الاتحاد (أبوظبي) دعا المحلل لدى «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» «آرون زيلين» الولايات المتحدة إلى تعزيز مساعدتها غير العسكرية لتونس في إطار مساعيها لإجراء إصلاحات اقتصادية وأمنية شاملة تنعكس على جميع التونسيين، وليس فقط سكان المناطق الساحلية. وأوضح «زيلين» المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في شهادة أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس «النواب» الأميركي، أن منذ إجراءات الانتخابات الرئاسية في تونس العام الماضي، تزايدت الأنشطة والأعمال الإرهابية داخل البلاد، بينما ركزت الولايات المتحدة على منح مساعدات عسكرية وتدريب للقوات التونسية. ولفت إلى أنه رغم أهمية هذه المساعدات، لكن على واشنطن ألا تتباطأ في تقديم أنواع أخرى من المساعدات التي تساعد تونس على شق طريقها نحو الديمقراطية. وذكر أن الولايات المتحدة قدمت مساعدات إلى تونس بقيمة 570 مليون دولار منذ بداية الاضطرابات، منها 175 مليون دولار للمساعدات الأمنية، و80 مليوناً لبرامج الديمقراطية. وأفاد أنه في فبراير الماضي قالت واشنطن إنها ستقدم لتونس 8 طائرات هيلكوبتر «بلاك هوك» في إطار مواجهتها مع الإرهابيين، ثم كشفت في أبريل أنها ستزيد مساعداتها العسكرية إلى تونس ثلاثة أضعاف خلال العام الجاري، وأعلنت عقب لقاء الرئيس أوباما ونظيره التونسي باجي قائد السبسي، في مايو نيتها منح تونس وضع «حليف كبير» خارج حلف الناتو، وهو ما يعطيها فرصة الوصول إلى مساعدات عسكرية إضافية. غير أن «زيلين» أشار إلى أن الجميع يدرك أن تونس تحتاج إلى أكثر من المساعدات الأمنية، خصوصاً إصلاحات اقتصادية حقيقية تؤثر على المجتمع بأسره، والتخلص من الروتين لتمكين الشركات الأجنبية من العمل والاستثمار في مشاريع البنية التحتية، وبناء قطاع السياحة. وقال: «إن من بين الصعوبات التي تواجهها الحكومة منذ الاضطرابات ضعف القدرة على التواصل بشكل جيداً، خصوصاً بعد وقوع هجمات إرهابية»، مشيراً إلى تباطؤ الحكومة في الكشف بشفافية عما حدث، والتدابير التي تتخذها حيال ذلك. وأعرب «زيلين» عن ثقته في أن الحكومة التونسية قادرة على قيادة دفة السفينة، لكن عليها بذل المزيد من الجهود وعدم الرجوع إلى سياسات عهد بن علي، التي ثبت فشلها، مشدداً على ضرورة إلهام جيل الشباب، خصوصاً أن كثيرين منهم تربطهم علاقات في الخارج ويسعون إلى الانتقال إلى ألمانيا وفرنسا وأماكن أخرى بحثاً عن فرص أفضل. وحذر من أن بعض هؤلاء الشباب التونسيين، الذين لا يجدون فرصاً يمكن أن ينحدروا بسهولة للانضمام إلى المتطرفين، حتى وإن لم يتفقوا مع أيديولوجيتهم من البداية.