أبوظبي (وام)

بعد فوزه أمس، بلقب كأس الخليج العربي، للمرة الأولى في تاريخه، لن ينسى المنتخب البحريني الشقيق، أن مباراة الكويت في ختام دوري المجموعات، هي نقطة التحول الرئيسية في مسيرته بالبطولة، حيث كان معرضاً قبلها للخروج المبكر، إذ كان يملك نقطة واحدة في رصيده، ولكنه نجح في إقصاء الكويت من البطولة، بإضافة 3 نقاط، وضعته في المركز الثاني، وأهلته لنصف النهائي.
ولن ينسى محمد سعد الرميحي، صاحب هدف الفوز في المباراة النهائية، على المنتخب السعودي، أن الفوز على الكويت كان المحطة الرئيسية في مشوار التتويج باللقب، الذي طال انتظاره منذ عام 1970، وستظل جماهير البحرين تتذكر أهداف علي مدن وجاسم الشيخ وتياجو في تلك المباراة، التي غيّرت معادلات المجموعة الثانية، ودفعت بالأحمر البحريني لنصف النهائي قبل خطوة واحدة من اللقب.
وفي نصف النهائي، كان النجم الحقيقي في اللقاء مع منتخب العراق القوي، هو المدرب البرتغالي هيليو سوزا، المدير الفني للبحرين، في ضوء نجاحه في الحد من خطورة مفاتيح لعب المنتخب العراقي، بالصمود والتركيز والانتشار الجيد، وكان السيناريو الذي وضعه للقاء، هو مفتاح الوصول إلى ركلات الترجيح، التي كافأت الأحمر البحريني، وأوصلته للمباراة النهائية، ويحسب للمدرب، أنه لم يلعب مدافعاً على ضوء فارق الإمكانيات بين الطرفين، ولكنه كان نداً حقيقياً ومبادراً بالهجوم في الكثير من الأحيان، ولم يستسلم في أي لحظة من اللحظات، حتى بعد استقبال الهدف العراقي الثاني، حيث تقدم للهجوم بجرأة، ونجح في إدراك التعادل.
الفوز البحريني بالكأس الخليجية، قدم الكثير من الدروس لكل منتخبات الخليج، وأول تلك الدروس أن الترشيحات يجب أن تتنحى جانباً، عندما ينزل اللاعبون أرض الملعب، وأن التوقعات والقراءات في كرة القدم لا تساوي شيئاً، لأنها وضعت المنتخب البحريني في المركز السابع قبل أن تبدأ البطولة، وتحديداً في المركز قبل الأخير قبل المنتخب اليمني مباشرةً، وأكد الفوز البحريني باللقب أن الكرة لا تعترف بقواعد المنطق، وأولها أن المقدمات تؤدي إلى النتائج، لأن المنتخب البحريني جاء من بعيد، وكان من أوائل المرشحين لمغادرة البطولة من دور المجموعات، على ضوء نتائجه مع السعودية وعمان في المواجهتين الأولى والثانية، حيث كانت كل الترشيحات تضعه في المركز الأخير في تلك المجموعة بعد السعودية وعمان والكويت، ولكن بالأمل والعزيمة والواقعية نجح الفريق في العودة من بعيد، واحتلال المركز الثاني بمجموعته القوية.
ويبقى درس الصبر والتحمل الأهم في الفوز البحريني، وقد تجسد ذلك في المباراة النهائية، أمام المنتخب السعودي، المرشح بقوة للفوز باللقب، حيث التقى الطرفان في دور المجموعات، وتفوق الأخضر بهدفين، وبرغم الفوارق الفنية التي تصب في صالح المنتخب السعودي، إلا أن الانضباط والصبر والتحمل وتوزيع الجهد على الـ 90 دقيقة، قاده إلى منصات التتويج، وكانت ليلة أمس لا تنسى لأهل البحرين، لأنها منحتهم المكافأة التي انتظروها، منذ ما يقرب من 50 عاماً.