علي الزعابي (أبوظبي)

التشجيع في عالم كرة القدم لا يتوقف عند مجرد الحضور في المدرجات ومشاهدة المباراة فحسب، التشجيع ثقافة يجب أن يعرفها كل رواد ملاعبنا ومدرجاتنا، لاسيما أن الحضور الجماهيري من دون القيام بدعم الفريق وتشجيعه يفقد الجمهور دوره المؤثر.
إن تشجيع الكيان الذي تنتمي إليه، والزحف خلف الفريق في كل ملعب، والوجود خلفه في حالة الفوز والخسارة، هو أمر واجب على كل مشجع عاشق، لا يمكن أن توجد مع فريقك فقط عند فوزه، وتتوارى عن الأنظار في حال سقوطه متذرعاً بالنتائج السلبية، حيث إن كرة القدم صنعت من أجل المشجع الذي يساند فريقه.. هذا هو المشجع الحقيقي، مشجع الفريق والكيان لا مشجع الانتصار فقط !

لن تسير لوحدك أبداً …
الشعار أو الأغنية الأشهر في عالم كرة القدم، عندما تتردد على مسامعنا نتذكر فوراً جمهور ليفربول الإنجليزي، الذي اشتهر بترديد كلمات الأغنية الشهيرة، التي يعود أصلها إلى المسرحية التاريخية «دوامة خيل» لكاتبيها رودجرز وهامرشتاين في أربعينيات القرن الماضي.
وتعود قصة الأغنية وارتباطها الوثيق بجماهير ليفربول إلى فترة الستينيات، عندما كان الفريق الأحمر يواجه ويست بروميتش، وتم بث الأغنية في الإذاعة الداخلية لملعب الأنفيلد، لتبادر الجماهير بالغناء رغبة منهم في تشجيع وشد أزر لاعبيهم، ورغم الخسارة في تلك المباراة، فإن الجماهير الحمراء قررت أن تصبح هذه الأغنية هي الشعار الرئيسي للفريق. ويقوم الجميع بغنائها للفريق قبل كل مباراة لدعم اللاعبين، لتصبح الأغنية والاحتفالية الجماهيرية الأسبوعية لجماهير الريدز، أسطورة خالدة في تاريخ كرة القدم، سواء في لحظات الفوز أو الهزيمة.
وبعد مرور قرابة 50 عاماً على تلك الواقعة، لا تزال جماهير ليفربول تردد يوماً بعد يوم «لن تسير وحدك أبداً»، رغم أن تلك المرحلة من حياة المشجع الليفربولي كانت مزدهرة، خصوصاً فترتي السبعينيات والثمانينيات.
ورغم أن الفريق حالياً يواجه صعوبة بالغة في التتويج ببطولة الدوري الإنجليزي، اللقب الذي طال انتظاره لسنوات طويلة، حيث إنه منذ التتويج في موسم 89-90، وجماهير ليفربول لم تذق طعم البطولة، التي استعصت على خزائن النادي، إلا أن الجماهير ما زالت تردد «لن تسير لوحدك أبداً». ما الذي يجعل الجماهير تقف جنباً إلى جنب مع فريقها رغم أنه لم يحقق لقب الدوري منذ أكثر من 20 عاماً؟ إنه عشق كرة القدم، الارتباط بالكيان الذي تشجعه وترتبط به.
وبالحديث عن العشق والدعم الجماهيري فإن دورينا يعيش حالة يمكن أن ترتبط بكلمات هذه الأغنية، فإذا كان ليفربول لا يسير وحيداً أبداً، فإن أنديتنا وبكل تأكيد تسير وحيدة دائماً في معظم مبارياتها، فالأندية تسير وحدها والجماهير أيضاً تسير لوحدها في اتجاه معاكس، ثقافة التشجيع لدينا لا يمكن مقارنتها مع الدول الأخرى، حيث إن العزوف الجماهيري الذي يميز دورينا أصبح ظاهرة لا يمكن إنكارها ويجب الوقوف عندها ومعرفة أسبابها، فالأرقام لا تكذب والتجارب والخبرات خير برهان.

