حذت الكويت ومملكة البحرين أمس حذو المملكة العربية السعودية باستدعاء سفيريهما من دمشق للتشاور بعد تصاعد الحملة الدموية السورية ضد الاحتجاجات الشعبية. وكانت قطر استدعت أيضاً سفيرها في سوريا في يوليو الماضي. وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح للصحفيين في البرلمان أمس أن “الكويت استدعت سفيرها لدى سوريا للتشاور”، وأضاف أن “وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سيجتمعون قريباً لمناقشة العنف غير المقبول تماماً ضد المحتجين السوريين”. وقال الصباح “إنه عندما يتجاوز عدد القتلى الأبرياء ألفين، فإن ذلك أمر غير مقبول تماماً”، وأضاف “لا يمكن لأحد أن يقبل بإراقة الدماء في سوريا.. لا بد من وقف الخيار العسكري”. لكنه استبعد أي عمل عسكري ضد سوريا، وقال “إن الكويت تعارض أي حل عسكري لما يحدث”. وأضاف الصباح “إن الكويت كانت سباقة عندما كسرت حاجز الصمت العربي في ما يتعلق بالأوضاع في سوريا من خلال بيان أصدرته قبل أربعة أيام تبعه بشكل مباشر بيان دول مجلس التعاون”. وأشاد بالموقف الحكيم والرسالة العميقة الحكيمة للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز التي طلب فيها من المسؤولين في سوريا وقف آلة الدمار واللجوء للحكمة والتصالح مع شعبهم، مؤكداً أن الكويت تدعم هذا الموقف، باعتبار أن الخيار الأمني خيار فاشل ويجب التخلي عنه فوراً ووقف عملية سفك الدماء. وأعلن وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة أيضاً عن استدعاء سفير بلاده من دمشق للتشاور. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية “إن مملكة البحرين تتابع تطورات الأحداث في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وانطلاقاً من علاقاتها الأخوية ومسؤولياتها التاريخية استدعت سفيرها لدى دمشق للتشاور”. وأكد أهمية انتهاج الحكمة في مواجهة الأحداث الجارية في سوريا، وذلك لما فيه تقدم ورفاهية الشعب السوري، وبما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية، أعلن استدعاء السفير السعودي في دمشق للتشاور قائلاً: “إن الحملة العسكرية الضارية التي تشنها سوريا على التظاهرات المستمرة منذ خمسة أشهر ليس من الدين ولا من القيم والأخلاق”، ووجه تحذيراً شديداً لسوريا بأن عليها أن تنفتح للتغيير وتوقف آلة القتل وإراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الأوان وطرح وتفعيل إصلاحات لا تغلفها الوعود بل يحققها الواقع. وقالت صحيفة “الوطن” السعودية إن الملك عبدالله أصدر هذا الموقف بعد فشل اتصالات أجرتها السعودية مع الرئيس السوري بشار الأسد لحضه على وقف العنف. وكتبت الصحيفة “إن هناك اتصالات سياسية سبقت الخطاب، وهذه الاتصالات وصلت إلى طريق مسدود، إذ مضى النظام السوري في طريق تأزيم الأوضاع ما جعل المملكة تتخذ موقفاً واضحاً”. وقال المحلل السعودي جمال خاشقجي “إن استدعاء السفير السعودي من دمشق قد تليه إجراءات مماثلة من قبل دول مجلس التعاون الأخرى”، وأضاف “ان السعودية ستتحرك علناً مع دول أخرى على الصعيدين الإقليمي والدولي للضغط على نظام دمشق من أجل أن يوقف حمام الدم في سوريا. وتابع: “إن اجتماعاً بين سعوديين وأميركيين وأتراك سيعقد قريباً في إحدى عواصم المنطقة في هذا السياق”. ورأى المحلل صدقة فاضل “ان العاهل السعودي استجاب لاستغاثة من الشعب السوري”، موضحاً “ان الموقف السعودي لا يزال في مرحلة التحذير وقد تتخذ المملكة إجراءات أكثر صرامة حيال دمشق”. من جهته، قال مايكل ستيفنس المحلل بمعهد “رويال يونايتيد سيرفيسيز”: “إن تحرك دول الخليج يساهم في عزل نظام الأسد في العالم العربي، وبالتالي يشير إلى تغير استراتيجي كبير في المنطقة، من الدعم الضمني لأفعال النظام إلى الإدانة الصريحة”. وفي المقابل، ذكرت صحيفة “الوطن” السورية أمس “أن الكلمة التي وجهها العاهل السعودي بدت وكأنها رسالة تهديد أميركية”. وقالت الصحيفة في موقعها الإلكتروني “إن العاهل السعودي فاجأ السوريين بكلمة قال إنه يوجهها إلى أشقائه في سوريا، لكنها بدت وكأنها أقرب إلى رسالة تهديد أميركية منها إلى رسالة أخوية تجاهل فيها خادم الحرمين حقيقة الأحداث والبراهين التي تثبت أن أشقاءه في سوريا يتعرضون لمؤامرة تتجاوز حدود الخطابات”. وأضافت “ان الكلمة لم تتضمن أي إشارة إلى المجموعات الإرهابية المتطرفة التي سعت إلى تمزيق وحدة سوريا العربية والإسلامية، وتجاهلت أي إشارة إلى الجهات التي تقوم بتمويل وتسليح هؤلاء الإرهابيين”.