمد الريس -الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية- «دي إكس بي إنترتينمنتس» الشركة المالكة لـ«دبي باركس آند ريزورتس»، وقال إن دبي باركس آند ريزورتس وغيرها من المنتزهات والمنتجعات الترفيهية تلعب دوراً محورياً في جذب الوفود السياحية إلى دبي. ومما لاشك فيه أن ذلك قد عزز من مكانة الدولة كوجهة حيوية ترحّب بكافة الزوار على اختلاف جنسياتهم وخلفياتهم الثقافية، كما أنها تتيح لهم تجربة كل ما تقدمه إمارة دبي من مغامرات وتاريخ وثقافة والتسوق والترفيه بكل حرية.

قصص نجاح
ولا يمكن الحديث عن مفاعيل القوة الناعمة من دون إغفال دور «براند دبي» الإبداعي، وانطلاقاً من رؤية دبي الرامية إلى تحويل دبي إلى متحف مفتوح يروي للعالم ملامح من قصة نجاح باتت محط أنظار العالم واهتمامه ويحتفي بجوانب مهمة من موروثنا الثقافي والاجتماعي. وقالت نهال بدري مدير براند دبي، الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، إن «براند دبي»، يهدف إلى إبراز قصص الإبداع التي صاحبت مسيرة التنمية التي شهدتها دبي والإمارات بصفة عامة، ونؤمن بأن الفن إحدى أهم وسائل التعبير في إقامة حوار فكري جامع، ولاسيما أن مجتمع دبي يضم ثقافات عديدة تتناغم لتقدم نموذجاً فريداً للمدينة العالمية، كما نفخر بتنفيذ مشاريع عدة في مختلف أرجاء الإمارة بالتعاون مع مجموعة كبيرة من أهم وأشهر الفنانين الإماراتيين والعالميين، منها جدارية المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم طيب الله ثراه، على سد حتّا، والتي تعد واحدة من أكثر الجداريات تميزاً على مستوى العالم بسبب السطح المائل الذي رُسِمت عليه، وهناك أيضاً مشروعا «متحف دبي الفني»، و«دبي تتحدث إليك»، وهي جميعاً مشاريع تسهم في إضافة لمسات جمالية ذات دلالات اجتماعية وثقافية وحضارية مهمة.
وبدوره قال بدر أنوهي، الرئيس التنفيذي للقرية العالمية، إن القرية العالمية، إحدى العلامات المحلية في قطاع الترفيه التي حققت حضوراً وتأثيراً عالمياً، نقلت القيم المجتمعية والتراث والثقافة المحلية ورسمت صورة مشرقة عن الشعب الإماراتي، مشيراً إلى أن القرية تأسست على فكرة ومفهوم السعادة، وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، من أوائل من دعموا بفكرهم وقيادتهم الرشيدة تنمية السعادة في الدولة لدى الجميع من مواطنين ومقيمين على حدّ سواء.
وأضاف: تعتبر صناعة الترفيه أحد أوجه السعادة المختلفة لما تُساهم به من نشر للبهجة والفرح بين المقيمين، وقد حرصت قيادتنا الرشيدة على مدى الأعوام على تطويرها والنهوض بها إلى مستويات جديدة تنافس من خلالها كبريات الدول والمدن الترفيهية في العالم.