اللعب خارج الدولة
في عام 2012 وبعد مشاركة منتخبنا الأولمبي في أولمبياد لندن وتصعيد هذا الجيل الذهبي إلى المنتخب الأول، وتولي المدرب مهدي علي قيادة المنتخب، خاض منتخبنا عدة مباريات ودية استعدادية صاحبت عزوفاً جماهيرياً كبيراً ومستغرباً، خصوصاً أن هذا الجيل الذي أصبح في مرحلة المنتخب الأول كان يمتلك من المقومات ما يراهن عليه أي مشجع أو خبير، ورغم ذلك فإن المدرجات كانت خاوية، ليخرج مهدي علي حينها ويقول: «أتمنى أن نلعب كل مبارياتنا المقبلة خارج الإمارات» !!، حيث أوضح حينها أن اللعب مع المنتخبات الأخرى خارج الأرض، يحقق الاستفادة لدى اللاعبين، كونهم سيخوضون لقاءات أمام منتخبات تتسلح بحضورها الجماهيري الكبير، والذي يعزز تفجير طاقات اللاعبين والإحساس بمتعة كرة القدم، مؤكداً أن اللاعبين اعتادوا على خوض مواجهات قوية قارية وعالمية، وسط حضور جماهيري كبير طوال المرحلة الماضية.

واجب الجماهير
ومن المؤكد إن الحضور الجماهيري في مدرجاتنا يجب أن لا يقتصر على الفترة التي يحقق فيها أي فريق الانتصارات، بل إن الدور الجماهيري يجب أن يتبدل، ولا يتوقف على نتيجة المباراة الماضية أو التي قبلها، فالجماهير عليها الحضور لمدرجات ناديها أو المنتخب من أجل التشجيع، وهو ما تجسده جماهير أي ناد على المستوى العالمي، وفيما يخص جماهير المنتخب فإن الحضور في مدرجات خليجي 21 من قبل جماهيرنا في البحرين كان مثيراً للإعجاب، على الرغم من أن البطولة في ذلك الوقت أقيمت على أرض البحرين، إلا أن الجماهير زحفت بقوة لمساندة الأبيض وتشجيعه، سواء في دور نصف النهائي أو في نهائي البطولة،.. ربما كانت نتائج الأبيض في الدور الأول وراء الحضور الجماهيري، وكذلك ثقة الجماهير في أن هذا الجيل قادر على تحقيق البطولة بعد الأداء الكبير والمشرف في الدور الأول.
وإذا كان الحس الوطني الذي يتمتع به الجميع بالوقوف خلف الأبيض، فهل يتواجد هذا الحس لجماهيرنا مع أنديتها؟ أم أن جماهير دورينا هم جماهير فوز فحسب؟ وهل يحتاج الجمهور لشهادة ضمان بالفوز موقعة من اللاعبين قبل المباراة من أجل الحضور؟

