ينظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في السابعة والنصف مساء اليوم محاضرة بعنوان: “تركيا: تحولات المجتمع ومتغيرات السياسة”، يلقيها الدكتور الصادق الفقيه، الأمين العام لـ”منتدى الفكر العربي” عمان – المملكة الأردنية الهاشمية، وذلك في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مقر المركز في أبوظبي. وتأتي هذه المحاضرة في إطار احتفالات مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بالذكرى العشرين لتأسيسه، وحرصاً من المركز في ظل أنشطته الثقافية المختلفة، على استضافة خبراء ومتخصصين وأكاديميين لمناقشة مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاستراتيجية سواء المتعلقة بدولة الإمارات العربية المتحدة أو بمنطقتي الخليج العربي والشرق الأوسط أو بالقضايا العالمية وانعكاساتها على الدولة، وإسهاماً منه في خلق تصور واضح حول قضايا المستقبل، والتحديات التي يمكن أن تواجه العالم بشكل عام، والعالم العربي بشكل خاص، واقتراح الحلول المناسبة. وبرغم أن متغيرات السياسة يمكن أخذها مؤشراً بالغ الدلالة إلى ما يعتري الحالة التركية من تبدلات مواقف النخب والهوية الثقافية للشعب، فإنه لا بد من الأخذ في الاعتبار أن الحوارات الحالية في تركيا لم تكن أبداً خارج سياق التطورات الاجتماعية، كما أنها لم تنفصل عن اتجاهات الرأي العام. لهذا، لم تكن مفاجئةً تماماً، لأنها تستند في رؤيتها إلى عدد من الحيثيات المهمة، وتستنجد في قراءتها للواقع الماثل بجملة من القرارات السياسية الصادرة تباعاً حول قضايا مفصلية تتعلق مقاصدها بإعادة الاكتشاف للانتماء والهوية الحضارية، التي ظلت مثار جدل لا يهدأ في أوساط الشعب وبين النخب التركية. وأخيراً سيعمد المحاضر إلى رصد وتحليل بروز الإسلام في السياسة التركية من جديد، عبر وصول “حزب العدالة والتنمية” إلى الحكم، الذي جاء نتيجة لتحولات المجتمع التركي في دولة ذات أغلبية مسلمة، وكنتيجة حتمية للمزيد من الديمقراطية التي وسّعت الخيارات السياسية للقوى الاجتماعية، وسيبين المحاضر كيف أن النخب العربية والتركية تختلف قراءاتها لهذا الموضوع بمقدار البعد والاقتراب العاطفي منه؛ ففي حين يرده الأتراك إلى تفاعلات داخلية طبيعية منحصرة في حدود التجربة المحلية، فإن كثيراً من العرب ينظرون عبر انشغالاتهم إلى موضع تركيا وتكيّفاتها الأيديولوجية والإقليمية قبل المحلية، ما يجعل تجليات الرهانات متفاوتة، وليست محكومة بميزان معرفي واحد، وتبدو وكأنها متعارضة بحسب رؤية كل طرف وتصوراته، ومن ثمّ فإن استخلاصاتها ليست متكافئة منهجياً؛ الأمر الذي يُصَعِّب المقارنة والمقاربة بينها، خاصة عند استصحاب هواجس التاريخ وعبء تفسيراته الحاضرة. وتجدر الإشارة إلى أن المحاضر الدكتور الصادق الفقيه متخصص في الإعلام السياسي والعلاقات الدولية والدبلوماسية، درس الفلسفة والتاريخ والأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع والإعلام والعلوم السياسية واقتصاد التنمية بجامعات السودان ومصر وأوروبا وأمريكا، ويحمل درجة دكتوراه الفلسفة في الإعلام السياسي والدبلوماسية والماجستير في فلسفة الإعلام . (أبوظبي - الاتحاد)