علامات سياحية
وقال الدكتور أحمد خليفة الشامسي، رئيس مجلس إدارة هيئة الفجيرة للسياحة والآثار، إن الإمارات قوة ناعمة تتوثب نحو القيادة، وكل إمارة تسطع بجوهرها لتبهر العالم، وتشكل امتداداً للأخرى، أبوظبي العاصمة روح الإمارات بكل تنوعها، لديها نفوذ ثقافي وعلامات سياحية بالغة التأثير والحضور، مثل جزيرة السعديات بما تحويه من متاحف أبرزها اللوفر أبوظبي، وقصر الإمارات وجامع الشيخ زايد الكبير، ودبي عاصمة الابتكار والفنون الجميلة، والشارقة عاصمة الثقافة والسياحة العربية، وعجمان إمارة المحميات والقلاع والحصون ومن أبرزها حصن عجمان الأثري ويعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر، وتمتلك إمارة أم القيوين أذرعاً ترفيهية عالمية هي المنتجع المائي «دريم لاند أكوا بارك»، وفلج المعلا، ومضمار سباق الهجن، وموقع الدور الأثري التاريخي الشهير.. إلى جانب شريط من الجزر التي تشكل جذباً لسياح العالم، مثل القرم والأكعاب والسينية والغلة والحرملة وغيرها، ورأس الخيمة إمارة المنتجعات العالمية وبيئة مثالية لرحلات السفاري وركوب الخيل والصيد بالصقور.
وأضاف الشامسي: تمتلك الفجيرة، أقدم مبان تاريخية ضاربة في عمق التاريخ مثل قلعة أوحلة ويعود تاريخها إلى 3 آلاف عام، وتعد أقدم مبنى تاريخي ماثل في دولة الإمارات ويوجد به أقدم مسجد تقام به الصلوات الخمس منذ 565 عام حتى الآن، ويوجد 50 مبنى تاريخي ما بين قلاع وحصون و«بري»، إضافة إلى المهرجان الدولي للمنودراما وشلالات الوريعة وسوق الجمعة وقصر الحيل وقلعة الفجيرة والبسنة ومسافي وقلعة دبا الشهيرة.

سالم الكتبي: توظيف قيم المجتمع
أوضح الدكتور سالم الكتبي، الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي، أن الإمارات استطاعت توظيف قيم مجتمعية مهمة كالسعادة والتسامح في خدمة القوة الناعمة للدولة ورسم صورة مشرقة عن الإمارات عالمياً، حتى أصبحت الدولة مرادفاً للعمل الإنساني العالمي، وعاصمة عالمية لهذا النشاط النبيل.
وقال: ندرك جميعاً أن الإمارات نموذج في التعايش والتقاء الحضارات باحتضانها أكثر من 200 جنسية على أرضها، ومن ثم فإن مأسسة قواعد هذا النموذج عبر وزارة التسامح التي تمثل نموذجاً عالمياً غير مسبوق، وتوظيف ذلك في مجال السياسة الخارجية للدولة يمثل تطوراً نوعياً مهماً على صعيد العمل السياسي في الدولة، حيث تأسس مجلس القوة الناعمة لدولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2017، بهدف تعزيز سمعة الدولة إقليمياً وعالمياً وترسيخ احترامها ومحبتها بين الشعوب، وكان الهدف نقل قصة الإمارات إلى العالم بطريقة جديدة ومبتكرة، بما يضم من كفاءات وطنية وخبرات متخصصة.
وعن أبرز الإنجازات والنتائج الملموسة التي حققها «البرنامج الوطني للسعادة» إلى جانب تجربة التسامح كوزارة حديثة، قال إن الإمارات تعتمد في تجربتها التنموية على كونها قدوة ونموذجاً، فالدولة منذ تأسيسها تمثل نموذجاً في توظيف الموارد الطبيعية لخدمة التنمية وانعكس ذلك كما نعلم جميعاً في استطلاعات الرأي للشباب العربي، الذي يمنح الإمارات سنوياً تصويتاً بالثقة يفوق جميع الدول المتقدمة لجهة رغبته في الحياة بالإمارات.