حضور مضاعف
الأرقام وحدها تتحدث بعد استعراض الحضور الجماهيري لدى أنديتنا في المواسم الثلاثة الأخيرة، ونسبة الحضور الجماهيري ما بين الدور الأول والثاني، حيث أوضحت الأرقام أن النسبة الكبرى للحضور الجماهيري لدى أنديتنا تتوقف على النتائج، ففي حال نجح الفريق في المنافسة وكشر عن أنيابه بالدور الأول، وأصبح من الفرق المرشحة بقوة لنيل اللقب، فإن الحضور الجماهيري يتزايد في بعض الأحيان عند الضعف، والأمر لا يتوقف عند المنافسة على الألقاب فحسب، بل أيضاً يمكن ملاحظته في قاع جدول الترتيب، فإذا كان الفريق قد نال من المساندة الجماهيرية ما يستحقه في الدور الأول لكنه لا يحقق النتائج المرجوة، فإن الحضور الجماهيري ينخفض بمعدل كبير بعد فقدان الأمل، وكذلك في ما يخص جماهير الأندية التي تحضر في الدور الأول وترى فريقها قد أنهاه في مركز غير مطمئن أو غير منافس، فإنها لا تطيق ذرعاً بعد ذلك ولا تحضر.
ولأنه لكل قاعدة شواذ فإن بعض الجماهير أظهرت عكس هذه الأرقام والتوقعات، فساندت أنديتها عند الحاجة لذلك، في حال كان في موقف لا يحسد عليه وقريباً من خطر الهبوط، لكن هذه النسبة لم تكن كافية، حيث إن غالبية الأرقام تشير إلى أن جماهيرنا أصبحت فعلاً جماهير فوز، في موسم 2015-2016 بلغ عدد الحضور الجماهيري للنادي الأهلي 23339 مشجعاً في الدور الأول الذي أنهاه بالمركز الثاني، مما يؤكد أن الفريق ينافس على لقب البطولة، والذي نتج عنه حضور جماهيري أكبر في الدور الثاني بلغ 38613 مشجعاً بزيادة 15274 في الموسم الذي أنهاه الأهلي بطلاً للدوري حينها، وفي نفس الموسم أنهى نادي العين الدور الأول بـ 35586 مشجعاً بعد أن تصدر جدول الترتيب، لتزداد نسبة الحضور الجماهيري لدى الفريق لـ 50235 متفرجاً بزيادة 14649 مشجعاً، وفي الموسم نفسه كان الحضور الجماهيري لنادي بني ياس في الدور الأول 17905، لينهيه في المركز السابع، مما يعني أن الفريق أصبح بعيداً عن المنافسة، وفي الوقت ذاته ليس مهدداً بالهبوط، لينخفض معدل الجماهير لأكثر من الضعف ويصبح 7053 بفارق 10852 مشجعاً !
وفي موسم 2016-2017 بلغ الحضور الجماهيري لنادي الوحدة 28196 مشجعاً، إلا أنه أنهى الدور الأول في المركز الخامس مبتعداً عن مركز الصدارة، لينخفض المعدل الجماهيري بشكل كبير في الدور الثاني وبلغ 9308 مشجعين بفارق 18888 مشجعاً، وفي الموسم نفسه بلغ الحضور الجماهيري لنادي الجزيرة في الدور الأول 23374 مشجعاً وأنهى هذا الدور في المركز الأول ليصبح المرشح الأول على لقب البطولة، فكانت المفاجأة بعد ذلك حضوراً جماهيرياً غفيراً بلغ 57862 بزيادة 34488 متفرجاً، وفي نفس الموسم كان الحضور الجماهيري في الدور الأول لنادي الوصل 38265 لكنه أنهاه بالمركز الرابع، ليتراجع الحضور الجماهيري إلى 25001 متفرج بفارق 13264، وكما أوضحنا سابقاً أنه لكل قاعدة شواذ، ففي نفس الموسم بلغ عدد الحضور الجماهيري لنادي حتا 5046 في الدور الأول، وبعد أن كان الفريق مهدداً بالهبوط حصل على الدعم الحقيق الذي يحتاج ليبلغ الحضور الجماهيري في نهاية الموسم 11565 متفرجاً بزيادة 6519، وفي الموسم الماضي بلغ عدد الحضور الجماهيري لنادي النصر في الدور الأول 17841 متفرجاً إلا أنه حل رابعاً وابتعد عن الصدارة، لينخفض الحضور الجماهيري في الدور الثاني إلى 6730 بفارق 11231 متفرجاً.

توب 10 مدرجات أوروبا.. 5 أندية بلا بطولات!
قد يعتقد البعض أن هناك علاقة منطقية بين ارتفاع نسبة الحضور الجماهيري من جهة، وبين الأداء الممتع الجذاب والنتائج الإيجابية وتحقيق البطولات من جانب آخر، وهي معادلة تبدو عادلة نظرياً، ولكنها ليست واقعية بالنظر إلى ما يحدث في ملاعب أوروبا على الأقل، والمفاجأة أن إحصائية توب 10 الحضور الجماهيري في ملاعب أوروبا لعام 2017 تشمل أسماء 5 أندية لا تنافس دائماً على بطولة الدوري، ولا تحصل عليها في الوقت الراهن، وهي بروسيا دورتموند، ومان يونايتد، وشالكه، وآرسنال، ووستهام، حيث يتراوح متوسط حضور جماهير هذه الأندية بين 80 ألفاً إلى 60 ألفاً في كل مباراة تقام بمعقل الفريق.


