أحمد النجار (دبي)

نجحت دبي في تحويل الأشجار إلى لوحات فنية تحمل رسائل الحب لأكثر من 200 جنسية تعيش على أرض الإمارات، عبر بحيرة الحب، الواقعة ضمن سلسلة بحيرات القدرة الصناعية التي تفترش مساحات خضراء بالقرب من محمية المرموم والسيلي وسط صحراء سيح السلام وباب الشمس، والتي تبعد عن بحيرات القدرة نحو 10 دقائق بالسيارة، وتوصف بأنها وجهة رومانسية بامتياز.
«بحيرة الحب» المقرر افتتاحها قريباً، تمثل فسحة ملهمة للعائلات، للتواصل مع الطبيعة بكل مفرداتها وكائناتها وطيورها الزاهية، واكتشاف روائع الحياة البرية بما تحفل به من موروثات وتنوع بيئي، فضلاً عن كونها تعد موطناً لأكثر من 150 نوعاً من الطيور التي تزين سماء المكان، وتنتشر بين موائله، راسمة مشهداً من السحر على ضفاف بحيراتها.

طيور مهاجرة
ويمكن لهواة النزهات البرية من مشاهدة كائنات كالغزلان وثعالب الصحراء والمها، وطيور بيضاء بأشكال مختلفة، وأخرى آيلة للانقراض مثل الحبارى والصقور ذات المناقير المحدودبة، ووفق انطباعات زوار لـ «بحيرات القدرة» المجاورة لـ «بحيرة الحب»، والتي تستقبل نحو 3 آلاف زائر خلال نهاية الأسبوع والعطل الرسمية بحسب تقديرات العاملين هناك، ويمكن رصد طيور مهاجرة بين الفينة والأخرى، وتجتذب الوجهة العديد من المؤثرين في الـ«سوشيال ميديا»، الذين ينقلون تجاربهم عبر منصاتهم الاجتماعية، إلى جانب تهافت عشاق التصوير منهم هواة ومحترفون ينصبون عدساتهم لاصطياد لقطات فنية مهمة للمشاركة بها في مسابقات وجوائز تصوير محلية ودولية.


اللافت في هذه الواحات المائية وجود «بحيرة الحب» التي تتلألأ كجوهرة وسط الصحراء، فمنذ أن كُشف النقاب عن طابعها وتفاصيلها ومعالمها المكنونة قبيل موعد افتتاحها الرسمي، كأيقونة جذب وكوجهة في الهواء الطلق، شهدت سلسلة بحيرات القدرة القريبة منها تدفق قوافل كثيرة من العائلات، خاصة مع اعتدال الجو وبرودة الطقس الذي يلقي على المكان ظلالاً من البهجة والسحر.

ذكريات عائلية
البحيرة ستضاف إلى خريطة المتنزهات الطبيعية التي ترتبط أجواؤها بفترة المواسم، لتكون «ألبوماً سنوياً» لذكريات عائلية وقصة فرح لكل جنسيات العالم تتجدد فصولها من عام إلى آخر، فقد تم تصميمها على أشكال قلوب متشابكة لتشكل لوحة إبداعية تعكس إشراقات دبي التي تجاهر دائماً بالحب وتكتبه بكل اللغات وترسمه فرحاً وتبتكره شعاراً روحياً خالداً ضمن قيمها الحضارية والإنسانية.

مزار عائلي وطاقة ملهمة
منصور المشرخ، «أحد زوار المنطقة» قال إنه على الرغم من بساطة المكان إلا أنه أصبح مزاراً عائلياً محبباً للاستجمام يبث الراحة في النفس ويولد طاقة حسية ملموسة تطرد الملل، وتكسر الروتين وتبدد الهموم وضغوط الحياة، لتمضية أوقات هادئة وذكريات سعيدة.. ويتوقع أن تشهد البحيرات مراحل مهمة من الإضافات الجمالية تستهدف تأهيلها بخدمات وتطويرها بمرافق ترفيه وعناصر ضيافة لاستقبال شرائح أكبر من زوار وسياح.

أشجار منحوتة بالحب
وعبر محمد رفعت عبدالبر، عن سعادته لاكتشاف هذا المكان كخيار لقضاء نهار مختلف وعقد حوار ملهم مع الطبيعة، حيث يصف بحيرة الحب، بأنها ستكون بمثابة ملاذ يصدر الحب كلغة توحد ثقافات العالم في مدينة لا تزال تحتفي بالجمال وتروي قصصاً جديدة للترفيه العائلي المبهر وسط أجواء دافئة تطوقها بحيرات ساحرة من كل الجهات، ومن ضمنها بحيرة الحب، في مكان بعيد عن ضوضاء المدينة وضجيج الزحام، قرب أشجار الغاف التي تمنح الظل والسكينة، وتفجر الدهشة لمنظر القلوب المتشابكة داخل بحيرة الحب التي تغزل سيمفونيات الهدوء لتنتزع الدهشة من عيون الزوار والسياح والباحثين عن بهجة الإلهام وسحر الاستجمام، وتدفعهم إلى توثيق نزهة شائقة تخطف الأنظار إلى أشجار منحوتة على جذوعها كلمة «Love».

وجهة للتخييم
وينصح قبل التوجه لمنطقة البحيرات المفتوحة أمام الزوار مجاناً، إحضار مستلزمات تجهيز الطعام والتخييم، وذلك لإضفاء نوع من المغامرة والعودة إلى الطبيعة بكل بساطة الحياة وفطريتها، ولا بد أن يفكر من أن يقصد بحيرات الحب، باصطحاب سلال طعام وإعداده في الأماكن مخصصة، للاستمتاع بالمناظر ودفء الحياة البرية، حيث يحلو الجو بالتخييم وتبادل الأحاديث الشائقة.. ويفضل زيارة سلسلة بحيرات القدرة قبل حلول المساء لضمان إثراء التجربة بمناظر نهارية خاصة عند وقت الغروب.