محمد سيد أحمد (أبوظبي)

يبدأ أحمد العكبري، لاعب الوحدة، مرحلة جديدة من العلاج، الشهر المقبل، في الولايات المتحدة، على أمل أن يتمكن من السير، وممارسة حياته بشكل طبيعي، بعد 13 شهراً من المعاناة، عبر فيها مرحلة الخطر، في أول 9 أيام، عقب حادث السير، الذي تعرض له في أكتوبر 2018، ثم أجرى جراحة في السلسلة الفقرية بألمانيا، التي أمضى بها وفرنسا فترة طويلة، قبل أن يعود قبل نحو 4 أشهر إلى أبوظبي، حيث يستخدم كرسياً متحركاً في تنقله.
ورغم أن المحنة التي مر بها العكبري، تعتبر صعبة جداً على لاعب في مثل عمره «22 سنة»، إلا أنه تعامل معها بشجاعة كبيرة وبإيمان حقيقي، كانا سلاحه خلال الأشهر الماضية، وظهر ذلك واضحاً في حرصه على مساندة ناديه، خاصة في المباريات المهمة.
ويحكي العكبري، عن رحلته المقبلة، قائلاً: أبحث عن علاج للأعصاب، بعد أن تم تثبيت الفقرتين اللتين تعرضتا للكسر في السلسلة الفقرية، أملي كبير في أن أجد العلاج المناسب، وأن أتحسن وأستطيع ممارسة الحياة بشكل طبيعي، أكيد أن ما تعرضت له لن يسمح لي بممارسة الكرة مجدداً، لكن أن أتمكن من السير، فهذا سيكون أمراً جيداً، وهنا أشكر سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان رئيس نادي الوحدة، الذي يتابع حالتي شخصياً، ويتكفل بعلاجي منذ الحادث وحتي الآن بشكل شخصي، فلولا توفيق الله، ودعم سموه، ومساندة أسرتي لي، لما وصلت إلى هذه المرحلة.
وأضاف: النادي بدأ الترتيبات لرحلة أميركا، وأتمنى أن أعود منها معافى، وأحقق طموحي القادم، وهو الدراسة الجامعية التي كنت أرتب لها.
ويستذكر العكبري اللحظات الصعبة، ويقول: المرحلة الأصعب على الإطلاق، عندما كنت أعيش مخدراً بشكل كامل، ولم أكن متقبلاً للواقع الجديد الذي وجدت نفسي فيه، لكن بعد ذلك وبفضل إيماني بالله، والدعم الذي وجدته، تجاوزت هذه المرحلة، وأصبحت أكثر تفاؤلاً بالغد، وأنا الآن في نعمة كبيرة، قياساً بما كنت عليه بعد الحادث.
ويتابع: العزيمة والإصرار لعبا دوراً كبيراً في أن تكون حالتي النفسية جيدة، وأرتب أموري حسب وضعي الحالي، وأزور النادي أحياناً، خاصة في المباريات المهمة، وأتواجد بين زملائي الذين وقفوا معي ودعموني كثيراً، وأشجعهم على تحقيق الانتصارات.
ووجّه العكبري، رسالة للاعبين الشباب بشكل خاص، بأن لا يهملون الدراسة، لأن اللاعب معرض للتوقف عن ممارسة الكرة، في أي وقت ولأي سبب، لذلك لا بد أن يتسلح بالدراسة التي تعينه على تحمل أعباء الحياة في المستقبل، وقال: الكرة عشق وحب للكثيرين، وهي ليست عائقاً لمواصلة الدراسة، بل بالعكس، الرياضة عامل مساعد مهم، ليكون تحصيلك الأكاديمي مميزاً، لذلك أنصح جميع اللاعبين الشباب، أن لا يتوقفوا عن التحصيل الأكاديمي، خلال ممارستهم اللعبة، ليكون لديهم البديل، عندما يتوقفون عن ممارسة الكرة.
وعبّر العكبري، عن امتنانه الكبير للتعامل المميز الذي وجده من ناديه، قائلاً: النادي لم يوقف عقدي أو راتبي الشهري طيلة هذه الفترة، وهذا أمر ليس بغريب على نادي بحجم نادي الوحدة، فهو نادي يقوم على مبادئ وقيم نبيلة.