ولم يكن قرار أبوظبي بامتلاك مان سيتي إلا سعياً لخوض تجربة واعدة بالنجاح في الاستثمار الكروي، وقد تحقق هذا النجاح فعلياً على أرض الواقع على المستويات كافة بعد مضي 10 سنوات من بدء التجربة، واللافت في الأمر أن أحد أهم مرتكزات هذا القرار جاء من شغف جماهير مان سيتي وعشقها لفريقها، حتى خلال فترات خوضه منافسات دوري الدرجة الأولى وابتعاده عن البريميرليج، وحينما جاءت فرصة الاسثمار في النادي من جانب أبوظبي، كان للشغف الجماهيري مفعول السحر في نجاح التجربة كروياً ومالياً، فالجمهور هو إكسير الحياة في ملاعب الساحرة، وفي أكثر من مناسبة كشفت الجهات المالكة لمان سيتي عن أن جماهير النادي هي أحد أهم أسرار النجاح الكبير في الوقت الراهن.
مان سيتي ليس النموذج الوحيد الذي يؤكد أن معادلة الكرة الأوروبية تقوم على ولاء الجماهير بصورة مطلقة دون أي مقابل، فهو لا يرتبط بنتائج الفريق إخفاقاً أو نجاحاً، بل إنه لا علاقة له بخوضه منافسات الدوري الممتاز، أو دوريات الدرجات الأدنى، وهو الأمر الذي ينطبق على غالبية أندية القارة العجوز، خاصة في الدوري الإنجليزي، والإسباني، والإيطالي، والألماني.
وتشير آخر الإحصائيات إلى أن نيوكاسل يونايتد يشغل 99.3% من مدرجات فريقه خلال خوضه أي مباراة، وهي نسبة مذهلة قياساً بعدم منافسة الفريق على البطولات، فهو يحتل المركز الـ 17 في ترتيب أندية البريميرليج في الوقت الراهن، والمفارقة أن سوانسي سيتي يحتل المرتبة الثانية في نسبة شغل المدرجات، وتصل هذه النسبة إلى 99.1%، أما الأمر الذي يدعو للدهشة، فهو حرص جماهير مان يونايتد على الحضور دائماً في مدرجات أولد ترافورد، وتصل نسبة إشغال مدرجات مسرح الأحلام إلى 98.99% على مدار الموسم، كما أنه لا يوجد أي فريق تقل نسبة حضوره عن 90% بين جميع أندية البريميرليج.
وعلى الرغم من أن المقارنة بين الدوريات الأوروبية وبطولات الدوري في المنطقة العربية ليس بالأمر المقبول لوجود فوارق كبيرة على المستويات كافة، إلا أن معادلة الحضور الجماهيري على وجه التحديد لها ما يبررها، فالأمر يرتبط بعاطفة المشجع تجاه فريقه والولاء غير المشروط لهذا الفريق، حيث يحرص ما يقارب 57 ألفاً على حضور كل مباراة لفريق وستهام الذي لم يحصل على بطولة الدوري الإنجليزي طوال تاريخه، بل إنه لم يتوج بأي لقب على المستويات كافة منذ عام 1980، حينما ظفر بلقب كأس إنجلترا، كما أن أرسنال لديه متوسط حضور في كل مباراة يبلغ 60 ألفاً باستاد الإمارات، وهو الذي لم يقف فوق منصة التتويج بالبريميرليج منذ عام 2004.

خالد إسماعيل: افتقدنا التشجيع الحقيقي
يرى خالد إسماعيل، مهاجم منتخبنا ونادي النصر السابق، أن الحضور الجماهيري في أي مباراة مهم للغاية، حيث إن ذلك يمنح اللاعب الحماس والدافع المعنوي للدخول في أجواء اللقاء منذ البداية، مؤكداً أن أي لاعب في العالم يتمنى بعد عبوره النفق المؤدي لأرضية الملعب أن يشاهد المدرجات ممتلئة، لأن الجماهير هي أحد أهم أسباب الفوز وتحقيق الانتصارات، ودافع كبير لأي فريق، سواء على مستوى الأندية أوالمنتخب.