عبدالعزيز النعيمي: الأولى عالمياً في منح المساعدات
أوضح الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن علي بن راشد النعيمي، الرئيس التنفيذي لجمعية الإحسان الخيرية أن الإمارات برعت باستخدام مفهوم «القوة الناعمة» لبناء أواصر الصداقة والمودّة ومد جسور التآخي مع جميع دول العالم. وأشار إلى أن حرص الإمارات على تأسيس «مجلس القوة الناعمة» يهدف إلى تجسيد الأفكار والمبادئ والأخلاق من خلال الدعم في شتى مجالات حقوق الإنسان، وباعتبار «القوة الناعمة» سلاحاً مؤثراً لتحقيق الأهداف العلمية والاقتصادية والإنسانية، لترسيخ احترامها ومحبتها بين شعوب العالم، فالمساعدات الإنسانية التي تقدمها الإمارات تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الدول، والحرص على بناء مشاريع تنموية مستدامة، وهذه المنهجية إرث متأصل، لتعزيز مكانة الدولة على الساحة الدولية منذ نشأتها، موضحاً أن أهم إنجازات «القوة الناعمة» في دولة الإمارات حصولها على المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم.

عوض بن مجرن: «من دبي إلى العالم»
مهرجان رحالة الإمارات الذي انطلق في العام 2012، حقق «بصمات ثقافية ناعمة» ينسج علاقات ثقافية وتبادلاً حضارياً وإنسانياً مع دول العالم، بحسب عوض محمد بن الشيخ مجرن، رئيس المهرجان، الذي أكد أن المهرجان الذي يرفع شعار «من دبي إلى العالم» حقق منذ انطلاقته، جذباً وإشعاعاً حضارياً وثقافياً، وقدم صورة مشرقة عن قيم الإمارات وأصالتها، في استقبال ضيوفها وتكريم إنجازاتهم والاحتفاء بنجاحاتهم، فعلى سبيل المثال، فقد كرم المهرجان أقدم رحال نيوزيلندي قام برحلة حول العالم بسيارة فلوكس واجن، في فترة الستينيات، وتم تكريمه في دبي كأول تكريم خارج بلده بعد مضي أكثر من 55 عاماً على رحلته. وهناك نماذج كثيرة تم تكريمهم وعادوا لبلدانهم يروون قصتهم لشعوبهم عن الإمارات شعباً وقيماً وتراثاً ثقافياً وإنسانياً، وتم نقل تجربة المهرجان واستنساخها في ميلانو بالتعاون مع قنصلية الإمارات، وتم تنفيذه في أبريل الماضي خلال حفل إطلاق حضره فريق رحالة الإمارات بالزي الشعبي الإماراتي، ورسخ المهرجان اسمه كعلامة ثقافية عالمية، عبر بصمات جذب سياحية مختلفة.

مخرجون إماراتيون إلى العالمية
شاركت أفلام مخرجين إماراتيين في مهرجانات عالمية وحققت جوائز مرموقة، منهم عامر سالمين المري، الذي شارك بفيلم «عاشق عموري» في 14 مهرجاناً، والمخرجة علوية ثاني الفائزة بالجائزة الذهبية عن فئة الأفلام الروائية القصيرة ضمن جوائز الأفلام المستقلة العالمية، ونائلة الخاجة التي فازت بجائزة المجلس الثقافي البريطاني، وخالد المحمود الفائز بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان نيويورك للأفلام الأوروبية والآسيوية، والمخرجة نجوم الغانم التي فازت بالجائزة الكبرى بمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية الطويلة والقصيرة.

روعة مشهد الغروب مرتين!
يشكل برج خليفة واحداً من أقطاب التأثير في الثقافات العالمية، حيث يرتبط بجاذبية الإمارات سياحياً، ويعد البرج أكبر مدينة عمودية في العالم ويستوعب 10 آلاف شخص، وقد اكتسب شهرة وسمعة عالمية من خلال تصوير أفلام هوليوود داخل البرج، ولعل آخرها فيلم «المهمة المستحيلة» بطولة الممثل الأميركي توم كروز. ويضم أطول مكتبة في العالم في الطابق 123، ويشاهد قاطنوه مشهد الغروب مرتين في اليوم نفسه، مرة من الطابق الأرضي والأخرى من القمة.

اقرأ أيضاً.. القوة الناعمة للإمارات.. وثبة نحو المستقبل