أسفر هجوم انتحاري لطالبان على مجمع حكومي في أفغانستان أمس عن مقتل 33 شخصا هم 13 عنصرا في قوات الأمن و20 مهاجما، إضافة إلى إصابة 60 شخصا على الأقل بجروح. وفجر المهاجمون شاحنة عند مدخل المنبى أعقبته مواجهات استمرت ساعات كما قال مسؤولون. ووقع الهجوم في الوقت الذي تواجه فيه أفغانستان أزمة سياسية حادة بسبب رفض المرشحين للرئاسة القبول بنتائج الانتخابات أو حتى بتتائج إعادة الفرز. وقد حث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوج راسموسن المرشحين عبد الله عبد الله وأشرف غني على التوقيع على اتفاق يحدد إطار انتشار قوات الحلف في أفغانستان اعتبارا من 2015 في حين يكاد الحلف يسحب كامل قواته المقاتلة بحلول ديسمبر المقبل. وقُتل 20 متمردا كانوا مسلحين برشاشات وقاذفات قنابل في الهجوم على قاعدة للاستخبارات في ولاية جزني الأكثر اضطرابا في أفغانستان. وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن تفجير الشاحنة عند مدخل المجمع ما أدى إلى تحطم زجاج المباني المجاورة وأسفر عن مواجهات بين قوات الشرطة والجيش والمهاجمين. وأعلن المتحدث باسم الحركة المتشددة ذبيح الله مجاهد مسؤولية الحركة عن الهجوم وقال إن عشرات الجنود الأفغان قتلوا. وقال «إنه نجاح لنا وفشل لأعدائنا ألا يلاحظوا كيف وصل مقاتلونا بأعداد كبيرة لمبنى المخابرات بسيارات محملة بالمتفجرات ونفذوا الهجمات». وصرح أسد الله إنصافي نائب قائد شرطة جزني بأنه «بعد معارك استمرت ثلاث ساعات قتلت قوات الأمن 19 مهاجما». وقتل في الهجوم 13 عنصرا في قوات الأمن. وأضاف أن «انفجار الشاحنة كان قويا جدا وأدى الى تحطم زجاج المنازل والمحلات القريبة من المجمع». وصرح طبيب في مستشفى جزني حيث يعالج الجرحى بأن 60 شخصا بينهم مدنيون نقلوا إليه. وأضاف أن 15 شخصا في حال الخطر. والخلاف حول الاقتراع ساهم في تكثيف حركة طالبان هجماتها في جنوب وشرق البلاد وشهدت عدة ولايات قريبة من العاصمة كابول اضطرابات. ويؤكد كل من المرشحين للانتخابات الرئاسية أشرف غني وعبدالله عبدالله الفوز في اقتراع يونيو الماضي. وقد حث الأمين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوج راسموسن أمس المرشحين إلى الرئاسة الأفغانية على التوقيع على اتفاق يحدد إطار انتشار قوات الحلف في أفغانستان اعتبارا من 2015 في حين يكاد الحلف يسحب كامل قواته المقاتلة بحلول ديسمبر. وقال راسموسن لدى وصوله الى نيوبورت (المملكة المتحدة)، حيث يجتمع ستون من قادة الحلف الأطلسي في قمة تستغرق يومين «يجب عدم المماطلة فالوقت يداهمنا». وأضاف «نحن في حاجة إلى أن نعرف سريعا جدا إذا كانت الحكومة الأفغانية ستوقع على الترتيبات الأمنية الضرورية لأنه شرط مسبق لانتشارنا في أفغانستان بعد 2014». ولم يتوصل المرشحان إلى الرئاسة الأفغانية عبد الله عبد الله وأشرف غني إلى التوافق منذ يونيو حول نتائج الانتخابات الرئاسية رغم اتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية. ولم تمثل أفغانستان على مستوى الرئاسية في نيوبورت بينما أرسلت كابول وزير الدفاع باسم الله محمدي. وستسحب القوة الدولية للمساعدة في إرساء الامن (ايساف) المنتشرة منذ 2001 في أفغانستان آخر جنودها نهاية السنة الجارية بعد أن سلمت القيادة إلى القوات الأفغانية خلال 2013. وبذلك تكون ايساف أطول وأهم مهمة انجزت تحت راية الحلف الأطلسي. ويفترض أن تحل محلها مهمة تدريب وتوجيه القوات المسلحة والشرطة الأفغانيتين التي تعد 12 ألف رجل. وقال راسموسن «أنا متفائل لأن المرشحين إلى الرئاسة أعلنا أنهما مستعدان للتوقيع على الترتيبات الأمنية سريعا بعد تولي مهامها. . لكننا نقترب من الموعد ولابد من اتخاذ القرار سريعا». (جزنة، أفغانستان،وكالات)