وقال إسماعيل صاحب هدف منتخبنا في مرمى ألمانيا بمونديال 90: في زماننا كان الحضور الجماهيري أفضل من الآن، وكان اللاعب يبذل كل طاقته في سبيل عودة الجماهير إلى منازلهم وهم سعداء بالانتصار، كما أن الحضور الجماهيري في ذلك الوقت كان يدفع اللاعب لتفجير كل طاقاته، كما أن التشجيع الحقيقي مختلف تماماً عن ما نشاهده اليوم، فالتشجيع ارتبط بروابط الأندية فقط، بعكس السابق كانت الجماهير تتفاعل وتشجع طوال الـ 90 دقيقة، ويبادلها اللاعب ببذل كل الجهد داخل الملعب.
وأكمل: ضعف الحضور الجماهيري في ملاعبنا ظاهرة ليست جديدة، وتتكرر كل موسم مع تباين في الحضور بين موسم وآخر، ولا يمكنني المقارنة مع الأندية والدول العالمية، بل يمكننا الحديث عن المنطقة المحيطة بنا، وتحديداً الدوري السعودي الذي يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة، وحضوراً يفوق حضور مدرجاتنا بضعف العدد تقريباً.

سبيت خاطر: حققنا لقب «خليجي 18» بفضل المدرجات
قال سبيت خاطر نجم منتخبنا السابق ونادي العين والجزيرة إن العلامة الفارقة في مباريات كرة القدم هي الحضور الجماهيري، معترفاً بأن لقب خليجي 18 جاء بفضل الزحف الجماهيري منذ مباراة الافتتاح وحتى النهاية.
وقال سبيت: لا يمكن تصور ملعب كرة القدم دون جماهير، اللاعب ينتظر الدعم والتشجيع والهتاف طوال المباراة وليس قبلها أو بعدها، ولا يقتصر التشجيع عند تسجيل الأهداف فقط، يجب أن يشعر اللاعب أن الجماهير تسانده وتمنحه القوة والحماس، في بطولة كأس الخليج عام 2007 كانت الجماهير الإماراتية هي العلامة الفارقة، في كل مباراة كان الجمهور يزحف لتشجيعنا ومؤازرتنا، وتوجنا باللقب في نهاية المطاف.


واستطرد: خضنا عدة مباريات في كلتا الحالتين ونعرف تماماً الفارق بين الجماهير ومن دونهم، فالحضور مؤثر بنسبة 100% على المستوى النفسي والمعنوي، واللاعب يشعر بأنه مطالب بمضاعفة مجهوده لأن هؤلاء ينتظرون نتيجة مرضية، كما أن الحضور الكبير يربك حسابات الخصم بعد أن يشاهد المساندة الجماهيرية لفريقك.

يوسف حسين: وقود اللاعبين
قال يوسف حسين مدافع منتخبنا والشارقة السابق إن ثقافة التشجيع في دورينا وفي الدوريات العربية بشكل عام ترتبط بالأداء، والنتائج الإيجابية وحدها تجذب جماهيرنا، مشدداً في الوقت ذاته على أن الأندية واللاعبين يحتاجون الى الجماهير في المواقف الصعبة، لأن الجمهور هو الوقود الذي يعتمد عليه كل لاعب ومدرب وإداري، موضحاً أن المدرجات تعطي ما نسبته 50 إلى 60% من القوة والطاقة للاعبين. وقال: مفعول الحضور الجماهيري كالسحر في أي مدرجات، فاللاعبون مثل المطرب أو الشاعر أو الأديب الذي يؤدي عمله في حضور جماهيري كبير، كيف يغني المطرب إذا كانت القاعة خالية ؟ بكل تأكيد فإنه لن يقدم نفس جودة العمل الذي كان سيقدمه في حضور غفير، وينطبق هذا الأمر على كرة القدم، البعض يعتقد أن موضوع الحضور الجماهيري في دورينا قضية مبالغ فيها، لكنها مشكلة أزلية نعاني منها كثيراً وأضاف: نشاهد خلو مدرجاتنا في حال تحقيق الأندية نتائج سلبية وبالتالي تصل لمرحلة حرجة، تنعكس على اللاعب نفسه الذي يعيش في إحباط تام بسبب سوء النتائج، وفي ذلك الوقت فإن اللاعب يحتاج الجماهير التي تشد من أزره وتسانده وتدعمه لتعود ثقته بنفسه،لأن التشجيع يكون للكيان قبل كل الأمور الأخرى، من الطبيعي أن تطالب الجماهير بالبطولات ولكن من غير الطبيعي أن تخاصم أنديتها في مرها وتتصالح معها في حلوها.