ما شهدته مصر يوم أمس من عمليات إرهابية جبانة، يدق ناقوس الخطر من جديد، ويلفت الانتباه إلى مآلات الفكر المتطرف الذي يهدم المجتمعات، ويضرب استقرار الشعوب، ما يستوجب تحركاً فاعلاً، وخطوات عملية لمواجهته تتجاوز التصريحات. هذه العمليات التي سبقت الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، تؤكد عدوانية وسوداوية التطرف، ودموية الإرهاب الذي ترتكبه التنظيمات الإرهابية ومن لف لفها من تيارات أخرى - تدعي أنها إسلامية - تحت طيف من المسميات فقط لبث الفوضى وإرباك المشهد السياسي في مصر المحروسة. وما يجعل هذه الحالة الإرهابية مستمرة بل ومتزايدة، وجود من يزعمون أنهم مشايخ دين أو علماء وفقهاء، لكنهم في الحقيقة علماء فتنة يتاجرون بالفتاوى، ويتطاولون على الدول، بتحريضهم على العنف، وتأجيجهم للتوتر. الإمارات دانت بشدة على لسان سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، الهجمات الإرهابية التي شهدتها أرض الكِنانة صباح أمس.. فهذه الأعمال الإرهابية الجبانة هدفها الأساسي النيل من إرادة المصريين، وتحويل بلادهم مرتعاً للجماعات المتطرفة، وعرقلة مسيرتهم السياسية التي وافقوا عليها لإعادة الاستقرار والأمن التي بدأت الأسبوع الماضي بالاستفتاء الناجز على الدستور الجديد. ما تشهده مصر من أعمال عنف وتفجيرات، يجب أن يدفع كل الدول التي تؤكد أنها ضد الإرهاب، إلى القيام بخطوات إيجابية عملية منشودة للقضاء على هذه الآفة، فالأمر يتطلب عدم الاكتفاء بالإدانة اللفظية، بل ترجمة الأقوال إلى أفعال، لدحر الفكر المتطرف، وإنقاذ المجتمعات من براثنه وظلاميته. لن يفلح الإرهاب يوماً في إسقاط الدول، ولم يشهد العالم طوال تاريخه بلداً سقط جراء الإرهاب، فالقتل والترويع لن يئدا حلم المصريين وتطلعاتهم إلى وطن مستقر آمن خالٍ من التطرف. الإمارات تقف إلى جانب الحكومة المصرية وتتضامن معها في مواجهة التنظيم الإرهابي، فالعمل على مواجهته والقضاء عليه، يتطلب تضامناً من الجميع، قولاً وفعلاً لاجتثاث هذه الآفة. الاتحاد