عبدالله القواسمة (أبوظبي) ربما للمرة الأولى في تاريخ كرة القدم تنقسم عواطف جماهير كرة القدم على النحو، الذي شهدته المباراة التاريخية التي جمعت الجزيرة مع ريال مدريد مساء أمس الأول في نصف نهائي كأس العالم. جماهير الإمارات من محبي ومشجعي ريال مدريد، التي كانت قد حجزت تذاكرها لحضور مباراة نصف نهائي كأس العالم للأندية، لم تكن تتوقع قبل انطلاق البطولة أن تجمع هذه المباراة ممثل الدولة «فخر أبوظبي» مع الفريق «الملكي» لتحضر المباراة في خضم حالة من الانقسام الشديد بعواطفها، فهي من جهة تشجع بطل أوروبا، ومن جهة أخرى تشدها عواطفها نحو تشجيع الجزيرة الذي قدم في هذا الاستحقاق إنجازاً تاريخياً تخطى حدود الإعجاز. المتابع للمدرجات، يلحظ أنه ومع كل فرصة ومن كلا الفريقين كانت هتافات الجماهير وتفاعلاتها هي نفسها، سواء مع الجزيرة أو ريال مدريد، فالفرصة الأولى التي أهدرها علي مبخوت كانت كفيلة بالكشف عن عواطف الجماهير، فالمدرجات كاملة كانت تهدر بصوت واحد حسرة على ضياع هذه الفرصة، في حين أن هدف رومارينيو أشعل الملعب بالهتافات والأهازيج السعيدة، والحال ينطبق على الهدف الذي ألغاه الحكم للجزيرة مطلع الشوط الثاني، جميع من في الملعب كانوا أبطالاً فوق العادة في عيون المشجعين، الذين ارتدى الكثيرون منهم الزي الملكي، لكن قلوبهم كانت معلقة بالحضور الفني الإعجازي لكل لاعبي «فخر أبوظبي» ويتقدمهم بالتأكيد الحارس علي خصيف بطل المباراة. الأجواء التي شهدتها مباراة أمس الأول بالتأكيد لن تتكرر، وستظل عالقة في أذهان الجماهير على الدوام، إذ نجحت هذه البطولة في تقديم العديد من المشاهد التاريخية التي لم يسبق أن شهدتها، أي من النسخ السابقة، وهو الأمر الذي يسجل للإمارات وعاصمتها أبوظبي، فإلى جانب النجاح التنظيمي كانت التفاعلات الحية مع الحدث تتخطى الحدود، ويكفي الإشارة إلى أن هذه النسخة تعتبر النسخة الأولى التي تشهد بلوغ فريق إماراتي نصف النهائي، بعد تخطيه بطلي قارتي أوقيانوسيا وآسيا قبل أن يحرج بطل أوروبا.