كم من المواقف التي تمر على الإنسان وتحتاج فيها إلى قرار حاسم، قد يتحمل الصواب أو الخطأ، وقد يفيد هذا القرار وأحياناً يضر، ساعات طويلة قضيتها في تفكير عميق، بل أياماً وشهوراً، كنت بحاجة إلى قرار كي أحسم الصراع الذي يدور بداخلي، هل أتوقف عن اللعب في صالات كرة اليد، وأرحل في صمت أم أعود مجددا وأثبت أنني لازلت قادراً على العطاء. تعرضت للإصابة في الكتف وكنت أحتاج إلى علاج لفترة طويلة تصل إلى 8 شهور، وطلبت مني إدارة نادي الشارقة أن أعمل مساعداً لمدرب الفريق الأول، وتحولت من كابتن فريق مسؤول عن اللاعبين داخل الملعب وخارجها إلى مساعد مدرب يتلقى التعليمات من المدرب والإداريين. عندما تجاوزت مرحلة الإصابة تحدثت مع المسؤولين عن رغبتي في العودة للملاعب مجدداً، وترك مهمة المدرب المساعد، بعد موسم كامل عشت فيه مع الجهاز الفني خارج الخطوط، ولكن قراري لم يلق القبول في النادي، فقررت البحث عن فريق آخر، من أجل العودة لملاعب اليد، فقد شعرت أن توقفي عن اللعب لم يكن في التوقيت الذي أريده، وكنت أبحث عن بطولة أختم بها مسيرتي التي عانيت فيها كثيراً. تواصلت مع المسؤولين بفريق الأهلي الذين رحبوا بانضمامي للفريق، وبالفعل عدت بكل قوة، وكان بداخلي إصرار على الأداء القوي، والرد على من قالوا إن قرار عودتي غير صائب، ولعبت في الأهلي موسمين، وحققت مع الفريق بطولتين، وصعدنا للنهائي في بطولتين أيضا، أي أنني لعبت مع الفريق 4 نهائيات في موسمين، رغم الظروف التي كان يمر بها النادي في هذا الموسم. الصراع لم يتوقف داخلي عن القرار الأهم والصعب وهو الرحيل من الملاعب، ولكني كنت أبحث عن بطولة، أودع بها الملاعب، وكانت كأس صاحب السمو رئيس الدولة التي فزنا بها العام الماضي هي مسك الختام. لم أتمالك نفسي، عندما نجحنا في الفوز بالكأس الغالية، فقد سبقتني دموعي مع صافرة النهاية، ومعها كان قرار الاعتزال.