يبدو قدوم العيد وكأنه مرحلة لبدء التسابق لأكبر عدد من الجلابيات والأثواب والفساتين والكنادير، وتبدأ مرحلة الاستعداد لتفصيل وتطريز أثواب جديدة، حيث تبدأ الزيارات لمحال الخياطة والتطريز بعد انتهاء عيد الفطر مباشرة، حيث تفتح محال الخياطة والأقمشة من اليوم الرابع أو الثالث من العيد والأمر لا يقتصر على النساء فقط. ويقول شاشي دارن، صاحب محل خياطة للرجال، إن الرجال أيضاً لهم رغبات تتعلق بطلب أقمشة جديدة كل فترة، فهناك أقمشة مثل تيوبو والختم وقطعة سلطان وهامر والملكي والألماني والسويسري والماس وكرتون وإماراتي والكثير من الأنواع القديمة، مشيراً إلى أن كل زبون يطلب تفصيل ما بين ثوبين إلى أربعة كل عيد. ويوضح أن سعر الكندورة يتراوح ما بين مئة وثلاثين درهماً وحتى مئة وستين درهماً، حسب نوع القماش. ويتابع «أنواع الأقمشة التي تطلب من قبل الرجال لها أسماء كثيرة، وكل شهر هناك أسماء مبتكرة؛ ولأن هناك طلباً كبيراً على التفصيل، فإن بعض الزبائن يتسلم طلباته ليلة العيد، بل ربما قبل الفجر بقليل، خاصة ممن يأتون متأخرين». ويقول محمد شاه، أحد العاملين في مهنة التطريز، إن أهم ما يميز المرأة في الإمارات أنها تحب أن تبرز جمال القماش بشيء من التطريز، خاصة إذا ما كانت تلك القطعة بها القليل من النقوش، لكن التطريز بحاجة إلى فترة طويلة بسبب وضع شكل التصميم الذي يكون على ورق، ثم يطبع على القماش بالرسم ثم تأتي بعد ذلك مرحلة الشك أو حبك الخرز والكريستال مع الخيوط الحريرية الملونة، وهي مرحلة تأخذ جزءاً كبيراً من الوقت، ولذلك يرتفع السعر». ويكمل: «بعض النساء لا يشرحن ما يرغبن فيه بشكل واضح وعندما تأتي لتأخذ القطعة تعترض على الشكل وتتركها وترفض دفع أي مبلغ، بل بعضهن يطلب ثمن قطعة القماش؛ ولذلك ربما تتأخر في عملية تجهيز الأثواب». ويبقى شاه في العمل حتى منتصف الليل، ويتراوح سعر التطريز من دون الخياطة ما بين مئة وعشرين درهماً وحتى خمسمائة درهم، حسب كمية الكريستال، وإن كان حقيقياً أو مزيفاً، وحسب الأنواع التي ترافق الخرز والخيوط المستخدمة. ويقول محمد كمال إن «العمل من أجل العيد يبدأ قبل أشهر من قبل بعض الفئات من الأمهات خاصة أن بعضهن لديها عدة فتيات في المنزل الواحد، ولذلك هناك الكثير من العمل لا سيما إذا كان الجميع يرغبن في وضع تطريز على كل قطعة». عبدالناصر الشيخ أيضاً من أصحاب محال الخياطة الذين لهم سنوات طويلة في العمل بمجال التطريز والخياطة، وهو من المحال التي تتم فيها عملية الخياطة بعد التطريز، يقول إن كل محال الخياطة تتنافس كل عام من أجل وضع تصاميم جديدة ومبتكرة، وتعمل بعض المحال وسائل لحمايتها؛ لأن هناك من يسرق الأفكار وينسبها لنفسه». ويكمل الشيخ أن موسم الأعياد مزدحم بالعمل؛ ولذلك فإن أي محل شهير لا يتسلم أي طلب من أي سيدة قبل العيد بشهر؛ لأن هذه المرحلة تكون خاصة بالتطريز والخياطة، وربما تصل أكياس الطلبيات حتى مدخل باب المحل؛ ولذلك ترفض أي طلبية جديدة؛ لأن العمل يحتاج إلى دقة وتركيز».